
واجه الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي في الأيام الماضية تهمة المحاباة و اتهامات أخرى باستخدام سلطته و
مكانته و التوسط لابنه "جان ساركوزي" لكي يضفر بمنصب هام يجعله مكلفا بـ
بـإدارة وكالة التطوير العقاري لحي لاديفانس
للأعمال التجارية في باريس.
المعارضون و المتهمون
لساركوزي يرون بأن ابنه ليس أهلا لكي يتولى ذلك المنصب و بأنه يوجد من هو أجدر
منه، لكنه وضع فقط من أجل عيون والده و إرضاء له.
التهمة غريبة جدا عندنا
هنا، و هي أصلا ليست تهمة، و من يعتبرها تهمة هو بدوره يعتبرونه مجنونا، لأنه
سيكون بالمفهوم الجزائري إنسانا يعيش في الأحلام و الخيال و لا يفهم الواقع و الأمور
كيف تسير، هو ببساطة إنسان جايح، يفتقر إلى "القفازة".
" ربي و عندو
حبابو" مثل قد يبدو صحيحا لكنه يستخدم لتبرير المحاباة و الوساطة و الرشوة،
بينما المعروف أن أحباب الله هم من يتبعون طريق التقوى، و لا فرق بين عربي و أعجمي
إلا بالتقوى.
أما الأحباب حسب مفهوم
"القفازة الجزايرية" فهم الإخوة و أبناء العم و أبناء العرش و أصحاب
الرشاوى.
كم منصب عمل عندنا سلّم
بهذه الطريقة؟ كم منظفا و حارسا وظف حسب هذا المقياس؟ اذهبوا لمديريات التربية و
تأكدوا كم أستاذا و معلما نجح في المسابقة بهذه الطريقة؟ كم طالبا نجح في
الماجستير بقانون المحاباة؟ كم مسؤولا علينا نصب هكذا؟ كم وزيرا؟ و هل يمكن أن
نقول كم رئيسا؟ و إن كان هذا السؤال خاصا فقط بالفترة التي بدأت فيها المرحلة
المسماة بالتعددية و حرية الرأي و حرية الانتخاب. هل كنا ننتخب فعلا؟
أرجوكم، من فضلكم، كفاكم
ضحكا على الشعب المسكين، كفاكم حديثا عن تكافؤ الفرص، و عن الشباب ثروة البلاد، الشباب
الهارب منكم إلى أعماق بحار و إلى بطون الحيتان و أسماك القرش، تقديركم للثروة
الهاربة كان بتجريم هذا الهرب و لومهم على قلة صبرهم، و عوض أن يقوموا بدور النبي
يونس، اقترحتهم عليهم أن يلعبوا دور النبي أيوب أكثر عباد الله صبرا على الابتلاء.
مع احترامنا الكبير لأنبياء الله جميعا عليهم السلام.
البطالة و عدم تكافؤ
الفرص و فقدان الإحساس بالذات هي أهم أسباب الانتحار و هروب الشباب، و المحاباة هي
أول شيء يقضي على تكافؤ الفرص.
كما أن سياسات الشغل
العقيمة و برامج التشغيل الساذجة لم تنجح في أن تكون عنصر تخدير طويل الفعالية.
المحاباة و الواسطة في
كل مكان و في كل مجال، حتى مع المرضى و المعاقين، منذ سنوات طفولتي الأولى و أنا
أرى العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية تسير بقانون المحاباة و الواسطة، و هناك
دائما أسرة فارغة لأصحاب "المعريفة".
الحمد لله أن القبور لا
تعطى بالمحاباة و لا تحتاج إلى وساطة، و إلا أصبح أغلب الناس يدفنون موتاهم في
الأنهار و الوديان كما يفعل الهندوس أو السيخ أو طائفة من هذه الديانات.
تاريخ نشر المقال أو ل مرة: 17/10/2009
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire