jeudi 17 janvier 2019

اعترافات فايسبوكية18


 سأتحدث اليوم عن التي قالت عني شيطان أخرس. أو عن الحادثة التي كانت سبب تلك التسمية الظالمة في حقي.
هي إعلامية لا أود الإفصاح عن اسمها، معروفة جدا عربيا، و كانت محبوبة جدا و لا زالت.
لا أريد الإفصاح عنه حتى لا أتهم بأني أتهجم عليها أو أبحث عن الشهرة على حسابها.
شاركت في السنوات القليلة الماضية بإحدى المنتديات التي كانت هي مشاركة بها، كانت مشاركتي تحت اسم مستعار، و لكن مضمونها يعبر مباشرة عن قناعاتي الواضحة و البسيطة.
لفت انتباهي موضوع مطروح للنقاش عن البيدوفيلي، أو جرائم الاعتداء على الأطفال جنسيا، فشاركت مباشرة فيه برأيي الثابت اتجاه هذه القضية الخطيرة و الذي كتبته فيما بعد بمقالاتي لما عدت للكتابة في وقت لاحق، فلا جزاء لهؤلاء المجرمين سوى الإخصاء، و لو رأى القاضي بإعدام المعتدي سوف يكون أحسن.
لكن مشاركتي كانت مرفقة بسرد قصة واقعية مرت علينا بمصلحة الشؤون الاجتماعية، و هي حادثة اعتداء حارس مدرسة على تلميذ في سنته الأولى أو الثانية بمرحاض المدرسة.
الاعتداء كان سطحيا، حسب التقرير الذي كتبته معلمة المدرسة و سلمته للمدير الذي سلمه بدوره لنا، المعلمة انتبهت لتكرار ذهاب الضحية للمرحاض عدة مرات في وقت قصير، فسألت تلميذها المسكين فأخبرها بأن الحارس هو من طلب منه ذلك، و أنه كان ينزع له ملابسه و يلعب بأعضاءه الجنسية.
بمجرد وصول التقرير إلى مكتبي، انتفضت و سعيت جاهدا لفصل ذلك الحارس الحقير و جعل الموضوع مشكلة لا حل لها إلا فصل المجرم و معاقبته من طرف الأمن.
لكن مدير المدرسة أخبرني بأن والدي الطفل رفضا اللجوء إلى المحكمة خوفا من الفضيحة و تأثيرها على ابنهم و على سمعتهم.
سعيت جاهدا إلى مسؤول مباشر عن الحارس الحقير لكي أنتزع منه وثيقة إلغاء عمله و طرده للشارع كأقل عقاب له إذا كان الوالدان مصرين على السكوت خوفا من الفضيحة.
قال لي ذلك المسؤول بصريح العبارة و ببرودة شديدة: لا دخل لك بالموضوع أنا أعلم جيدا ما أفعل، و قام بتحويل الحارس الحقير إلى مدرسة أخرى، لكي يختار منها ضحايا آخرين، و لكنه لم يحوله للمدرسة التي يدرس بها أولاده، أولاد المسؤول يجب أن يبقوا بعيدا عن البيدوفيلي، أما باقي التلاميذ، فلا يهم.
بعض زملائي في العمل أيضا قالوا لي ما دخلك أنت؟ و لماذا تزعج نفسك بهذا الموضوع؟
تلك الإعلامية المرموقة البعيدة كل البعد عن مشاكل الناس الكادحة، لما قرأت قصتي على المنتدى، وصفتني بالشيطان الأخرس.
أصبحت أنا الشيطان في كل هذه القصة.
ماذا كان يمكن أن أفعل أكثر حسب رأيكم؟
القضية وصلت للشرطة عن طريق المدير لكن والدي الطفل تنازلا عن كل شيء.
و بعد تلك الحادثة بأيام، التقيت ذلك الحقير المعتدي على التلميذ، فوبخته و شتمته و علا صوتي و صوته و بدأ الناس في التجمع حولنا، و كاد الشجار الكلامي يتحول إلى شجار حقيقي.
ماذا أفعل لكي لا أكون أخرسا؟ بل لكي لا أكون شيطانا ماذا أفعل؟

تاريخ نشر المقال أول مرة: 28/04/2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire