samedi 12 janvier 2019

سأكون دخيلا و متطفلا


تهمة التطفل أصبحت تطلق على كل من يتجرأ على رفع القلم و كتابة ما وصل إليه متسواه اللغوي و الفكري، و كل من يفعل ذلك هو دخيل على ميدان الكتابة بدون تمييز.
التهمة توجه إلى الكاتب الجديد من طرف كتاب قدماء أو أشباه قدماء، قد يكونون من الرواد و مشاهير الكتاب، و قد تكون أسماءهم بالكاد معروفة، لكنهم يرفضون أن تفتح باب الكتابة لأحد آخر بعدهم، مع أننا في زمن الأبواب المفتوحة دائما، في عصر الانترنيت و المدونات و المنتديات و المواقع الإلكترونية المجانية، و الكثير من هذه المواقع جدير بالاحترام لأنها لا تتطلب واسطة أو تزكية للنشر، فتأشيرة مرورك هي أسلوبك في الكتابة  و محتوى كتاباتك.
هناك من يزعجه تلاشي الاحتكار في زمن الانترنيت، بعضهم يفضل بقاء احتكار الجرائد الورقية و مطابع الكتب لكل حرف و كلمة، مع أن الكثير منهم استفاد من شبكة الانترنيت كثيرا قبل أي أحد آخر.
كل مجال في الحياة تجد فيه الرجل المناسب في المكان المناسب، و تجد فيه أيضا الدخيل و المتطفل، حتى في ميدان الدين و الوعظ و الإمامة، و في مجال الأعمال الخيرية و النشاطات الاجتماعية أيضا، ليس كل من زار طفلا مريضا في المستشفى هو فاعل خير، قد يكون مهووسا وجد ضالته في جمعيات الأطفال ليترجم مرضه النفسي، و قد يكون محتالا مختلسا وجد في أموال الجمعية إشباعا لطمعه و خسة نفسه.
ميدان الكتابة أيضا، فيه الدخلاء، لكن من الغريب أن تطلق صفة التطفل على كل من يحمل القلم لأول مرة، و كأن المساحة لا تتسع إلا للقدماء، و الشباب يجب أن يبقوا مجرد قراء حتى لو كانوا موهوبين، أو أن الشباب الموهوب الذي يفتقر للواسطة و التزكية يجب أن يبقى مغمورا طيلة حياته؟
بعض المحتكرين لا يرحمون و لا يتركون رحمة الله تنزل، و يتعمدون تجاهل المادة الموضوعة أمامهم و المكتوبة من طرف متطفل جديد، حتى لو كان موهوبا جدا و اعترف له الكثير من القراء و أصحاب الاختصاص بذلك.
كما أن بعضهم إذا ساعدك ينتظر منك أن تكون إنسانا آليا يسير وراء أوامره و يمجد بحمده أين ذهب.
كما أن بعض المحتكرين يطبقون احتكارهم على فئة دون الأخرى، فالكاتبة الجديدة المتساهلة جدا في الكلام و التصرف و المعاملة و كل شيء آخر، أكيد لن تلقى العراقيل التي تجدها زميلتها التي ترفض تقديم شيء عدا كتاباتها، أو كاتب جديد لا يجيد فنون التملق و التقرب من أصحاب القرار في النشر.
و مع ذلك فالميدان لا يخلو من النبلاء، الذين لا تعلم يسارهم ما قدمت يمينهم من خير و دعم للشاب الجديد المتطفل.
الجميل في شبكة الانترنيت أنها واسعة جدا، و دائما تجد فيها خيارات كثيرة جدا، خيارات لا تتوقف أبدا ما دامت الحياة موجودة، و لن يكون هناك احتكار أبدا في زمن الانترنيت.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 27/12/2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire