jeudi 26 août 2021

لا يحدث إلا في بوليوود.. عندما تتحول الممثلة إلى راقصة

 










ثوابت بوليوود التي لا تتغير إلا نادرا، معروفة لدى المتابعين، و هي عناصر بديهية في الفيلم الهندي، قد عرضتها في مقال قديم لي، مثل الهندوسية، الوطن، الأم، الزوجة، أو رابطة الزواج نفسها.

لكن ما أتحدث عنه هنا، ليس ثوابتا، حيث يمكن تغييرها و حذفها من الأفلام دون أي مشكل، و دون إثارة أي جدل لدى الرأي العام أو الصحافة الهندية، لكنها ظاهرة نجدها فقط في السينما الهندية (بوليوود خاصة)، تميزت بها عن غيرها من السينمات الأخرى.

الكل يعلم أن السينما الهندية مرادف للغناء و الرقص و الاستعراض، و هي النظرة النمطية التي يرفض البعض تغييرها ليومنا هذا، و هي نظرة لم تأتي من فراغ، فبوليوود رغم تنوع طبيعة أفلامها حاليا، إلا أنها لازالت وفية لنوعية الأفلام الإستعراضية، و يعد تعلم الرقص واجب على كل ممثل و ممثلة يريدون لعب دور البطولة.

السينما الغنائية الاستعراضية التي اختفت من سينمات العالم بعد فترة الأبيض و الأسود و استمرت في الهند ليومنا هذا، يمكن اعتبارها ظاهرة خاصة بالهند وحدها، و مثلها حاولت محاكاتها بعض سينمات القارة الآسيوية، مثل لوليوود (سينما باكستان)، و سينما البشتون المعروفة بـ Pollywood  (الجانب الباكستاني للبشتون)، و سينما بنغلاداش (Dhallywood).

لكن، ما يعتبر ظاهرة خاصة فقط ببوليود، هو أنه يمكن استقدام ممثلة كبيرة و نجمة مسيطرة كضيفة شرف في الفيلم فقط للرقص في استعراض واحد.

من النادر أن تتحول الراقصة في بوليود إلى ممثلة، بل من المستحيلات، لكن من المعتاد أن تستخدم الممثلة النجمة كراقصة في استعراض في فيلم هندي.

و هو ليس بالأمر المهين للنجمة، بل يعتبر من الأمور العادية في بوليود، و أحيانا من العوامل المساعدة في نجاح تلك النجمة، حيث يمكن أن نجد فيلما هنديا عاديا لم يحقق النجاح المطلوب، لكن أحد استعراضاته أو إحدى أغانيه أصبحت أغنية ضاربة و من أيقونات الفن في الهند.

مثلا استعراض Ishq Kamina من فيلم Shakti، المنتج سنة 2002 الفيلم كان من بطولة كاريسما كابور و Nana Patekar و شاروخان في دور مساعد، الفيلم لم ينجح كثيرا، لكن استعراض Ishq Kamina الذي رقصت فيه أيشواريا راي اشتهر كثيرا.

كذلك كاترينا كييف، شاركت في استعراض Chikni Chameli من فيلم Agneepath المنتج سنة 2012 و لم تكن بطلته و لم تمثل فيه، شاركت فقط في هذا الاستعراض الذي أصبح ملهما للراقصات في مسابقات الرقص الهندية كلها.

و بريانكا شوبرا أيضا شاركت كضيفة شرف (راقصة) سنة 2013 في الفيلم الناجح Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela في استعراض واحد هو Ram Chahe Leela و هو استعراض جريء و يتذكره كل من تابع الفيلم، الذي يعتبر من أجمل ما أخرج سنجاي ليلا بهنسالي و كان من بطولة ديبيكا باديكون و زوجها رانفير سينغ.

كاجول، الصديقة المقربة للسينمائي المعروف كاران جوهر، إضافة إلى أنها كانت بطلة بعض أنجح أفلامه، معروف عنها أيضا أنها غالبا ما تكون ضيفة شرف في أفلامه و في الاستعراضات بالخصوص، و يكون حظورها بطريقة لافتة و جميلة و فيها من خفة الظل ما يميز جيدا كاجول عن بقية زميلاتها.

مثلا في استعراض Rock 'N' Roll Soniye من فيلم Kabhi Alvida Naa Kehna سنة 2006، و في استعراض The Disco Song من فيلم Student of the Year سنة 2012.

مليكة شيراوات، رمز الإغراء الهندي، أيضا لديها مشاركة شرفية سنة 2007 في استعراض في الفيلم السياسي الدرامي Guru و الذي كان من بطولة أبهيشيك باتشان و زوجته أيشواريا راي، مليكة و بحكم إتقانها المعتبر للرقص الشرقي، تمت الاستعانة بها في استعراض Mayya Mayya.

الأمثلة كثيرة جدا، و لا يمكن عرضها جميعا في مقال واحد، و تقريبا في أغلب الأفلام الهندية الاستعراضية تتم الاستعانة بنجمة للمشاركة في استعراض معين.

لكن، ما يعتبر سابقة في السينما الهندية، هو ما قامت به المخرجة ومصممة الاستعراضات المعروفة فرح خان في فيلمها Om Shanti Om سنة 2007 و بالضبط في أغنية Deewangi Deewangi حيث قامت بإشراك أكثر من 30 نجما و نجمة كضيوف شرف في هذا الاستعراض المميز و غير المسبوق، و يبدو أن مشوارها الطويل كمصممة رقصات شهيرة و علاقاتها الجيدة مع الوسط الفني الهندي ساعدها كثيرا على إحداث هذا السبق.

تاريخ النشر الاول: 26 أوت 2021
جريدة الدستور العراقية / العدد: 5052

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire