samedi 12 janvier 2019

المشاركة للأغنياء و التصويت للفقراء


المتابع لبرنامج ستار أكاديمي لا يتعب كثيرا ليلاحظ تقارب و تشابه المستوى المادي للطلاب المشتركين فيه، و ربما هو القاسم المشترك الكبير بين طلاب الموسم الحالي من البرنامج و المواسم السابقة أيضا.
أغلب المشاركين بالبرنامج هم من الطبقات الغنية و الميسورة، ممن يريدون الظهور على الشاشة بأي طريقة، بعضهم يملك صوتا لا بأس به، و قليل منهم يملكون أصواتا قوية.
برنامج ستار أكاديمي الخاص حسب ما يقول عنه القائمون عليه بتخريج المواهب الغنائية في الوطن العربي، و التي لم نر منها إلا القليل من المواهب التي استطاعت النجاح أو أنصاف المواهب ممن قامت برعايتهم شركات إنتاج كبيرة.
تركيز البرنامج على شباب الفئات الميسورة بالوطن العربي لا علاقة له بالصوت و الموهبة الغنائية أبدا، بل الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بالقدرات و الميزات الأخرى التي قد تكون لا علاقة لها بالغناء أبدا، كركوب الخيل و ممارسة الرياضات المتنوعة، و اللغات الأجنبية، و نمط المعيشة المقزز، لكي نرى المرشحة الفلانية مع كلبها المدلل، و ذلك الطالب الذي يملك بمنزله كل الآلات الموسيقية و لكنه يفتقر إلى الأساس و هو الصوت المقبول.
كما يتم اختيار بعضهم فقط لاستغلالهم كراقصين خلال البرايمات و لما ينتهي الدور المنتظر منهم، يقومون بإخراجهم و ينتبهون في آخر المطاف أنهم لا يملكون موهبة الغناء.
طيلة سنوات البرنامج السبع، احترت في فهم المقاييس التي يتم من خلالها اختيار المشتركين، و هل يفتقر وطننا العربي فعلا إلى مواهب غنائية حقيقية سواء من الطبقات الغنية أو الفقيرة؟
و هل الأمر فعلا كما يقول البعض له علاقة برشاوى و واسطات لقبول الطلاب المشاركين؟
هل عجز الفقير عن تقديم الرشوة و عدم توفره على واسطة هو السبب في انعدام وجوده بهذا البرنامج؟
أم أن القائمين على البرنامج يخجلون من وجود الطلاب الفقراء بالبرنامج خوفا من مستواهم المتدني و عدم إتقانهم لشيء عدا الغناء؟
هل يتطلب الأمر بعض العوامل و التوابل الأخرى التافهة لكي يكون الطالب كفئا حسب مقاييسهم؟ هل يتطلب الأمر فعلا وجود كلب مدلل بالمنزل و بيانو فاخر و سيارة آخر طراز.
لو طبقت تلك المقاييس على المطربة أصالة خلال وقت ظهورها الأول لكانت فشلت و لكانوا منعوا الشهرة عنها، و هي التي لم تكن تملك إلا صوتها القوي و القادر على الأداء بطريقة نادرة.
و ماذا عن أم كلثوم لو ظهرت في عصر برنامج ستار أكاديمي؟ هل كان يجب عليها رفع مستواها المادي، أو تقصير ملابسها و تعرية أكتافها؟
قد تكون الاسكلندية سوزان بويل شاركت ببرنامج غنائي من نوع آخر، و هو ليس النسخة الاوروبية لستار أكاديمي، و إنما لسوبر ستار أو أمريكان أيدول، و مع ذلك بكل البرامج العربية من المستحيل رؤية نموذج سوزان بويل يتكرر عندنا.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 06/03/2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire