لأنه
رمضان، و لأن أغلب أيامه كانت حارة و الصيام فيها شاق و متعب، لم أتمكن من كتابة
اعترافاتي التي اعتاد عليها البعض، و أكيد البعض يضحك عليها و على صاحبها، لكني لا
أعلم بمن يفعل ذلك، و ما أكثر الساخرين و الضاحكين على الآخرين.
متعة
المشاركة في موائد الرحمان و موائد الهلال الأحمر كبيرة جدا و شوقي إليها لا يتوقف
رغم اعتزالي المؤقت لتلك الموائد و ابتعادي المؤقت عن الهلال الأحمر الجزائري.
ليس
فقط لأن الأمور غير منظمة هناك و لأن إمكانيات الهلال الأحمر بمنطقتي نقصت كثيرا و
لم تعد كما في السابق، بل أيضا لأن صبري كان قليلا على أذية الفقراء الحقيقيين و
المزيفين.
و
لأن ثقافة طلب قفة رمضان أصبحت منتشرة كثيرة بين الأغلبية و أصبحت الأغلبية تطالب
بها كل عام و كأنها حق من حقوق من يحمل جنسية هذا البلد الذي وعد حكامه شعبهم بعزة
و كرامة رأيناها مترجمة في طوابير قفة رمضان و موائد الإفطار.
يؤلمني
ازدياد عدد الجياع في بلدي و خزائنه ممتلئة حسب ما يقال لنا، و الشعب الذي كذبوا
عليه و غنوا له "زوالي و فحل و ما نقبلش الذل"، فرضوا عليه الذل لأن
تكاليف الطعام غير محتملة، و من يقدر عليها يعجز أمام تكاليف العلاج إن مرض هو أو
أحد أفراد أسرته، و بالتالي فالتسول في المساجد و الجمعيات الخيرية هو أحسن طريقة،
إذن، لما مجال للكذب علينا بأغنية عراسي تغطي الشمس بالغربال و توهم المواطن بأنه
بعيد عن الذل.
أصبحت
لا أحتمل منظر الفقير و هو يتودد لي و يتذلل من أجل الظفر بفرصة لعلاج ابنه أو
الدخول على عائلته بقفة مليئة بالطعام.
أنا
لا أتحدث عن الصومال أو رواندا أو النيجر، و إنما عن بلد قدم مليون و نصف مليون
شهيد لكي يقف مواطنوه في طابور طويل للظفر بكيس سميد، لكن هذه المرة العطاء من عند
ابن الوطن و ليس من المستعمر.
تاريخ نشر المقال أول مرة: 03/09/2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire