dimanche 15 août 2021

الممثلات الهنديات في الأفلام و المسلسلات الأجنبية (1/2) حظوظ متفاوتة و انتظار عند عتبة العالمية

 

















في السنوات الماضية، مع بداية الألفية الثالثة، عرفت هوليود و السينما الأوروبية إقبالا من الممثلين الهنود، أو بالأحرى هوليود و أوروبا هي من استقطبتهم، بعد سنة 2002، بعد مشاركة فيلم ديفداس للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي في مهرجان كان، و انتشاره عالميا، تحصلت الممثلة أيشواريا راي على بعض العروض من هوليود و من دول أخرى، و كانت لها بعض المشاركات اللافتة، لكنها لم تكن كافية لتجعل منها نجمة ثابتة في هوليود، حيث بقيت بطولاتها الرئيسية في بوليود، و بعد زواجها و إنجابها أصبحت مقلة حتى في الأفلام الهندية بسبب التفرغ للعائلة، و حاليا تمثل فيلما واحدا كل سنة او سنتين، مع الاستمرار في الإعلانات التجارية و المشاركة في المناسبات الإجتماعية.

 الأفلام الأجنبية التي شاركت فيها أيشواريا هي:

- Bride and Prejudice: تم إنتاجه سنة 2004، و هو النسخة الهندية للفيلم الهوليودي المأخوذ عن القصة العالمية المعروفة بنفس العنوان، و من إخراج البريطانية الهندية Gurinder Chadha، الفيلم يعتبر بريطاني هندي، و لفت الانتباه عالميا لأيشواريا راي، و كان يبدو كأنه بداية موفقة لها على أبواب العالمية، و شاركت في هذا الفيلم أيضا النجمة الهندية Namrata Shirodkar، لكن نامراتا لم توفق بعدها للمشاركة في أي فيلم أجنبي آخر.

- The Mistress of Spices: هو فيلم أمريكي من إخراج Paul Mayeda Berges تم إنتاجه سنة 2005، و هو الفيلم الأجنبي الأكثر جرأة من بين الأفلام التي مثلت فيهم أيشواريا، فيه لقطات حميمية جدا غير معتادة بينها و بين البطل، والمعروف عن أيشواريا أنه لديها خطوط حمراء وضعتها من أول فيلم أجنبي لها، و كانت ربما السبب في رفضها للكثير من الأدوار في الأفلام الأجنبية، و هذا ما جعل حظوظها قليلة.

- Provoked : فيلم بريطاني من إخراج Jag Mundhra سنة 2006، مقتبس عن قصة حقيقية لسيدة هندية مضطهدة تقتل زوجها، و شاركت مع أيشواريا في الفيلم الممثلة و المخرجة الهندية Nandita Das ، و التي كانت لها أيضا مشاركات محتشمة في أفلام أجنبية دون أن تترك أثرا عالميا لافتا، حسب علمي، نانديتا عندها مشاركة أخرى في الفيلم النيوزيلاندي Fleeting Beauty سنة 2004، و مشاركة في الفيلم الإسباني Traces of Sandalwood  سنة 2014.

مع أن نانديتا ممثلة مقتدرة و موهوبة، لم تساعدها بشرتها الداكنة و جمالها الهادئ على الوصول بعيدا في بوليود، الصناعة السينمائية في مومباي تدعم أكثر صاحبات الجمال المختلط أو البشرة الفاتحة، طبعا دون أن ننسى دعم العائلات الفنية المسيطرة على الصناعة السينمائية هناك.

- The Last Legion: إنتاج مشترك بين بريطانيا و دول أخرى سنة 2007، من إخراج: Doug Lefler، هو أكثر الأفلام الأجنبية لأيشواريا راي التي يعرفها الجمهور، لأن القنوات التلفزيونية تكرر كثيرا بثه، الفيلم لم ينجح كثيرا عالميا كما كان منتظرا منه، لكن و مع ذلك ساهم أكثر في التعريف بأيشواريا راي في أوروبا و أمريكا.

- The Pink Panther 2 : هو فيلم أمريكي تم إنتاجه سنة 2009، من إخراج: Harald Zwart، و هو آخر فيلم أجنبي لأيشواريا راي، بعده اقتصر حضورها العالمي، على البساط الأحمر لمهرجان كان السينمائي و مهرجانات أخرى.

ممثلة أخرى دخلت عالم هوليود عبر فيلم واحد، و بقوة، لكنها لم تستمر، حيث تزوجت و تفرغت للبطولات المطلقة في بوليود، هي تعتبر حاليا من أهم نجمات الهند، ديبيكا باديكون، الممثلة الناجحة دائما، و التي تجيد اختيار أفلامها، شاركت سنة 2017 في الجزء الثاني من الفيلم الشهير Return of Xander Cage للمخرج D. J. Caruso و بطولة Vin Diesel.

أما زمليتهما الثالثة في بوليود، الممثلة بريانكا شوبرا، فهي المتواجدة أكثر في هوليود في الوقت الحالي، مع أنه تواجد غير فعال أحيانا، و باستثناء مسلسلها البوليسي المعروف Quantico المنتج سنة 2015، باقي مشاركاتها السينمائية كانت كبطولة مساعدة و تم فيها استخدام جسدها كجواز عبور، و حاليا هي ضمن فريق عمل الجزء الرابع من فيلم Matrix، لكن المؤكد أن البطولة النسائية ليست لها.

بريانكا و بحكم زواجها من المغني و الممثل الأمريكي نيك جوناس، لديها الحظ أكثر من أي هندية أخرى لكي تتواجد في هوليود و الأفلام الأجنبية عموما، لكن و مع ذلك، لا زال ينظر إليها على أنها مجرد جسد فاتن، مع أنها ممثلة جيدة و أدوارها في بوليود كنت منوعة كثيرا، و ليست استعراضية فقط، مثلت دور ملاكمة أولمبية هندية عن قصة حقيقية للملاكمة ماري كوم، و مثلت دور المعاقة ذهنيا مرتين.

أما الممثلة البوليودية الأقل حظا بين زميلاتها، فهي مليكة شيراوات، نجمة الإغراء الهندي، شاركت مع جاكي شان سنة 2005 في فيلمه The Myth، من إخراج Stanley Tong، و حرصت على حضور كل التظاهرات و المهرجانات التي تم فيها عرض الفيلم، و مع ذلك، عادت إلى بوليود بدون أي فرصة أخرى، و حاليا حتى في بوليود لا تعتبر نجمة ذات أهمية كبيرة، حيث أن عمر الإغراء في بوليود قصير جدا، و يعتبر طريقا غير موفقا للشهرة أو السيطرة على النجومية في الصف الأول.

النجمة الهندية تابو أيضا لديها مشاركات هادئة في السينما الأجنبية، لديها 3 أفلام، اثنان منهم كانا مع الراحل عرفان خان، لكن من المستحيل أن تحظى تابو بدور البطولة في فيلم أجنبي، رغم موهبتها و مكانتها في بوليود.

كل هؤلاء الذين وردوا في هذا المقال لحد الآن، هن في الأصل نجمات من السينما الهندية، من بوليود خاصة، جنسيتهن هندية، اشتهرن في الهند، ثم انتقلن إلى التمثيل في الأفلام الأجنبية، يمكننا إضافة ممثلات أخريات قادمات من الهند نحو السينما الأجنبية لكنهن لم يحققن نجاحا كبيرا أو لازالن في بداية المشوار، مثل: نرجس فخري التي بدأت بأدوار رومانسية في بوليود، لكن حاليا في الأفلام الأجنبية تتم معاملتها مثل بريانكا شوبرا، مجرد جسد جميل يجب أن تبرز مفاتنه خلال التمثيل، و أما Huma Qureshi  التي شاركت لحد الآن في فيلمين (الأول بريطاني هندي، و الآخر أمريكي هو Army of the Dead المنتج سنة 2021)، كان التركيز فيهما على تمثيلها، و لم يتم استغلالها كسابقتها، أحيانا شكل الممثلة يضعها في إطار معين يرفض المنتجون أو المخرجون تغييره.

 

هناك فئة ثانية من الممثلات الهنديات، من اللواتي يحملن جنسيات أجنبية، أو حتى جنسية هندية لكن الانطلاقة كانت مباشرة في أفلام أجنبية، لم يمثلن في بوليود أو سينما الجنوب الهندي، لعل أبرزهن حاليا الممثلة فريدا بانتو، بطلة فيلم Slumdog Millionaire ، هي ممثلة هندية الجنسية و المولد، لكن بدأت مباشرة في فيلم أجنبي، و استمرت على ذلك النهج لغاية اليوم.

الممثلة Indira Varma، بريطانية سويسرية أصلها هندي، وجه مألوف في بعض الأعمال العالمية، أدوارها دائما بطولة مساعدة أو أدوار ثانوية، هي أكثر هندية جريئة في الأفلام الأجنبية، بدأت مشوارها بفيلم جريء جدا و صادم Kama Sutra سنة 1996، من إخراج Mira Nair، لتكمل بعدها مشوارا طويلا في الأعمال الفنية الأجنبية لم يتوقف ليومنا هذا، بين أفلام و مسلسلات، مثل مسلسل صراع العروش الشهير.

تاريخ النشر الأول: 14 أوت 2021
صحيفة المستقل - لندن

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire