معادلة
النجاح في السينما الهندية، وفي بوليوود خاصة، مختلفة تماما عن بقية سينمات
العالم، بما فيها هوليود، والعالم العربي، حيث لا يوجد التدرج في النجاح والنجومية،
من يبدأ في أدوار البطولة يبقى بطلا، ومن يبدأ مشواره بالأدوار الثانوية ينحصر
فيها، ومن تبدأ بمشاركات شرفية كراقصة في الاستعراضات، من الصعب جدا، وربما من
المستحيل، أن تتحول إلى أدوار البطولة فيما بعد.
المعروف أيضا
عن بوليوود، أنها داعمة أكثر لأبناء النجوم وأبناء العائلات الفنية المسيطرة على
صناعة السينما في مومباي، أبناء المنتجين والمخرجين خاصة.
لذلك، من
الصعب على أي ممثل الوصول لأدوار البطولة المطلقة عبر التنقل بين الأدوار، والنجاح
التدريجي، من فيلم لآخر، إلا في حالات نادرة، مثل شاروخان، الذي لا ينتسب لعائلة
فنية، بل هو من عائلة هندية مسيورة، لكن لا علاقة لها بالفن.
كما أن
التدرج في الشهرة، ربما حدث استثنائيا مع النجمة بريانكا شوبرا، ملكة جمال العالم
لسنة 2000، التي بدأت بأدوار بطولة الصف الثاني، وكادت تنحصر في شخصية المرأة
اللعوب، لكنها سرعان ما انتقلت لأدوار البطولة المطلقة.
كذلك، شاهد
كابور، بدأ كراقص في فرق استعراض بوليوودية، ومعروف أنه ظهر مع كاريسما كابور في
استعراض Le Gayi Le Gayi من الفيلم الشهير Dil To Pagal Hai، وظهر أيضا مع
أيشواريا راي في استعراض Kahin Aag Lage Lag Jaave من فيلمها المعروف Taal، وهو فيلم شهير بقصته
وبموسيقاه وأغانيه المميزة التي لحنها الموسيقار العالمي أ.ر رحمان.
حاليا في
بوليوود، لا توجد أكثر موهبة وقدرة على أداءا الرقصات العصرية الصعبة مثل الكندية
مغربية الأصل، نورا فتحي، التي برزت في بوليوود كراقصة شرقية (الرقص العربي)
واشتهرت في استعراض Dilbar Dilbar من فيلم Satyameva Jayate سنة 2018، وكانت أغنية
ضاربة جدا بالمفهوم الفني، وأعادت الكرة سنة 2021 في الجزء الثاني من نفس الفيلم
في أغنية Kusu Kusu، لكن قبل ذلك، برزت أيضا كضيفة
شرف في فيلم Marjaavaan في أغنية Ek Toh Kum Zindagani، سنة 2019، وفي نفس السنة،
شاركت بدور صغير جاد في فيلم Batla House ،
لكن الاستعراض الذي رقصت فيه نال شهرة واسعة، كان بعنوان: O Saki Saki ، وبعدها بعام واحد، كان لها دور تمثيلي معتبر، مع
الكثير من الرقص المبهر، في الجزء الثالث من الفيلم الاستعراضي المعروف ABCD والذي
كان عنوانه Street Dancer 3D ،
وكان يمكن أن يكون هذا الدور بالنسبة لها، بمثابة انطلاقة مشجعة لعالم التمثيل، والخروج
من عباءة الراقصة الشرفية، لكن لو كان في سينما أخرى، غير بوليوود.
هذا العام، برزت في استعراض Manike من
الفيلم الجديد Thank God مع
بطل الفيلم سيدهارت مالهوترا وأجاي ديفغان، ومنذ أكثر من شهر ظهرت أيضا في استعراض
جديد مع الممثل Ayushmann Khurrana في
فيلمه الجديد An Action Hero.
وهي ليست الوحيدة، التي انحصر وجودها في بوليوود في المشاركات الشرفية في
الاستعراضات، سبقتها السويدية مريم زكريا، ذات الأصل الإيراني، والتي بقيت تتأرجح
ما بين أدوار ثانوية وظهور شرفي في الأغاني، إلى ان تزوجت وتوقفت نهائيا.
أكثر ما يتذكره الجمهور لهذه الممثلة، هو دورها الصغير في فيلم Agent Vinod مع كارينا كابور وسيف علي خان،
واشتهرت أكثر برقصها في هذا الفيلم مع كارينا في أغنية Dil Mera Muft Ka.
كذلك، الإنجليزية سكارليت ويلسون، التي لم تستطع الصمود لأكثر من خمس
سنوات، كانت كلها مشاركات في استعراضات غنائية من أفلام هندية، ولم تكن ناجحة، ولا
يتذكرها أحد.
ممثلة أخرى، من الجيل الذي قبل كل من تم ذكرهن، هندية الأصل والجنسية، لكن أدوارها
في الغالب أيضا مقتصرة على الاستعراضات فقط، خاصة التي تعتمد على الإغراء، ملايكة
أرورا، المعروفة في أغنية Chaiya Chaiya
سنة 1998 من الفيلم الشهير لشاروخان Dil Se،
كذلك اشتهرت ملايكة باستعراضها Maahi Ve
الذي يشبه رقص التعري في فيلم Kaate
سنة 2002.
تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 05 جانفي 2022/ العدد: 5467
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire