لا
ندري أين تذهب هذه الأيام؟ عبارة قالتها الإعلامية المتخصصة في الاقتصاد "صبا
عودة" خلال تقديمها لأخبار أسواق الخليج على قناة العربية، عبارة تركت في
نفسي تأثيرا كبيرا و شعورا غريبا، و إحساسا عميقا بأهمية السؤال و دلالته الكبيرة.
صبا
عودة طرحت تساؤلها هذا بعفوية و بسرعة خلال تقديمها المختصر جدا لأخبار السوق، و
قد جاء بالضبط في سياق حديثها عن تتالي الأيام و مرور الوقت بسرعة، حيث ما إن تفتح
الأسواق و يبدأ اليوم الأول من الأسبوع، حتى تتوالى الأيام بسرعة لنجد أنفسنا نتابع صبا أو إحدى زميلاتها و هن
يقدمن لنا أخبار البورصات في آخر يوم من الأسبوع.
التساؤل
العفوي و السريع الذي طرحته مذيعة الاقتصاد بالعربية أتذكره لغاية يومنا هذا رغم
مرور أكثر من 03 سنوات عليه.
جعلني
أفكر و أفكر، و أشعر فعلا بأن العمر يسرق منا، و كما يقول الحسن البصري "إنما
أنت أيام، إن ذهب بعضك ذهب كلك".
تساؤل
يجر معه تساؤلات كثيرة.
إلى
أين نحن ذاهبون؟ ماذا ينتظرنا؟ ماذا فعلنا؟ و ماذا لم نفعل؟ و ماذا يجب أن نفعل؟
هل
كنا كما يجب أن نكون؟ هل كانت اختياراتنا مناسبة؟ هل كانت قراراتنا صائبة؟ و هل ما
تبقى لنا يسمح لنا باستدراك ما فات؟
هل
عشنا كما يجب أن نعيش؟ هل أخذنا نصيبنا من الحب؟ هل أعطينا الآخرين ما يستحقون من
الحب؟
لا
ندري أين تذهب هذه الأيام؟
السؤال
لا يطرح من أجل الإجابة عليه لأنها أصلا واضحة و بسيطة.
السؤال
هو إقرار و تأكيد على أن العمر يمر بسرعة و كل ساعات و دقائق الحياة لا تكفينا.
هو
تأكيد على خوفنا من الآتي الذي لا نعلمه، و من الحاضر الذي لا نتحكم في كل عناصره،
و في الماضي الذي من المستحيل العودة إليه رغم كل الحماقات و الأخطاء التي اقترفنها.
في
الماضي نملك الحماس بدون وعي، و بعد النضج نملك الوعي بدون حماس، أو بالأحرى بدون
طاقة.
تاريخ نشر المقال أول مرة: 04/01/2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire