dimanche 15 août 2021

الممثلات الهنديات في الأفلام و المسلسلات الأجنبية (1/2) حظوظ متفاوتة و انتظار عند عتبة العالمية

 

















في السنوات الماضية، مع بداية الألفية الثالثة، عرفت هوليود و السينما الأوروبية إقبالا من الممثلين الهنود، أو بالأحرى هوليود و أوروبا هي من استقطبتهم، بعد سنة 2002، بعد مشاركة فيلم ديفداس للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي في مهرجان كان، و انتشاره عالميا، تحصلت الممثلة أيشواريا راي على بعض العروض من هوليود و من دول أخرى، و كانت لها بعض المشاركات اللافتة، لكنها لم تكن كافية لتجعل منها نجمة ثابتة في هوليود، حيث بقيت بطولاتها الرئيسية في بوليود، و بعد زواجها و إنجابها أصبحت مقلة حتى في الأفلام الهندية بسبب التفرغ للعائلة، و حاليا تمثل فيلما واحدا كل سنة او سنتين، مع الاستمرار في الإعلانات التجارية و المشاركة في المناسبات الإجتماعية.

 الأفلام الأجنبية التي شاركت فيها أيشواريا هي:

- Bride and Prejudice: تم إنتاجه سنة 2004، و هو النسخة الهندية للفيلم الهوليودي المأخوذ عن القصة العالمية المعروفة بنفس العنوان، و من إخراج البريطانية الهندية Gurinder Chadha، الفيلم يعتبر بريطاني هندي، و لفت الانتباه عالميا لأيشواريا راي، و كان يبدو كأنه بداية موفقة لها على أبواب العالمية، و شاركت في هذا الفيلم أيضا النجمة الهندية Namrata Shirodkar، لكن نامراتا لم توفق بعدها للمشاركة في أي فيلم أجنبي آخر.

- The Mistress of Spices: هو فيلم أمريكي من إخراج Paul Mayeda Berges تم إنتاجه سنة 2005، و هو الفيلم الأجنبي الأكثر جرأة من بين الأفلام التي مثلت فيهم أيشواريا، فيه لقطات حميمية جدا غير معتادة بينها و بين البطل، والمعروف عن أيشواريا أنه لديها خطوط حمراء وضعتها من أول فيلم أجنبي لها، و كانت ربما السبب في رفضها للكثير من الأدوار في الأفلام الأجنبية، و هذا ما جعل حظوظها قليلة.

- Provoked : فيلم بريطاني من إخراج Jag Mundhra سنة 2006، مقتبس عن قصة حقيقية لسيدة هندية مضطهدة تقتل زوجها، و شاركت مع أيشواريا في الفيلم الممثلة و المخرجة الهندية Nandita Das ، و التي كانت لها أيضا مشاركات محتشمة في أفلام أجنبية دون أن تترك أثرا عالميا لافتا، حسب علمي، نانديتا عندها مشاركة أخرى في الفيلم النيوزيلاندي Fleeting Beauty سنة 2004، و مشاركة في الفيلم الإسباني Traces of Sandalwood  سنة 2014.

مع أن نانديتا ممثلة مقتدرة و موهوبة، لم تساعدها بشرتها الداكنة و جمالها الهادئ على الوصول بعيدا في بوليود، الصناعة السينمائية في مومباي تدعم أكثر صاحبات الجمال المختلط أو البشرة الفاتحة، طبعا دون أن ننسى دعم العائلات الفنية المسيطرة على الصناعة السينمائية هناك.

- The Last Legion: إنتاج مشترك بين بريطانيا و دول أخرى سنة 2007، من إخراج: Doug Lefler، هو أكثر الأفلام الأجنبية لأيشواريا راي التي يعرفها الجمهور، لأن القنوات التلفزيونية تكرر كثيرا بثه، الفيلم لم ينجح كثيرا عالميا كما كان منتظرا منه، لكن و مع ذلك ساهم أكثر في التعريف بأيشواريا راي في أوروبا و أمريكا.

- The Pink Panther 2 : هو فيلم أمريكي تم إنتاجه سنة 2009، من إخراج: Harald Zwart، و هو آخر فيلم أجنبي لأيشواريا راي، بعده اقتصر حضورها العالمي، على البساط الأحمر لمهرجان كان السينمائي و مهرجانات أخرى.

ممثلة أخرى دخلت عالم هوليود عبر فيلم واحد، و بقوة، لكنها لم تستمر، حيث تزوجت و تفرغت للبطولات المطلقة في بوليود، هي تعتبر حاليا من أهم نجمات الهند، ديبيكا باديكون، الممثلة الناجحة دائما، و التي تجيد اختيار أفلامها، شاركت سنة 2017 في الجزء الثاني من الفيلم الشهير Return of Xander Cage للمخرج D. J. Caruso و بطولة Vin Diesel.

أما زمليتهما الثالثة في بوليود، الممثلة بريانكا شوبرا، فهي المتواجدة أكثر في هوليود في الوقت الحالي، مع أنه تواجد غير فعال أحيانا، و باستثناء مسلسلها البوليسي المعروف Quantico المنتج سنة 2015، باقي مشاركاتها السينمائية كانت كبطولة مساعدة و تم فيها استخدام جسدها كجواز عبور، و حاليا هي ضمن فريق عمل الجزء الرابع من فيلم Matrix، لكن المؤكد أن البطولة النسائية ليست لها.

بريانكا و بحكم زواجها من المغني و الممثل الأمريكي نيك جوناس، لديها الحظ أكثر من أي هندية أخرى لكي تتواجد في هوليود و الأفلام الأجنبية عموما، لكن و مع ذلك، لا زال ينظر إليها على أنها مجرد جسد فاتن، مع أنها ممثلة جيدة و أدوارها في بوليود كنت منوعة كثيرا، و ليست استعراضية فقط، مثلت دور ملاكمة أولمبية هندية عن قصة حقيقية للملاكمة ماري كوم، و مثلت دور المعاقة ذهنيا مرتين.

أما الممثلة البوليودية الأقل حظا بين زميلاتها، فهي مليكة شيراوات، نجمة الإغراء الهندي، شاركت مع جاكي شان سنة 2005 في فيلمه The Myth، من إخراج Stanley Tong، و حرصت على حضور كل التظاهرات و المهرجانات التي تم فيها عرض الفيلم، و مع ذلك، عادت إلى بوليود بدون أي فرصة أخرى، و حاليا حتى في بوليود لا تعتبر نجمة ذات أهمية كبيرة، حيث أن عمر الإغراء في بوليود قصير جدا، و يعتبر طريقا غير موفقا للشهرة أو السيطرة على النجومية في الصف الأول.

النجمة الهندية تابو أيضا لديها مشاركات هادئة في السينما الأجنبية، لديها 3 أفلام، اثنان منهم كانا مع الراحل عرفان خان، لكن من المستحيل أن تحظى تابو بدور البطولة في فيلم أجنبي، رغم موهبتها و مكانتها في بوليود.

كل هؤلاء الذين وردوا في هذا المقال لحد الآن، هن في الأصل نجمات من السينما الهندية، من بوليود خاصة، جنسيتهن هندية، اشتهرن في الهند، ثم انتقلن إلى التمثيل في الأفلام الأجنبية، يمكننا إضافة ممثلات أخريات قادمات من الهند نحو السينما الأجنبية لكنهن لم يحققن نجاحا كبيرا أو لازالن في بداية المشوار، مثل: نرجس فخري التي بدأت بأدوار رومانسية في بوليود، لكن حاليا في الأفلام الأجنبية تتم معاملتها مثل بريانكا شوبرا، مجرد جسد جميل يجب أن تبرز مفاتنه خلال التمثيل، و أما Huma Qureshi  التي شاركت لحد الآن في فيلمين (الأول بريطاني هندي، و الآخر أمريكي هو Army of the Dead المنتج سنة 2021)، كان التركيز فيهما على تمثيلها، و لم يتم استغلالها كسابقتها، أحيانا شكل الممثلة يضعها في إطار معين يرفض المنتجون أو المخرجون تغييره.

 

هناك فئة ثانية من الممثلات الهنديات، من اللواتي يحملن جنسيات أجنبية، أو حتى جنسية هندية لكن الانطلاقة كانت مباشرة في أفلام أجنبية، لم يمثلن في بوليود أو سينما الجنوب الهندي، لعل أبرزهن حاليا الممثلة فريدا بانتو، بطلة فيلم Slumdog Millionaire ، هي ممثلة هندية الجنسية و المولد، لكن بدأت مباشرة في فيلم أجنبي، و استمرت على ذلك النهج لغاية اليوم.

الممثلة Indira Varma، بريطانية سويسرية أصلها هندي، وجه مألوف في بعض الأعمال العالمية، أدوارها دائما بطولة مساعدة أو أدوار ثانوية، هي أكثر هندية جريئة في الأفلام الأجنبية، بدأت مشوارها بفيلم جريء جدا و صادم Kama Sutra سنة 1996، من إخراج Mira Nair، لتكمل بعدها مشوارا طويلا في الأعمال الفنية الأجنبية لم يتوقف ليومنا هذا، بين أفلام و مسلسلات، مثل مسلسل صراع العروش الشهير.

تاريخ النشر الأول: 14 أوت 2021
صحيفة المستقل - لندن

dimanche 18 juillet 2021

كاران جوهــر مبدع مجدد أم محتكر مسيطر؟

 






بعد الوفاة الغامضة للممثل الهندي Sushant Singh Rajput في 14 يونيو 2020، كثر الحديث في الصحافة الفنية الهندية حول طبيعة الوسط الفني السينمائي الهندي، في مومباي خاصة، و انشغل الرأي العام الهندي بموضوع العائلات الفنية المسيطرة في بوليود.

كاران جوهر، السينمائي الشهير، ابن المنتج الكبير Yash Johar، هو من بين المشاهير الذين أثيرت حولهم الشكوك و التساؤلات بعد وفاة سوشانت، و انتقدته بعض الصحف الهندية و انتقده بعض الفنانين غير المدعومين و غير المنتسبين للعائلات الفنية الكبيرة، مثل الممثلة Kangana Ranaut  المعروفة بخلافها القديم مع كاران حول نفس الموضوع، لكن وفاة سوشانت أعادت فتح الخلاف من جديد.

الاتهامات الموجهة لـكاران جوهــر و بقية العائلات الفنية في بوليود، هي الاحتكار و السيطرة على توزيع الأدوار و الفرص، و المحسوبية و المحاباة و الواسطة، على حساب مواهب كثيرة غير مدعومة و ليست من العائلات الفنية المعروفة.

و في هذه الاتهامات، الكثير من الحقيقة و الواقع، حيث يولد الممثل الهندي ابن العائلة الفنية نجما من البداية، و في أول دور له (أو لها) يكون بطلا و يستمر في أدوار البطولة دون توقف.

حالات قليلة لممثلين صعدوا على سلم الشهرة في بوليود بالتدرج، الأغلبية يبدأون نجوما، و بقية الممثلين غير المدعومين يتم حصرهم في الأدوار الثانوية أو بطولات الصف الثاني طيلة مشوارهم الفني.

و بما أن كاران جوهر يشتغل أكثر بالإنتاج و أحيانا بالإخراج، و مرات قليلة في التمثيل، فتهمة التمييز و احتكار الفرص موجهة له بشدة، خاصة أنه في أفلامه يعمل كثيرا مع أبناء النجوم و أبناء المخرجين و المنتجين، و يعطيهم أحيانا أحسن الأدوار و البطولات، و أحيانا فرص من ذهب لا تتكرر، و هو ما حدث خاصة مع الممثلة عـالـيـا بهـات، التي ولدت نجمة و جاءتها أحسن الفرص للتمثيل في أفلام كثيرة أهمها أفلام كاران جوهر.

و بالنسبة لأفلامه، هي فعلا مميزة، مبهرة، تلفت انتباه حتى غير المهتمين بالسينما الهندية، هو سينمائي ذكي جدا، يحسن اختيار مواضيع أفلامه، و اختيار فريق عمله، هو سخي من حيث تسخير كل شيء لإنجاح أعماله، و رؤيته الإخراجية لأي عمل مميزة و يمكن ملاحظة بصمته على عمله.

فيلمه الأول كمخرج، كان الفيلم الأيقونة Kuch Kuch Hota Hai سنة 1998، و هو نفسه من أنتجه و كتب قصته، من بطولة أفضل ثنائي في بوليود و ربما في العالم، شاروخان و كاجول، و هما من الأصدقاء المقربين لكاران جوهر، و كان لهما معه لاحقا أفلام أخرى ناجحة، و يعتبر كاران من بين السينمائيين الهنود المشاركين في تكريس شاروخان و كاجول كثنائي دائم في بوليود.

فيلمه الثاني كمخرج، أيضا كان ناجحا جدا و له صدى عالمي من حيث الانتشار سنة 2001، فيلم Kabhi Khushi Kabhie Gham، و كان أيضا من بطولة شاروخان و كاجول رفقة أميتاب باتشان و زوجته جايا باتشان و هيريتيك روشان، و كارينا كابور التي كانت في بداياتها.

فيلمه الثالث Kal Ho Naa Ho، أخرجه Nikkhil Advani، لكن كاران هو من كتب القصة و السيناريو، و والده ياش جوهر هو من أنتجه سنة 2003، و تم تصوير أغلب مشاهد الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية، و كان ناجحا جدا، و من بطولة شاروخان مع بريتي زينتا و سيف علي خان.

سنة 2006 أخرج كاران جوهر فيلما ناجحا أخر لكنه مثير للجدل، و قصته التي كتبها بنفسه كانت مغايرة للمعتاد في بوليود و عارضت الصورة النمطية التي اعتمدتها بوليود منذ نشأتها اتجاه العائلة و رابطة الزواج المقدسة، حيث طرح كاران في هذا الفيلم رؤية مغايرة للخيانة الزوجية بسبب عدم التوافق و التكافئ، و مالت القصة نحو عدم التجريم، و سبر أغوار الحياة الخاصة لكل شخصية في القصة و الغوص في تفاصيلها النفسية و الاجتماعية.

الفيلم المنتج من طرف والد كاران،  لم يرضي الرأي العام الهندي في مجمله و معه الصحافة الفنية حينها، لكنه كان مميزا و غير نمطي أبدا، و مرة أخرى كانت البطولة فيه لشاروخان، مع أميتاب باتشان و ابنه أبهيشيك باتشان و راني موخرجي و بريتي زينتا.

سنة 2008، أنتج كاران فيلم Dostana، من إخراج Tarun Mansukhani، هو فيلم خفيف، رومانسي كوميدي، يتعرض للمثلية الجنسية بطريقة هزلية، لكنها جريئة بالمفهوم البوليودي، و جرأة الفيلم كانت أيضا بسبب وجود الممثلة بريانكا شوبرا و الممثل و عارض الأزياء السابق جون ابراهام، و الذي ظهر في بداية الفيلم في لقطات عري صادمة، و كاران جوهر كان متهما في فترة من حياته بالمثلية من طرف بعض المواقع على النت.

سنة 2009 كان لكاران جوهر فيلمان ناجحان كمنتج هما: Kurbaan  و Wake Up Sid، أما الفيلم الذي يعتبر علامة فارقة في مشواره الفني كمخرج، هو فيلم My Name Is Khan المنتج سنة 2010 من طرف والده ياش جوهر و زوجة شاروخان غوري خان، الفيلم بطولة الثنائي شاروخان – كاجول، و نجح كما لم ينجح أي فيلم لكاران جوهر من قبل، صداه كان عالميا أيضا.

استمر نجاح كاران جوهر سنة 2012 بأفلام مميزة و بصمات كبيرة في بوليود، من خلال أفلام مثل: Agneepath  كمنتج، و  Student of the Year إخراجا و إنتاجا و كتابة، و هو الفيلم الذي أطلق عددا من النجوم الجدد أبناء العائلات الفنية المدعومة مثل: عـالـيـا بهـات، Varun Dhawan، Kayoze Irani.

سنة 2013، أنتج أحد أجمل أفلام ديبيكا باديكون و رانبير كابور، فيلم Yeh Jawaani Hai Deewani، و قام بإخراج و كتابة أنطولوجيا هندية بعنوان Bombay Talkies مكونة من أربعة أفلام قصيرة، رفقة عدد آخر من الكتاب و المخرجين.

و الأنطولوجيا المكونة من عدد من الأفلام القصيرة، ليست من الأمور المتكررة كثيرا في بوليود، لكنها لما تنجز تأتي في حلة مميزة و جميلة.

في السنوات الأخيرة، تميز كاران في عدد من الأفلام كعادته، لعل أهمها، فيلم Ae Dil Hai Mushkil  الذي أخرجه و أنتجه و كتب قصته، و لا يمكن الحديث عن مشوار كاران جوهر دون التوقف عند هذا الفيلم، دراما رومانسية غنائية تعرض مشاكل علاقات الحب و تداخلها، فيلم ممتع للفرجة لكنه مؤلم و يحفز المشاهد على التفكير.

هذا الفيلم هو أول تعاون بين كاران جوهر و الممثلة الهندية العالمية و ملكة جمال العالم لسنة 1994 أيشواريا راي.

و من أهم أفلام كاران جوهر في السنوات الأخيرة أيضا كمنتج، هو فيلم: Kalank، من إخراج Abhishek Varman سنة 2019، رغم أن الفيلم منجز بطريقة متقنة و لعب أدوار البطولة فيه نخبة من أهم نجوم الهند، إلا أنه لم يحقق في شباك التذاكر ما كان ينتظر منه، حيث حظي باهتمام الصحافة الفنية و الجمهور قبل عرضه الأول، لكن لم يكن له الحظ من ناحية الإيرادات.

سنة 2020 - 2021، شارك كاران جوهر في إخراج أنطولوجيا أخرى عبارة عن 4 أفلام رعب هندية، إضافة إلى أفلام أخرى جديدة، بعضها صدر في صالات العرض أو منصات النت السينمائية، و بعضها لا يزال قيد الإنجاز.

الحديث عن سينمائي بحجم كاران جوهر يطول، و تقييمه أمر صعب، لا أدري هل وجوده في الساحة الفنية السينمائية الهندية أضاف أكثر لبوليود و ساهم في التغيير و التطوير النوعي للصناعة السينمائية، أم أن أثره السلبي هو و بقية المسيطرين في بوليود كان أكثر من المساهامات الإيجابية، الفصل في هذا الأمر صعب نظرا للمشوار الفني الحافل لكاران جوهر.

تاريخ النشر الأول: موقع إيلاف/ يوم 17 جويلية 2021

jeudi 15 juillet 2021

Ajeeb Daastaans بعض الغرابة و الواقعية من وحي بوليود





 

يتابع موقع نت فليكس شراكته مع بوليود كما مع باقي السينمات و شركات الإنتاج في العالم، سنة 2021 كان له هذا الفيلم المنتج بالشراكة مع كاران جوهـر السينمائي الهندي المعروف.

فيلم Ajeeb Daastaans هو 4 أفلام قصيرة مجتمعة في فيلم واحد، هي قصص منفصلة، لا علاقة لها ببعضها البعض، لكل فيلم قصة و مخرج و فريق عمل منفصل عن الآخر، القاسم المشترك بينها جميعا هو الغرابة و الواقعية، هي ميزة لم يعتد عليها أصحاب النظرة النمطية للسينما الهندية، لكن المتابع الدائم لبوليود خاصة يعلم أن الواقعية لم تعد خبرا جديدا في الصناعة السينمائية الهندية، و مثلها أيضا الأفلام التي لا تتضمن أي استعراض او أغاني، و أفلام الرعب، و الخيال العلمي....

لكن الحظ الكبير في لفت الانتباه مع هذا التغير كان مع الأفلام التي تميل للواقعية و تحاكي الأفلام العالمية دون فقدان الخصوصية الهندية التي تتميز بها السينما في مومباي أو حتى سينما الجنوب الهندي.

هي أفلام لا تبالغ في استخدام الرومانسية و المشاعر، و يتم فيها دمج الأغاني بطريقة منطقية خلال سير أحداث القصة، او استخدام الأغاني كخلفية موسيقية للفيلم، و هو تماما ما نراه في القصص الأربع التي يصورها فيلم Ajeeb Daastaans، بداية من الجينيريك الذي جاء على شكر رسوم كارتون بسيطة ترافقها موسيقى هادئة جدا أقرب للموسيقى الكلاسيكية العالمية منها للموسيقى الهندية.

من القواسم المشتركة بين هذه القصص أيضا، هو أن أبطالها ليسوا من نجوم الصف الأول في الهند، باستثناء النجمة كونكونا سن شارما، التي شاركت في بطولة القصة الثالثة بالفيلم.

قصص الفيلم الأربعة هي:

-         عاشق (Majnu) للمخرج: Shashank Khaitan

-         لعبة (Khilauna) للمخرج: Raj Mehta

-         قبلات لزجة (Geeli Pucchi) للمخرج: Neeraj Ghaywan

-         الكلام غير المحكي (Ankahi) للمخرج: Kayoze Irani

اللافت للانتباه أن مخرجي هذه الأنطولوجيا الهندية كلهم من الجيل الشاب، لديهم عدد قليل من الأعمال، و مخرج القصة الأخيرة هو الممثل Kayoze Irani الذي يقوم بالإخراج لأول مرة في مشواره الفني، و يبدو أنه سيكون موفقا في الإخراج أكثر من التمثيل مستقبلا.

يمكن وصف قصص Ajeeb Daastaans بالجريئة في الطرح فكرة و أداءا، المثلية الجنسية حاضرة في قصتين، سواء المثلية الرجالية أو النسائية، و مشاهد العلاقات الجسدية أيضا كانت جريئة جدا رغم قصرها، جريئة بالمفهوم الهندي، لكنها جرأة لا تضر بالسياق الدرامي للقصص و الأحداث، بالعكس، تم وضعها في أماكنها المناسبة جدا، و لم تكن من النوع الدخيل الذي يشعرك بأنها مفروضة لأغراض تجارية.

كما نرى بهذه الأفلام الأربعة القصيرة  طرحا لمشاكل جوهرية في المجتمع الهندي، مثل الطبقية، و غياب العدالة الاجتماعية، الفقر و عدم تكافىء الفرص بين الطبقات، الاستغلال المتبادل الموجود بين الفقراء و الأغنياء، زواج المصلحة، عدم توافق الأزواج، و الخيانة الزوجية، حقوق الطفل، حقوق المرأة، حقوق الإنسان، مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة، التكفل بالطفل المعاق و تبعات هذا الأمر على استقرار العائلة.....

هي قصص من النوع الذي يجعل المشاهد يفكر في حياته، في مجتمعه، و يمكنه حتى عمل إسقاطات على واقعه مما يراه في الفيلم.

سرد الأحداث كان منطقيا و هادئا، دون توابل بوليود الزائدة عن اللزوم، و الفيلم ككل هو إثبات آخر على ذكاء السينمائي الهندي المعروف كاران جوهر، الذي ينجح كل مرة في اختياره لفريق عمله، و يساهم في تطوير و تغيير نوعي في صناعة السينما الهندية، رغم كل الانتقادات الموجهة له كونه واحدا من المسيطرين على هذه الصناعة، و ربما المحتكرين لها حسب رأي البعض من المنتقدين له.

- تاريخ النشر الأول: جريدة الدستور العراقية/ العدد: 5016 - الصفحة السينمائية: 171 - يوم: 15 جويلية 2021

vendredi 2 juillet 2021

Chhapaak فيلم هادىء عن قضية كبيرة




قبل صدور فيلم Chhapaak و قبل عرضه الأول، كان الترويج له مشوقا جدا، مع وجود النجمة ديبيكا باديكون في دور البطولة و مع الصور و اللقطات المرافقة للعرض الترويجي، حيث يفهم المشاهد مباشرة منه أن الفيلم عن فتاة مشوهة الوجه، فكان التشويق في ذروته، و رأينا ديبيكا باديكون في لقاء و صور مع الضحية الحقيقية التي يحكي الفيلم قصتها، تساءلت و تساءل الكثيرون معي:  كيف سيكون دور الحسناء ديبيكا باديكون في دور فتاة مشوهة بالحمض.

عند صدور الفيلم، حقق إيرادات معتبرة لكنها ليست بالكبيرة جدا مقارنة بالأفلام المنافسة له في تلك الفترة.

فيلم Chhapak المنتج سنة 2020، هو فيلم هادىء، قصته مقتبسة عن أحداث حقيقية لفتاة هندية تعرضت لهجوم برمي حمض الأسيد على وجهها، و هي جريمة شائعة و متكررة الحدوث في الهند.

القصة جميلة و تسير أحداثها بهدوء بعيدا عن الصخب و عن الغرق في السوداوية، ربما هكذا أرادت المخرجة Meghna Gulzar أن يكون فيلمها، ربما لو تم إسناد الفيلم للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي أو كاران جوهر أو فرح خان، كنا سوف نرى الفيلم بطريقة مغايرة، حيث أنه لكل مخرج رؤية و فكرة و تصور للعمل.

شاءت المخرجة Meghna Gulzar التي كتبت القصة بمشاركة المؤلفة عتيقة شوهان أن يكون فيلمهما هادئا محتشما في الإبهار، يطرح القضية بهدوء و يسلط الضوء على واحدة من أخطر المشاكل التي تهدد المرأة الهندية في المجتمع، و هي الهجوم المفاجىء و المتكرر برمي الحمض على وجه الفتيات، خاصة بنات الطبقة الفقيرة و العائلات البسيطة و الأحياء الشعبية.

يتعرض الفيلم لمشاكل الضحايا مع العلاج و مع المحاكم، و يطرح مشكل الثغرات القانونية و النقائص الحقوقية الموجودة في القانون الهندي في مثل هذه القضايا، كما نرى كفاح الضحية بطلة الفيلم و جمعيات المجتمع المدني و النشطاء الحقوقيون من أجل إحداث بعض التغيير لفائدة ضحايا جرائم حمض الأسيد.

اختيار ديبيكا باديكون لدور البطولة كان موفقا جدا، فهي ممثلة موهوبة و لا تحتاج لجمالها و جسدها للنجاح في أي دور، في الفيلم كانت تتحدث بعينيها، كثير من اللقطات التي كان فيها التعبير بالعيون كانت ديبيكا مميزة جدا و موفقة، فالوجه المشوه المشدود بسبب الحروق لا تظهر عليه كثيرا ملامح الانفعالات و المشاعر إلا من خلال العيون في الغالب.

بقية الممثلات اللواتي أسندت لهن أدوار الضحايا كن أيضا موفقات في تمثيلهن، و كان الماكياج و مؤثراته على وجوههن متقنا جدا تماما مثل ماكياج بطلة الفيلم، حيث تبدو وجوههن مثل الوجوه المشوهة في الواقع، و هو تطور كبير وصلت إليه بوليود في هذا الجانب على مدى سنواتها الطويلة في صناعة الأفلام.

بالفيلم، أغاني قصيرة استخدمت كخلفية للأحداث و تم دمجها مع الموسيقى التصويرية، و لا توجد أغاني و استعراضات بالطريقة الكلاسيكية المعتادة في الأفلام الهندية، و هو اختيار موفق حتى يتماشى مع قصة الفيلم و القضية المطروحة، و هي قضية كبيرة جدا و خطيرة، أكبر من فيلم ديبيكا التي شاركت في إنتاجه مع شركة فوكس، و بمشاركة شركات أخرى.

جرائم رمي الحمض على وجوه النساء في الهند لا تزال مستمرة، رغم تعديل بعض القوانين في هذا الجانب و تشديد العقوبات، و هو ما تم عرضه في الفيلم، و Chhapaak هو خطوة فعالة تحسب لصناعه في طريق الطرح الإيجابي و المفيد للقضية وسط مجتمع كبير و متناقض مثل المجتمع الهندي.

النشر الأول: جريدة الدستور العراقية - العدد: 5004 - الصفحة السينمائية: 179 / يوم الخميس 01 يوليو 2021