ماذا
عساي أقول عن زيارتي لشيماء اليوم؟
كنت
أظن نفسي محترفا في عملي، و دموعي تنزل بأمري و تتوقف بإرادتي.
كنت
أظنني انتقلت من مرحلة التأثر العفوي غير المنتظر إلى مرحلة الصرامة و التحكم في
النفس أمام المريض.
لكني
أمام شيماء لم أقدر على ذلك، و أصبحت كأني لم أرى مريضا من قبل و لم أدخل المستشفى
أبدا.
من
الأول كنت مشحونا و متأثرا منذ نزولي من سيارة الأجرة بمحطة المسافرين لمدينة
العلمة.
انتظرت
والدها حتى وصل و اتجهنا نحو مركز إعادة التكييف و التأهيل ببلدية راس الماء، و
كانت دهشتي كبيرة لأني وجدت نفسي أمام مركز صحي حكومي أشبه بالمراكز الخاصة أو
الأجنبية من حيث النظافة و الاستقبال و معاملة المرضى، و حسب رأيي هي المؤسسة
العمومية الوحيدة التي عاملت شيماء ريحان بكرامة.
وقوفي
عند باب غرفة شيماء كان بداية لاستفزاز مستمر لدموعي الغبية التي أوقفتها بصعوبة.
لم
أجد نفسي أمام طفلة مريضة تشبه الجثة الهامدة، بل أمام وردة أو زهرة لا تتحرك، أو
بوصف أدق، زهرة لم يبقى لديها إلا حاسة السمع تقريبا.
كيف
لا تبكي و أنت تراها تضحك لما تسمح مداعبات و مزاح والدها معها، تضحك رغم فقدانها
لكل ما يمكن أن يعيش بواسطته الإنسان.
زيارتي
لشيماء ريحان اليوم، أكدت لي بأن الفايس بوك هو نعمة حقيقية، فهو السبب الذي وضعه
الله في طريقنا لكي نساعد تلك الطفلة البريئة.
و
أكدت لي بأني يمكن أن أدفع حياتي ثمنا لكي تعيش و تتفتح من جديد زهرة مثل شيماء
ريحان.
و
من يعرفني جيدا، يعمل إلى أي مدى ممكن أن يصل جنوني التطوعي.
تاريخ نشر المقال أول مرة: 01/08/2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire