jeudi 17 janvier 2019

عودة سريديفي.... English Vinglish


مثل كل الأفلام الهندية، الزوجة و الأم لا تكون أبدا خائنة و لا تستمر أبدا في عشقها لرجل غير زوجها. تقديس العلاقة الزوجية في أفلام بوليود يفوق حتى الموجود في السينما و الدراما العربية. و لا داعي للحديث عن هذه القضية في الفن التركي و المكسيكي أو البرازيلي و الأرجنتيني. حيث تتعاطف غصبا عنك مع البطل الخائن الذي يعشق زوجة عمه، أو مع الصديق الخائن الذي نام مع زوجة أعز أصدقائه و أنجب منها طفلا.
فيلم " English Vinglish" الذي سجل عودة نجمة الثمانينات "سريديفي" كان تأكيدا آخر و ليس أخيرا لقداسة الرابطة الزوجية في السينما الهندية، و هو تأكيد أيضا لثوابت لا تتغير في سينما عمرها أكثر من 100 عام، مهما اختلفت طبيعة و نوعية الفيلم المنتج سواء درامي أو أكشن أو رومانسي، القاسم المشترك بينها جميعا هو تعظيم الأم، الزوجة، الأرض، العائلة.
و لست هنا بصدد التطرق للفارق الهائل الموجود بين القيم التي تروج لها بوليود و بين القيم الحقيقية السائدة في المجتمع الهندي الحقيقي، و لست بصدد الدفاع عن سينما لا يزال الكثير يسخر منها رغم أنها أصبحت عالمية و أكثر إتقانا و احترافا.
الفيلم الذي عادت به "سريديفي" سنة 2012 بعد غياب طويل، تم تصويره في الولايات المتحدة الأمريكية، من إخراج "غوري شيندي"، و تدور قصته حول ربة منزل هندية تقليدية و مطيعة جدا، تسافر لأمريكا لحضور زفاف إحدى قريباتها، فتقرر التسجيل في دورة لتعليم اللغة الانجليزية، و خلالها تتعرف إلى زميل لها هو شاب فرنسي يصغرها سنا يقع في غرامها، و لكنها تقاوم انجرافها نحوه و بكل هدوء تتمسك بزوجها و ولديها مثلما تبقى متمسكة و مصرة على إتمام فترة تدريبها و تعلمها الانجليزية.
ما أعجبني في قصة الفيلم، هو أنه رغم إدانته للقهر الذي تعيشه المرأة الهندية التقليدية، و رغم إبرازه للضغوط الاجتماعية و النفسية المسلطة عليها بسبب كثرة الالتزامات، إلا أنه لم يجعل كل هذا مبررا للخيانة.
السينما الهندية حالمة أكثر منها واقعية، هي سينما خيالية في أغلبها، لذلك و حسب رأيي البسيط، هي ليست بحاجة لأبطال سيئين يبررون الخيانة و السرقة والقتل و كل ما هو سيء.
في الواقع، كلنا نعلم أن كل الناس تخطئ، حتى الأمهات هناك الخائنة التي تتخلى عن زوجها و أولادها، سواء بسبب ظلم الزوج و المجتمع أو لأسباب أخرى، لكن في السينما الهندية لا يوجد هذا النموذج من الأمهات.

تاريخ نشر المقال أول مرة:  18/10/2013

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire