أربع سنوات مرت على الكارثة التي حلت بالطفلة شيماء ريحان، ضحية الخطأ
الطبي الذي جعل منها شبه جثة و أفقدها كل الحركة و كل الحواس، إلا السمع.
أربع سنوات، و هي تئن و تبكي لأنها تسمع و لا تستطيع رؤية من يتحدث معها،
لا تستطيع لمس أمها و احتضانها، لا تستطيع النهوض مع إخوتها للعب معهم عند سماع
أصواتهم من حولها.
من 07 فيفري 2010 إلى 07 فيفري 2014، مسيرة أربع سنوات من الألم و
المعاناة، و الله أعلم متى تنتهي، و هل للقضية حل؟ سواء في الجانب الصحي، و كذلك
القانوني حيث مكثت القضية في المحكمة أربع سنوات ما بين تماطل و استئناف و تغيير
للخبراء، و لا نتيجة تذكر، و هل فعلا ستكون هناك نتيجة عادلة؟
في بعض دول العالم يحاكم الرؤساء و الحكام على أخطائهم، و في الجزائر
يعجزون عن محاكمة طبيب قضى على حياة مريضه أو أفقده نصف حياته.
نتضامن مع شيماء التي تبلغ حاليا من العمر 8 سنوات، و لكن نبقى مكتوفي
الأيدي، لا ندري ما العمل؟ و كيف السبيل لعلاجها؟ أو لمعاقبة من ظلمها في مستشفى
سطيف، بمصلحة الأنف و الأذن و الحنجرة، صحيح هو ظلم غير مقصود، لكن الظالم يجب أن
يعاقب حتى لو كان ظلمه خطأ، و للأسف اعتدنا في الجزائر على سياسة اللاعقاب، و
النماذج كثيرة جدا، و ليست فقط في ميدان الأخطاء الطبية و ظلم المرضى.
معاقبة الطاقم الطبي المخطئ في قضية شيماء ريحان أصبحا حلما أو ربما وهما و
سرابا، فقد قامت المستشفى بتغيير بعضهم، و هناك من هاجر للعمل بالخارج، مما يعني أنه
لا مجال لملاحقتهم.
بعد أربع سنوات، لا أحد يعلم كم سيستمر أنين شيماء بسبب المرض و الإعاقة، و كم ستطول معاناة
عائلتها في أروقة المحاكم للمطالبة بعدالة لا يزال الأمل في تحققها واردا رغم كل
شيء.
تاريخ نشر المقال أول مرة: 07/02/2014
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire