jeudi 17 janvier 2019

اعترافات فايسبوكية26


لأنه رمضان، و لأن أغلب أيامه كانت حارة و الصيام فيها شاق و متعب، لم أتمكن من كتابة اعترافاتي التي اعتاد عليها البعض، و أكيد البعض يضحك عليها و على صاحبها، لكني لا أعلم بمن يفعل ذلك، و ما أكثر الساخرين و الضاحكين على الآخرين.
متعة المشاركة في موائد الرحمان و موائد الهلال الأحمر كبيرة جدا و شوقي إليها لا يتوقف رغم اعتزالي المؤقت لتلك الموائد و ابتعادي المؤقت عن الهلال الأحمر الجزائري.
ليس فقط لأن الأمور غير منظمة هناك و لأن إمكانيات الهلال الأحمر بمنطقتي نقصت كثيرا و لم تعد كما في السابق، بل أيضا لأن صبري كان قليلا على أذية الفقراء الحقيقيين و المزيفين.
و لأن ثقافة طلب قفة رمضان أصبحت منتشرة كثيرة بين الأغلبية و أصبحت الأغلبية تطالب بها كل عام و كأنها حق من حقوق من يحمل جنسية هذا البلد الذي وعد حكامه شعبهم بعزة و كرامة رأيناها مترجمة في طوابير قفة رمضان و موائد الإفطار.
يؤلمني ازدياد عدد الجياع في بلدي و خزائنه ممتلئة حسب ما يقال لنا، و الشعب الذي كذبوا عليه و غنوا له "زوالي و فحل و ما نقبلش الذل"، فرضوا عليه الذل لأن تكاليف الطعام غير محتملة، و من يقدر عليها يعجز أمام تكاليف العلاج إن مرض هو أو أحد أفراد أسرته، و بالتالي فالتسول في المساجد و الجمعيات الخيرية هو أحسن طريقة، إذن، لما مجال للكذب علينا بأغنية عراسي تغطي الشمس بالغربال و توهم المواطن بأنه بعيد عن الذل.
أصبحت لا أحتمل منظر الفقير و هو يتودد لي و يتذلل من أجل الظفر بفرصة لعلاج ابنه أو الدخول على عائلته بقفة مليئة بالطعام.
أنا لا أتحدث عن الصومال أو رواندا أو النيجر، و إنما عن بلد قدم مليون و نصف مليون شهيد لكي يقف مواطنوه في طابور طويل للظفر بكيس سميد، لكن هذه المرة العطاء من عند ابن الوطن و ليس من المستعمر.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 03/09/2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire