تزدحم
الأعمال الفنية الحالية على اختلاف مصادرها و أنواعها بكم كبير و مثير للإعجاب من
القيم الإنسانية التي تدغدغ المشاعر و تستفز الدموع، قيم عالمية جميلة تتفق عليها أغلب
الأديان و الاتفاقيات الدولية و قوانين العالم.
الظاهر في
الأعمال الفنية الحالية سواء دراما تلفزيونية أو أفلام سنيمائية و حتى كارتونية،
أن الحياة هي حق للجميع، و الحب متوفر لكل مخلوق مهما كان شكله و لونه و أصله.
المتعارف
عليه حاليا في الأعمال الفنية أن العنصرية مرفوضة مهما كان نوعها، و ممنوع توجيهها
أو التلميح لها في تلك الأعمال ضد أي شخص أو فئة أو عرق أو بلد معين.
المتداول
حاليا بالفن، هو رفض العنصرية ضد السود و المرأة و اليهود و المسلمين و الديانات و
الأعراق، لكن بالمقابل لا يزال الفن يسخر بصورة صريحة أو مخفية، عن قصد و عن غير
قصد، من فئات كثيرة بعضها يصنف مع المعاقين و ذوي الاحتياجات الخاصة.
كم مرة تتكرر
أمامنا مشاهد كوميدية مضحكة هي في واقع الأمر سخرية و استهزاء من إنسان عاجز أو
فاقد لشيء معين في جسمه أو محيطه.
لا زلنا نرى
بطل الفيلم وسيم و صديقه أحول، و بطلة الفيلم حسناء رشيقة و صديقتها سمينة مجعدة
الشعر، أو ربما أخت البطل قصيرة متواضعة الجمال.
لا زلنا نرى
بالأفلام و المسلسلات العربية و الأمريكية و الهندية و اللاتينية و التركية أن
الشخص السمين مثير للضحك و يستحق السخرية، و ربما هذه النقطة هي العامل المشترك في
تلك الأعمال الفنية على اختلاف نوعيتها و جودتها.
عامل آخر
مشترك بينها، أن صاحب (ة) النظارة الذي يعاني من ضعف في النظر هو بالضرورة إنسان
مضحك أو غير جدير بالحب، أو جبان أو غبي..... و غيرها من الصفات التي يصر صناع
الأفلام أو كتاب السيناريوهات و القصص على السخرية منها، و يؤكدون على أن البطل
يجب أن يتحلى بنموذج محدد من اللباس و الجسم أو الوجه حتى يكون جديرا بالنجاح في
الحب و في نواحي أخرى حسب موضوع الفيلم المعروض.
ربما لا تزال
أمامنا أشواط طويلة و كبيرة جدا حتى نتخلى عن العنصرية بكل صورها، أتحدث بضمير
المتكلم لأننا كمتابعون لتلك الأعمال مسؤولون عن استمرارية الأفكار التي تحتويها.
تاريخ نشر المقال أول مرة: 07/04/2018
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire