الداخل إلى مستشفيات الجزائر يجب أن تكون لديه ميولا مازوشية، حتى يستطيع
تحمل ما ينتظره من الإهانة و الإذلال من أول حارس في الباب أو منظفة في الرواق إلى
غاية البروفيسور المشرف على المصلحة.
لا أستطيع التعميم، لكن الغالب على معاملة عمال و موظفي المستشفيات عندنا
هو عدم احترام المريض و أهله، عدم احترام يصل لدرجة إذلال المريض و إهانة عائلته
كما حدث مع الطفل الأغواطي المتوفى مؤخرا "عز الدين جلاخة"، حيث واجهت
عائلته و الشاب المرافق لهم رفضا شديدا من طرف كل المستشفيات و المصالح التي
توجهوا إليها في محاولة يائسة لعلاجه مما أصابه، بداية من مستشفى الأغواط، و مرورا
بمستشفى البليدة، بوفاريك، بن بولعيد، و وصولا إلى مستشفيات العاصمة: بئر طرارية،
مصطفى باشا، بني مسوس، عيادة شهرزاد الخاصة، و أخيرا مستشفى بارني.
الكلام الذي كتبه الشاب المرافق للطفل المسكين، يكشف مدى الإهانة و
المعاناة التي واجهها بسبب طلبه من كل تلك المؤسسات الصحية علاج طفل بسيط لا يملك
واسطة تخيف الحارس و البروفيسور على حد سواء.
ما حدث فعلا غير معقول و ضد حقوق الطفل و حقوق الإنسان التي يتبجح حكامنا
بأن الجزائر وقعت و صادقت على أغلبها، و التي من أهمها الحق في العلاج.
ما هو السبب لرفض 8 مستشفيات عمومية و واحدة خاصة التكفل بحالة الطفل عز
الدين جلاخة رحمه الله؟ لماذا كل هذا الرفض الذي يواجهه المواطن المريض عند
مطالبته بالعلاج في المستشفى؟
غابت الرحمة عن 9 مؤسسات صحية كاملة، و لم يشفع للطفل المسكين عمره الصغير
جدا و لا مرضه البارز بشدة على أنفه و لا أنينه و تألمه الكبير.
الرضيع المتوفى كان يعاني من ورم في الأنف بدأ على شكل حبة صغيرة و تفاقم
المرض بسرعة ليصل به إلى الوفاة.
الموت مقدر من الله عز و جل، لكن الإنسان مسؤول عن حفظ كرامة المريض و
توفير سبل العلاج له، على الأقل عندما يحين الأجل يموت بدون ذل أو إهانة.
ما يحدث يوميا بمستشفياتنا هو احتقار مستمر للمرضى و ظلم كبير يعاقب عليه
السجان إذا مارسه على المجرم المسجون، فما بالك بمن يسلطه على مريض ضعيف لا حول و
لا قوة له؟
لكن ماذا أقول و الوضع عندنا معكوس و متناقض؟ أصبحت المستشفيات أسوأ من
السجون، و أغلب السجون تعرف رفاهية يحتاجها المرضى و يحلمون بها.
الفيديوهات الخاصة بالقضية:
تاريخ نشر المقال أول مرة: 07/09/2013
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire