تطورت فكرة النجومية و تغيرت و أصبحت مغرية أكثر، و تطورت معها فكرة
الإعلان و طرقه تنوعت، كما أن الاعتماد على الإعلان يزداد يوما بعد يوم و لدرجة
هستيرية أحيانا.
و لأننا في عصر استهلاكي بامتياز، فإن كل شيء قابل للاستهلاك و البيع ما
دمنا قادرين على الترويج له بشكل جيد و ذكي، لا توجد تجارة كاسدة مع الإعلان
الواسع الذي يولد الألفة مع التكرار، فللإعلان القدرة على صناعة وهم و إقناع الناس
بوجوده، خاصة مع وجود الإعلام الممول جيدا بأموال لا تنضب و لا تبخل.
لهذا، فإن صناعة النجوم هي وظيفة تدر الملايين على من يتبناها، فالجمهور
بالملايين من المحيط إلى الخليج، و هو جمهور كريم جدا بمتابعته و تصويته و ملاحقته
لتلك البرامج على الانترنيت في مواقع التواصل الاجتماعي.
التفاعل القوي و الكبير للجماهير العربية مع برامج الواقع و صناعة النجوم
يعكس و بدون شك مدى الربح الذي تدره تلك البرامج على أصحابها.
الفكرة الرئيسية حسب رأيي هي تجارة قبل أن تكون خدمة للمجتمع و للمواهب، و
إن استفادت منها المواهب العربية و هذا ما لا يمكن نكرانه.
ما يحدث أيضا هو أن بروز هذه الصناعة كان أيضا على حساب مواهب حقيقية لكن
أصحابها لا يملكون الحق في الظهور بهذه البرامج لعدم امتلاكهم للشكل المطلوب أو
الواسطة أو أن عدد الدول المشاركة يجب أن يكون بها توازن و تنوع، مع التركيز
أحيانا على استقطاب البنات من دول معينة دون غيرها نظرا لطبيعة تلك المجتمعات على
عكس دول أخرى، و هذا المشكل كان مطروحا أكثر في برامج الواقع الغنائية والفنية و
التي كانت في البداية سطحية جدا و تجارية لدرجة مفضوحة مثل ستار أكاديمي، و هزي يا
نواعم، و برامج الموضة.
و قد رأينا تخرج بعض أنصاف المواهب أو عديمي الموهبة من بعض تلك البرامج، و
عبثا حاولت شركات الإنتاج استثمار شهرتهم المزيفة لكن بدون جدوى.
و بالمقابل لا يمكن غض الطرف عن ظهور مواهب حقيقية بفضل تلك البرامج، بعضها
استمر، و بعضها لم يوفق و لم نسمع بظهوره بعد انتهاء آخر حلقة من البرنامج.
ليس بالضرورة أن كل ما يروج له يستمر و يشتهر فيما بعد، فقد يكون لتلك
الموهبة المشاركة عمر قصير مربوط فقط بموسم عرض البرنامج، لكن الذي تحرص عليه تلك
البرامج هو استثمار و استغلال الموهبة خلال فترة عرض البرنامج بقدر الإمكان و
استخدام بعض تفاصيل حياة المشاركين لدغدغة مشاعر المشاهد و استقطاب اهتمامه أكثر.
و رغم كل ما ذكر، يا ليتها كانت برامجا بأفكار و براءة اختراع عربية، للأسف
هي دائما نسخ معربة لبرامج غربية موجودة سابقا في قنوات أخرى و بلغات مختلفة، حال
هذه البرامج كحال أغلب ما يقدم على الفضائيات العربية، مجرد تعريب لأفكار غربية
تصلح أحيانا و قد لا تصلح، و حتى و إن كانت متماشية مع طبيعة مجتمعاتنا، ألا
نستغرب غياب عقل مبتكر واحد مع وجود هذا الكم الهائل من القنوات و العربية، هل عجز
الوطن العربي بكل مؤسساته الإعلامية و الفنية أن يخرج لنا عقلا يبتكر مشروعا
لبرنامج غير مقلد؟
هل هو الخوف من خوض التجربة؟ هل هو نقص في الشجاعة و الجرأة لدى المنتجين؟
أم هي العولمة التي وحدت و فرضت أشكال الحياة، الأكل و اللباس و الإعلام و
الفن و التفكير و النجاح.............
تاريخ نشر المقال أول مرة: 16/07/2014
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire