jeudi 15 juillet 2021

Ajeeb Daastaans بعض الغرابة و الواقعية من وحي بوليود





 

يتابع موقع نت فليكس شراكته مع بوليود كما مع باقي السينمات و شركات الإنتاج في العالم، سنة 2021 كان له هذا الفيلم المنتج بالشراكة مع كاران جوهـر السينمائي الهندي المعروف.

فيلم Ajeeb Daastaans هو 4 أفلام قصيرة مجتمعة في فيلم واحد، هي قصص منفصلة، لا علاقة لها ببعضها البعض، لكل فيلم قصة و مخرج و فريق عمل منفصل عن الآخر، القاسم المشترك بينها جميعا هو الغرابة و الواقعية، هي ميزة لم يعتد عليها أصحاب النظرة النمطية للسينما الهندية، لكن المتابع الدائم لبوليود خاصة يعلم أن الواقعية لم تعد خبرا جديدا في الصناعة السينمائية الهندية، و مثلها أيضا الأفلام التي لا تتضمن أي استعراض او أغاني، و أفلام الرعب، و الخيال العلمي....

لكن الحظ الكبير في لفت الانتباه مع هذا التغير كان مع الأفلام التي تميل للواقعية و تحاكي الأفلام العالمية دون فقدان الخصوصية الهندية التي تتميز بها السينما في مومباي أو حتى سينما الجنوب الهندي.

هي أفلام لا تبالغ في استخدام الرومانسية و المشاعر، و يتم فيها دمج الأغاني بطريقة منطقية خلال سير أحداث القصة، او استخدام الأغاني كخلفية موسيقية للفيلم، و هو تماما ما نراه في القصص الأربع التي يصورها فيلم Ajeeb Daastaans، بداية من الجينيريك الذي جاء على شكر رسوم كارتون بسيطة ترافقها موسيقى هادئة جدا أقرب للموسيقى الكلاسيكية العالمية منها للموسيقى الهندية.

من القواسم المشتركة بين هذه القصص أيضا، هو أن أبطالها ليسوا من نجوم الصف الأول في الهند، باستثناء النجمة كونكونا سن شارما، التي شاركت في بطولة القصة الثالثة بالفيلم.

قصص الفيلم الأربعة هي:

-         عاشق (Majnu) للمخرج: Shashank Khaitan

-         لعبة (Khilauna) للمخرج: Raj Mehta

-         قبلات لزجة (Geeli Pucchi) للمخرج: Neeraj Ghaywan

-         الكلام غير المحكي (Ankahi) للمخرج: Kayoze Irani

اللافت للانتباه أن مخرجي هذه الأنطولوجيا الهندية كلهم من الجيل الشاب، لديهم عدد قليل من الأعمال، و مخرج القصة الأخيرة هو الممثل Kayoze Irani الذي يقوم بالإخراج لأول مرة في مشواره الفني، و يبدو أنه سيكون موفقا في الإخراج أكثر من التمثيل مستقبلا.

يمكن وصف قصص Ajeeb Daastaans بالجريئة في الطرح فكرة و أداءا، المثلية الجنسية حاضرة في قصتين، سواء المثلية الرجالية أو النسائية، و مشاهد العلاقات الجسدية أيضا كانت جريئة جدا رغم قصرها، جريئة بالمفهوم الهندي، لكنها جرأة لا تضر بالسياق الدرامي للقصص و الأحداث، بالعكس، تم وضعها في أماكنها المناسبة جدا، و لم تكن من النوع الدخيل الذي يشعرك بأنها مفروضة لأغراض تجارية.

كما نرى بهذه الأفلام الأربعة القصيرة  طرحا لمشاكل جوهرية في المجتمع الهندي، مثل الطبقية، و غياب العدالة الاجتماعية، الفقر و عدم تكافىء الفرص بين الطبقات، الاستغلال المتبادل الموجود بين الفقراء و الأغنياء، زواج المصلحة، عدم توافق الأزواج، و الخيانة الزوجية، حقوق الطفل، حقوق المرأة، حقوق الإنسان، مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة، التكفل بالطفل المعاق و تبعات هذا الأمر على استقرار العائلة.....

هي قصص من النوع الذي يجعل المشاهد يفكر في حياته، في مجتمعه، و يمكنه حتى عمل إسقاطات على واقعه مما يراه في الفيلم.

سرد الأحداث كان منطقيا و هادئا، دون توابل بوليود الزائدة عن اللزوم، و الفيلم ككل هو إثبات آخر على ذكاء السينمائي الهندي المعروف كاران جوهر، الذي ينجح كل مرة في اختياره لفريق عمله، و يساهم في تطوير و تغيير نوعي في صناعة السينما الهندية، رغم كل الانتقادات الموجهة له كونه واحدا من المسيطرين على هذه الصناعة، و ربما المحتكرين لها حسب رأي البعض من المنتقدين له.

- تاريخ النشر الأول: جريدة الدستور العراقية/ العدد: 5016 - الصفحة السينمائية: 171 - يوم: 15 جويلية 2021

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire