jeudi 17 janvier 2019

فيلم الطاولة رقم 21 التنمر جريمة عقوبتها الإعدام


هو فيلم مميز لا يشبه الأفلام الهندية الكلاسيكية التي في أذهان غير المتابعين لسينما بوليود، أما بالنسبة للمتابع الجيد فالحديث عن تنوع مواضيع السينما الهندية يمكن أن يعتبرها مسألة طرحت سابقا في التسعينات من القرن الماضي و بداية الألفية الجديدة، حيث الأفلام الرومانسية و الاجتماعية الكلاسيكية أخذت طابعا متجددا يجعلها تبدو أكثر احترافية و إتقانا بدون التخلي عن التوابل المعروفة في بوليود منذ ظهورها، مثل الأفلام التي أصبحت أيقونات و نماذج يحتذى بها لكل مخرج و ممثل:
Dilwali Dulhania Lejaygi
Kuch Kuch Hota Hai
Kabhi Kuchi Kabhi Gham
Muhabatein
و غيرها من أفلام كبار المنتجين و المخرجين مثل : ياش شوبرا و ابنه أديتيا شوبرا ، و ياش جوهر و ابنه كاران جوهر .... إلخ.
فيلم الطاولة رقم 21 المنتج سنة 2013 يتحدث عن التنمر، و بطريقته الخاصة يصل بنا في نهايته إلى أن نتيجة التنمر قد تكون إصابة الضحية بالإعاقة الذهنية و بالتالي و حسب مؤلف الفيلم "أبيجيت ديشباندي" فعقوبة المجرم هي الإعدام.
لكن، بداية الفيلم لا تكون بالحديث عن التنمر، و إنما يبدأ فيلم المخرج "أديتيا دات" هذا بلعبة تشبه ألعاب رهان الموت المعروفة، لما يعرض رجل أعمال ثري على زوجين سعيدين رهانا يتكون من مجموعة ألعاب خطيرة و الجائزة مغرية جدا، تجعل من الزوجين الطماعين يستمران في اللعبة رغم خطورتها، و لكن مع وصول درجة الخطر لدرجة مميتة أو مهينة كأن تلبس زوجته لباس بائعات الهوى و ترقص حول عمود التعري في ملهى ليلي، يقرر الزوج التراجع لكن يستحيل ذلك حسب قانون اللعبة و العقد المتضمن ذلك.
آخر مشاهد الفيلم هي بمثابة الرهان الأخير الذي يقضي بقتل الزوج لشاب معاق ذهنيا منزو في غرفة لوحده لا يعلم ما يحدث له، لكن لما يستدير الشاب المعاق ليرى الزوج القاتل نكتشف بأنه هو نفسه الشاب الضعيف الذي كان الزوجان رفقة زملائهما في المدرسة يتنمرون عليه و يقومون بإهانته، مرة بسكب الدماء على وجهه و مرة أخرى بإرغامه على أكل ما لا يجب أن يؤكل، و مرة بحلق شعر رأسه كليا، و بتعريته في الطريق تحت المطر، و تستمر المفاجآت في الفيلم ليتأكد المشاهد أن مقالب التنمر التي عانى منها الضحية هي نفسها ألعاب الموت الذي تعاقد عليها الزوجان مع رجل الأعمال الثري.
و المفاجأة الأكبر في الفيلم أن الضحية هو ابن الرجل الثري، و كل ما فعله ما هو إلا انتقام لابنه الذي أصبح شبه جثة، حيث يصرح الثري لهما بأنه يريد إعادة ابنه الشاب الهادىء المؤدب الذي كان يدرس أما هذا الذي أمامهما فما هو إلا جثة تشكلت نتيجة تنمرهما عليه.
الفيلم من بطولة المخضرم باريش راوال في دور أب الضحية، و راجيف خاندلوال و تينا ديزي في دور المجرمين رفقة قائمة أخرى من الممثلين غير المعروفين.
و باريش راوال هو الأكثر شهرة بين ممثلي هذا الفيلم، و شهرته سنيمائية أكثر، بينما راجيف و تينا أعمالهما قليلة و هي خليط بين السنيما و التلفزيون، و ربما هذا السبب لاختيارهما للدورين الرئيسيين المناسبين لهما جدا، حيث يكون من السهل على المشاهد الانتقال من مشاعر التعاطف معهما خلال مراحل لعبة الموت التي دخلا فيها، إلى مشاعر الكره و التشفي ربما لما يكتشف المشاهد أن البطلين ما هما إلا متنمرين تسببا في إعاقة زميلهما المسكين.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 21/12/2018

المعادلة الجديدة للنجاح – الفاشينيستة و الأنفلوسر –



المتابع للإعلام المرئي و ما يبث عبره خاصة القصص الخفيفة و الترفيهية أو البرامج الثقافية و الفنية و المنوعات يلاحظ بدون بدل جهد كبير أنه أصبح يتم تداول كلمات و مصطلحات جديدة و دخيلة تم تحويرها و إعادة تشكيلها من كلمات أجنبية فرضتها العولمة و الشكل الجديد للإعلام المرئي و الإلكتروني و التطور الهائل و السريع للانترنيت في السنوات الأخيرة، مثل كلمة أنفلوسر – influencer و معناها "المؤثر" كما هو واضح، و كلمة فاشينيستا – Fashionista التي تعني في الأصل الشخص الذي لا يتبع الموضة و ينسق اللباس بطريقته الخاصة، لكن حاليا أصبحت تطلق على كل من تصور نفسها و تنشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك تسارع كبير في تغير أشكال و أسباب النجاح و الترويج، لم تعد الطرق التقليدية فقط هي السبيل الوحيد الذي يمكن من الوصول إلى نجاح الكاتب أو الممثل أو المغني أو عارضة الأزياء، بل أصبحت تبدو هذه الطرق التقليدية بمثابة عائق أو على الأقل طريقة بطئية لا تناسب متطلبات الشهرة السريعة جدا، حيث أن شركات الإنتاج الضخمة و إن كانت لا تزال تحتفظ بهيبتها و مكانتها إلا أن دورها أصبح في المرتبة الثانية لأغلب المبدعين و غير المبدعين ممن لا تتاح لهم دائما فرصة التواصل العادي مع تلك الشركات أو فرصة القبول ببساطة في المسابقات التي يتم عبرها اختيار المبدعين.
الأنترنيت أصبح وسيلة للفت انتباه شركات و إجبارها بطريقة غير مباشرة على مشاهدة العرض أو قراءة النص بدون تقديم طلب مشاركة أو دون الوقوف بباب تلك المؤسسات و انتظار الدور.
 حاليا الأنترنيت هو الخطوة الأولى للشهرة لدى كل الموهوبين في كل المجالات الحقيقية سواء في التكنولوجيا و الرياضة أو الرقص و الإغراء و حتى المجالات التافهة المستحدثة مؤخرا مثل الفاشينيستات، و يختلف طلاب الشهرة بين موهوب حقيقي و بين طالب للمال و الربح فقط و بين من يجمع بينهما و بين أمور اخرى، لا يوجد نموذج واحد للشخص المؤثر على النت، و منهم من لم يطلب الشهرة أو التأثير بتلك الطريقة أو الحجم، بل وجد نفسه أمام شكل جديد من الترويج و الشهرة لم يكن يقصده بقدر ما كان يسعى للتعريف بقضية معينة أو مساعدة فئة من الناس او ممارسة هوايته و إشباع شغفه.
و الاختيارات أمام طالب الشهرة كثيرة جدا، فايسبوك، تويتر، يوتوب، سناب شات، انستغرام .... إلخ
و في الوسط الفني حاليا تبرز أسماء لنجوم جدد حققوا نجاحا كبيرا على أرض الواقع و كانت انطلاقتهم الأولى عبر اليوتوب أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المدونات و غيرها من الوسائل التي يتيحها الأنترنيت بسهولة لكي يعرف كل شخص بنفسه بكل بساطة و يصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس بدون صرف أي مال باستثناء الاشتراك في النت بسعر بسيط ربما.
في مصر مثلا باسم يوسف كانت بدايته عبر اليوتوب ليصبح اليوم أشهر إعلامي ساخر في الوطن العربي.
أما في الجزائر فلا شك أن أمير دي زاد هو أشهر أنفلوسر سياسي اجتماعي حاليا، و هو أفضل مثال، كذلك المغني ريفكا هو أحسن مثال لشاب غير معروف أبدا استطاع حشد الآلاف في عيد ميلاده من خلال تأثيره عبر اليوتوب، ليؤكد و دون أن يدري للكثيرين بمن فيهم أصحاب القرار السياسي أن زمن الترويج القديم قد ولى، و أن التحريض يمكن أن يكون عبر طرق أخرى أكثر سرعة و فعالية.
أما في العالم فلا يوجد مثال أحسن من جستين بيبر الذي بدأ هو الآخر من اليوتوب ليصل إلى كل الجماهير و يسيطر على سوق الغناء و أخبار الفن.
حتى في ميدان الأفلام الجنسية يعرف هذا الوسط حاليا نجوما جدد تعاقدوا مع شركات إنتاج ضخمة تم استقدامهم من فيديوهات الهواة و أحيانا حتى من بلدان فقيرة و غير معروفة في مجال الإنتاج الخليع و من بينها دول عربية، السبب هو الانترنيت.
الشهرة عبر الانترنيت متاحة للجميع و في كل المجالات و ليست الفنية فقط، حتى في مجال حقوق الإنسان و الأعمال الخيرية و الإنسانية أصبحنا نرى جيلا من الناشطين الشباب و المراهقين ممن يحاولون منافسة أنجلينا جولي في التقاطهم للصور مع الفقراء و المحتاجين و يعملون على محاكاة الليدي ديانا و مشاهير اليونسيف في توثيق كل عمل خيري يقومون به و لو على حساب كرامة الفقير و دون مراعاة للتبعات المضرة بحياة العائلات الظاهرة في الصور، بينما الأولية يجب أن تكون هو لكيفية وصول الفائدة للمحتاج بغض النظر عن القيام بذلك في السر أو العلن، و عدم إعطاء الأولوية للصورة كغاية كبيرة في حد ذاتها، الأولى لكل هؤلاء هو استغلال الشهرة الصغيرة التي أعطتهم إياها مواقع التواصل الاجتماعي و استغلال المصداقية التي اكتسبوها من النت لجلب الدعم أكثر و مساعدة الناس.
و بصفة عامة التأثير الإيجابي هو ما نتمناه من كل هؤلاء المؤثرين و مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بغض النظر عن مجال النشاط أو الاهتمام.
و أختم مقالي بعبارة أعجبتني جدا قالتها الإعلامية الأردنية "عروب صبح" في مقال لها يتحدث عن نفس المضمون: "لا تجعلوا الأغبياء مشهورين".

تاريخ نشر المقال أول مرة: 16/11/2018

حقوقنا الغائبة في أفلامنا و مسلسلاتنا


المؤكد لدى أي متابع واع لأفلام هوليود هو أن قوة الإقناع هي السمة المشتركة بين كل أفلامها باختلاف أنواعها، درامية، رومانسية، استعراضية، كوميدية، أفلام رعب أو خيال علمي..... إلخ.
يمكن لأفلام هوليود أن تجعلك تتعاطف مع أي قضية تطرحها، حتى لو كانت حقوق الروبوتات مثل أفلام: AUTOMATA و IROBOT و ARTIFICIAL INTELLIGENCE.
و يمكن تطرح حقوق النمل أو النحل مثل أفلام الأنيمايشن: Bug's life ، BEE MOVIE.
و لا تستغرب من الفيلم الذي يطرح قضية حقوق سكان الكواكب الأخرى مثل: District 9.
يمكن لهوليود أن تطرح أي قضية حقيقية أو خيالية، عميقة أو تافهة، و تقنعك بها و أنت مستمتع بجمال الصورة و إبداع التمثيل و إبهار الديكور و قوة السيناريو و تماسك الحكاية و تسلسل الأحداث و تداخلها و براعة الإخراج و غيرها من عناصر نجاح الفيلم التي يبرع في تحليلها المختصون في السينما و النقد الفني أكثر مني.
قد يبدو ما سأقوله مضحكا لكني متأكد من أن هوليود يمكنها أن تطرح في أحد أفلامها حقوق حشرة البق أو البرغوث و يكون الفيلم ممتعا و مبهرا مثل فيلم التينانيك مثلا أو ماتريكس و أفاتار.
هذا عن هوليود، ماذا عن أفلامنا نحن؟ عن مسلسلاتنا؟ أين هي قضايانا العادلة من كل تلك الإنتاجات السينمائية و الدرامية المتراكمة؟
قد يذهب ذهن القارىء مباشرة إلى القضية الفلسطينية عند طرح هذا الحديث، لكن محتوى الفن السينمائي و التلفزيوني العربي مهمل و ظالم لفلسطين و أيضا لقضايا عربية مجتمعية أخرى كثيرة. هل طرحنا الفقر كما يجب في أفلامنا؟ أين هي حقوق الإنسان العربي في فننا؟ حقوقه المسلوبة من طرف حكامه و عاداته و تقاليده و من أبناء جلدته قبل أن تكون مسلوبة من طرف الغرب أو المحتل.
القضايا المطروحة حاليا بأفلامنا و مسلسلاتنا هي إما تسلية تافهة و غير ممتعة أو قضايا جادة تعالج بطريقة سطحية.
لا أريد أن أكون ظالما لبعض الأعمال و لا أنوي التعميم، لكن بالرجوع للقضية الفلسطينية، كم عملا أنتج من أجلها؟ و بالتحديد كم عملا أنتج بنفس جودة مسلسل التغريبة الفلسطينية أو الاجتياح أو فيلم المتبقي؟ بعد إنتاج هذه الأعمال بأكثر من عشر سنوات ربما لم ينتج أي عمل آخر و إن كان موجودا أين هو و من انتبه له؟
لا أريد أن أن يكون مقالي مجرد طرح للأسئلة، لكن الأجوبة فعلا ليست عندي، و إنما عند أصحاب شركات الإنتاج بالدرجة الأولى و المخرجين و المؤلفين، هل فعلا العمل الفني الذي يطرح قضية جادة و عميقة يعتبر عملا فاشلا تجاريا أو غير جدير بالفرجة و غير جاذب للجمهور؟
شركات إنتاجنا للأسف عاجزة عن صنع متعة الفرجة سواء كانت القضية جادة أو تافهة.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 21/09/2018

من الضحية التالية؟


ماذا بعد الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الطفلة سلسبيل بمدينة وهران؟ سيجف حبر الجرائد و الأقلام التي كتبت عنها، و سوف يصمت صوت الغوغاء الساكنة بمواقع التواصل الاجتماعي للانشغال بمواضيع أخرى و الانتقال من قضية لأخرى و كأنها غوغاء هاربة من الملل و تقتل الوقت بالانترنيت، و المؤكد أنه من غير الصائب أن نعول عليها في تبني و مساندة القضايا المصيرية من دون توجيه من طرف نخبة ذكية تجيد استخدام فنون الاتصال و مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل سلسبيل، كان هناك إبراهيم و هارون، و بينهما كان ضحايا آخرون من أطفال أبرياء لم تشفع لهم براءتهم لدى أصحاب القرار بالجزائر لتشديد العقوبات على كل مجرم يغتصب الأطفال أو يقتلهم.
كم ضحية أخرى يجب أن تسقط لكي يحين وقت تدخل أصحاب القرار؟ الحل السريع لجرائم البيدوفيلي المصحوبة بقتل الضحية هو العقوبة القصوى (الإعدام)، عقوبة عادلة و ليست قاسية كما قد يرى بعض من ينادون بحقوق الإنسان، يطالبون بالرحمة بالمجرم و هي في الحقيقة رحمة ظالمة و في غير محلها، الأولى لهم المطالبة بحماية الطفولة من هذا الانتهاك المباح باستمرار.
لا أعرف و لم نسمع يوما بمجرم بيدوفيلي شفي أو تاب و سار بعدها في الطريق السوي، لا يوجد مجرم مهووس بالأطفال يستطيع العلاج و التعافي من هوسه و ميوله المرضي، بمجرد توفر فرصة الاختلاء بطفل آخر سوف يكرر نفس الجريمة السابقة.
قد يقول علم النفس بتعافي أصحاب الميول المرضية للأطفال لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما، و ما يواجهه مجتمعنا اليوم يستدعي تطبيق العقوبات الردعية الشديدة قبل تجريب نظريات علم النفس و علم الاجتماع، و قبل محاولة الظهور أمام الرأي العالمي بعباءة حقوق الإنسان الأولى المحافظة على سلامة أطفالنا وسط مجتمع غارق في الجريمة بكل أنواعها.

تاريخ نشر المقال أول مرة: 24/08/2018