jeudi 17 janvier 2019

اعترافات فايسبوكية27


ربما اعترافاتي اليوم هي بعض من بقايا رمضان في الروح، شهر كامل من الصيام و التعلق أكثر بالدين و الصلاة و الدعاء، دائما نتمنى أن نبقى على تلك الحال طول السنة، لكن زوال الجو الروحاني و عودة الأجواء العادية المعتادة تجعل من الصعب علينا أن نبقى بنفس تلك الروحانية الجميلة التي رافقتنا في رمضان.
في رمضان تألمت كثيرا لكلام واحد من المصلين الدائمين و المواظبين على الفرائض الخمس بالمسجد، حيث و خلال انهماكنا في الوضوء لكي نلحق بالإمام قبل البدء في الإقامة، و بسبب اكتظاظ المسجد راح ذلك المصلي المواظب بتوجيه الكلام عشوائيا للجميع بأن ما يحدث ظاهرة غير صحية و من العيب امتلاء المساجد في رمضان و فراغها من المصلين بعد العيد، و كان كلامه توبيخا جارحا يلوم الجميع على حضورهم للمسجد، و كأن المسجد بناه والده له خصيصا أو أنه ورثه عن جده.
أكيد كلامه لم يؤلمني وحدي و إنما آلم الكثيرين من المصلين المتواجدين معي، لأني و إن كنت لا أنقلب بعد رمضان شيطانا، إلا أني أعود إنسانا عاديا لا يعيش بنفس تلك الروحانية الرمضانية، كما أن معية الله و مراقبة النفس و لومها لا تبقى بنفس القوة.
لكن هل يحق لمن يصلي كثيرا أن يلوم باقي الناس ممن لا يدخلون المسجد كثيرا و وجوههم ليست مألوفة لدى رواد المساجد؟؟؟
إن كان يحق لذلك المصلي المواظب فعل ذلك؟ فهل يحق لي بحكم عملي الاجتماعي و غرقي في جو الفقراء و المحرومين، أن ألوم من يتصدق فقط في رمضان؟ هل يحق لي توبيخه لدرجة قد تجعله لا يخرج أي دينار من جيبه لا في رمضان و لا في غيره من الأشهر؟
لماذا كلما أدى أي واحد فينا فريضة أو تطوعا دينيا على أكمل وجه، يرى نفسه منزها و مفضلا عن الآخرين؟
لماذا يزكي البعض أنفسهم و يحاسبون الناس و كأنهم أرباب و آلهة؟؟؟
أتذكر أنه في العامين السابقين تحدث الإمام عن مغني معروف ببلديتي كان يواظب على صلاة الجمعة و في نفس الوقت يستمر في عمله بالبارات و الديسكو و الملاهي الليلة، و كان من سوء الصدف أن المغني حضر نفس تلك الخطبة التي تتحدث عنه، فخرج المسكين من المسجد مطأطئ الرأس وسط حزن و استنكار بعض المصلين و تشفي و استحسان البعض الآخر.
يمكنني أن أختم اعترافاتي بمعلومة تؤكد بأنه بكل مساجد بلديتي و التي تم ذكرها في قناة الجزيرة كأول بلدية تحتوي على أكبر عدد مساجد، في كل تلك المساجد المنتشرة لم يتطرق أي إمام للوضعية المزرية التي تعرفها طرق و أرصفة البلدية، و لا إلى جفاف حنفيات المواطنين و معاناتهم مع ندرة مياه الشرب رغم أن المنطقة التي أعيش فيها هي أغنى منطقة في ولايات الشرق الجزائري بالمياه الباطنية و مياه الوديان الكثيرة.
أترك لكم التعليق.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 11/09/2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire