لو تم توزيع
الرومانسية الطاغية في هذا الفيلم، و قصص الحب الموجودة فيه، لتمكن صناع السينما
في بوليود من إنتاج خمسة أو ستة أفلام أخرى، حيث يتكون هذا الفيلم من خمس قصص حب
في رواية واحدة.
البطولة
جماعية، مع أن التركيز يبدو أكثر على شاروخان، أميتاب باتشان كان مبدعا في دور
مدير المدرسة الداخلية المتعصب و المتشدد، أيشواريا راي كانت ضيفة شرف، تظهر من حين
لآخر في خيال البطل (شاروخان)، لأنها أصلا متوفية منذ بداية الفيلم، هي رمز للحب
الضائع، و الحب الهائم الذي لم يستطع الصمود في وجه التشدد لكنه لا يموت أبدا،
هكذا أرادها صناع هذا الفيلم أن تبدو.
الفيلم
رومانسي بامتياز، غارق في الرومانسية، لا شيء فيه سوى الحب و الغناء و الرقص، و
الألم و الفراق.
الأكشن
الوحيد الموجود فيه هو الصفعة القوية التي وجهتها الطالبة المتمردة و الجامحة
(شاميتا شيتي) للطالب المغرور (عدي شوبرا) .
عدي شوبرا من
بين أبطال الفيلم، لأن الإنتاج لوالده ياش شوبرا و الإخراج و التأليف لأخيه أديتيا
شوبرا، و هم من العائلات الفنية المسيطرة على صناعة السينما في مومباي، و يعتبر
فيلمهم هذا من أعظم ما قدموا في الرومانسية البوليودية.
و رغم الدعم
الكبير لم ينجح كثيرا عدي شوبرا، و بقي يترنح بين أدوار بطولة غير ناجحة و أدوار
البطولة المساعدة مثل سلسلة أفلام دووم.
شاميتا شيتي
في هذا الفيلم كانت تبدو كأنها تسير على خطى كارينا كابور، و سوف تكون لها نفس
فرصها، و نفس الصورة، لأنهما بدأتا تقريبا في نفس الفترة، و بدأتا بأدوار الفتاة
المشاكسة الدلوعة و المتمردة، لكن يبدو أن كارينا كانت مدعومة أكثر لأنها من آل
كابور.
لذلك حظ
شاميتا لم يكن حتى مثل حظ أختها النجمة شيلبا شيتي التي كانت لفترة من نجمات الصف
الأول.
ثنائي آخر في
الفيلم، هما سوراج هنسراج، و كيم شارما، سوراج رغم وسامته الشديدة لم يكن محظوظا
كثيرا في بوليود، حاليا هو شبه متوقف عن التمثيل، و كيم أيضا لم تكن محظوظة رغم
ملامحها البريئة والرقيقة، تماما كما حدث مع بريتي جانجياني زميلتها في الفيلم،
التي لم تستطع الثبات طويلا في بوليود رغم موهبتها و جمالها و إتقانها للرقص
التقليدي الهندي، و بريتي في الفيلم كونت ثنائيا مع جيمي شارجيل، نجم هندي محظوظ
قليلا مقارنة بالشباب الموجودين بهذا الفيلم، استمر أطول منهم، و حظي ببطولات في
الكثير من الأفلام لفترة معتبرة، لكنه تحول لأدوار البطولة المساعدة حاليا و لعلب
أدوار الشر، و هو اختيار كثير من الممثلين لما يصلون لعمر معين في بوليود، لضمان
استمرارهم و لقلة عروض البطولة المطلقة بعد التقدم في السن، فليس كل النجوم تتم
معاملتهم مثل الخانات الثلاث (شاروخان، سلمان، عامر).
الثنائي
الأخير في الفيلم، هما ممثلان أكبر سنا، و قصة حبهما أكثر كوميدية من قصص
الثنائيات الأخرى الموجودة في الفيلم، لعب الدور الممثل المخضرم أنوبام كير و Archana Puran Singh، وجودهما مع الممثلة هيلين
أضفى بعض الفكاهة و المواقف الطريفة وسط كل تلك قصص الحب الحزينة.
أميتاب لم يكن
وحده الشخصية المتعصبة و المتشددة في الفيلم، بل Amrish Puri
أيضا لعب دورا مؤثرا جدا رغم مساحته الصغيرة، و رغم أنه ممثل كبير في الهند، لعب
دور الأب الحزين على ابنه المتوفى في الجيش و الذي يرفض الاعتراف بفقدانه، فيبقي
أرملة ابنه معه بالمنزل على أمل عودة ابنه في يوم ما، و هو عائق في طريق قصة حب
الثنائي (Jimmy
Sheirgill - Preeti Jhangiani ).
أما الثنائي (Uday Chopra - Shamita Shetty) فكان العائق في قصتهما هو
اختلاف الطبقات الاجتماعية لكل واحد منهما، و الجموح و التمرد و الغرور بين
الطرفين.
الثنائي (Jugal Hansraj - Kim Sharma) كان المشكل بينهما هو تحول
الصداقة الطويلة لحب دون مصارحتهما لبعضهما البعض، و محاولة الفتاة لإرضاء شاب آخر
لم يتقبلها كما هي.
أما الثنائي
الذي يتكون من شاروخان (المعلم) و أيشواريا راي (ابنة المدير)، فهما رمز الحب في
الفيلم، الحب الذي لم يكتمل بسبب تشدد اميتاب باتشان (مدير المدرسة)، و هو نفسه
الشخص المتشدد الذي شكل عائقا مشتركا فيما بعد بين كل تلك الثنائيات (طلبة
المدرسة)، بإستثناء الثنائي الفكاهي في الفيلم (Anupam Kher - Archana Puran Singh) حيث كانت مشكلتهما في عدم
تقدير الرجل لذاته و كبرياء المرأة التي يحبها.
في الأخير
الحب هو الذي ينتصر، القصة معروفة جدا لدى المتابعين للأفلام الهندية، و الفيلم من
أهم كلاسيكيات بوليود الرومانسية المنتجة مع بداية الألفية الجديدة سنة 2000.
أغانيه و
موسيقاه أصبحت رمزا للحب و الفراق و الشجن، الألحان من إبداع الثنائي الموسيقي Jatin–Lalit،
و الأغاني قام بأداها عدد من أهم نجوم البلاي باك في بوليود، أهمهم الأسطورة لاتا
مانغشكار و Udit
Narayan.
يحتوي الفيلم
على 8 استعراضات، أداها الممثلون ببراعة، واحد من هذه الاستعراضات كان موسيقى بدون
غناء، رقص فيه الطلبة كل ثنائي لوحده في مكان منفصل، رقص غربي، رقص هندي تقليدي، و
رقص لاتيني، كان استعراضا مميزا، حيث تم المونتاج بطريقة مبدعة جدا حتى نهاية
الاستعراض.
يمكن اعتبار فيلم Mohabbatein رومانسية هندية افتتحت
بها بوليود سنة 2000، و دخلت بها الألفية الجديدة، استكمالا للنجاح و التغيير الذي
بدأته بوليود في التسعينات من القرن الماضي.
تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ 23 ديسمبر 2021/ العدد: 5154
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire