lundi 23 août 2021

الفنان سـعـد لــوستـان ممثل سـوري عـالـمـي الـتـوجــه















 

هو ممثل سوري الجنسية و المولد، بدايته أيضا كانت سورية، لكنه فرنسي الملامح، عالمي التوجه.

موهبته في التمثيل و ملامحه الأوروبية ساعدته على الوقوف عند عتبة العالمية، رغم كل ما يواجه الممثلين العرب خاصة من مشاكل و تمييز في الأوساط الفنية الأجنبية.

ساعده أيضا إتقانه للغات الأجنبية، مما يسمح له بالانتقال من فيلم يتحدث بالفرنسية إلى آخر ناطق بالإنجليزية.

كما يتميز بتمكنه من اللغة العربية الفصحى، و هو ما لاحظناه في مسلسل "عنترة بن شداد"، و "صلاح الدين الأيوبي"، و"الفوراس"، و كذلك في بعض الرسوم المتحركة التي شارك في دبلجتها.

أغلبنا تابع المسلسل السوري الناجح "عصي الدمع" سنة 2005، و نتذكر الموقف الطريف الذي حدث مع البطلة سولاف فواخرجي لما قام شاب طائش بمعاكستها و رفعت القضية للمحكمة و تمت معاقبته، الممثل الذي لعب دور الشاب الطائش لم يكن إلا الممثل الصاعد حينها سعد لوستان، الذي أتقن الدور جيدا و جعلنا نتذكره رغم مساحة الدور الصغيرة جدا.

ميزة أخرى في سعد، هي قدرته على تغيير الشخصيات و تغيير شكله، ربما لو استمر في الدراما السورية وقتا أطول كنا سوف نرى ممثلا يسير على خطى بسام كوسى المعروف بتغييره الكثير للشخصيات و قدرته على تقمص الادوار الصعبة.

هناك زميل آخر للممثل سعد لوستان لديه نفس الميزة، هو دانيال الخطيب، لكن دانيال حاليا متفرغ للمسرح و التدريب المسرحي.

لدى سعد العديد من البطولات المساعدة في الدراما السوريا و التي كان آخرها سنة 2011، و لعل أهمها هي : طيور الشوك، و زمان الصمت، إضافة للفيلم التلفزيوني السوري "خطوة بخطوة" المنتج سنة 2011.

و في السينما لديه في مشواره 7 أفلام،

الأول فيلم إماراتي منتج سنة 2006، من إخراج محمد ملص، عنوانه "المهد".

الثاني فيلم سوري منتج سنة 2007، من إخراج وليد حريب عنوانه  "خمس دقائق في منتصف الليل".

الثالث فيلم سوري منتج سنة 2009، من إخراج: عبد اللطيف عبد الحميد، عنوانه "مطر أيلول".

الرابع أيضا منتج سنة 2009، لكنه فيلم أمريكي عنوانه Tea on the Axis of Evil، من إخراج: Jean Marie Offenbacher.

الخامس فيلم ألماني عنوانه Schaum Und Sand، منتج سنة 2018، و من إخراج: Roulan Jadan.

السادس أيضا منتج سنة 2018، و هو من أهم أفلام الممثل سعد لوستان إضافة لفيلمه الأخير الذي سنتحدث عنه.

فيلمه السادس إنتاج مشترك فرنسي ألماني تركي، عنوانه  "قماشتي المفضلة" من إخراج السورية غايا جيجي، شارك في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 71، و بالضبط في مسابقة "نظرة ما"، و لقي صدى عالميا جميلا، و ساهم في التعريف أكثر بسعد لوستان على المستوى العالمي و جلب الأنظار إليه.

فيلمه الأخير سنة 2020، أيضا كان لافتا جدا للانتباه و الاهتمام، فيلم تونسي، مخرجته إمرأة أيضا، هي التونسية كوثر بن هنية، الفيلم تم عرضه في مهرجان البندقية سنة 2020، في دروته الـ77، و نال جائزتين في مسابقة المهرجان.

الفيلم يطرح قضية حقيقية و هامة، و يمكن إسقاطها على أمور كثيرة في حياتنا اليومية، و هي تسليع كل شيء، و ارتفاع قيمة السلعة على قيمة الإنسان، و هو نفسه الإنسان الذي يمكن تسليعه لتزداد أهميته و ترتفع قيمته.

الفيلم ترشح هذا العام (2021) لأوسكار أحسن فيلم أجنبي في القائمة النهائية للترشيحات، و هو بحد ذاته مكسب كبير لكل فريق العمل.

مشوار سعد لوستان السينمائي مستمر، حيث يشارك هذا العام في فيلم فرنسي قصير من إخراج الثنائي: Anouk Girard و Emile Moutaud، و هما من كتبا السيناريو أيضا.

 سعد لوستان، ممثل لا تنقصه الموهبة و لا الكاريـزما للنجاح، لكن لكل وسط فني تقاليده و ثوابته و معادلة نجاحه الخاصة به، مثلا في سوريا ليست نفسها في فرنسا، و ليست نفسها في مصر، أو بوليود، و أو هوليود......

لذلك، الممثلين العرب أو الهنود أو الآسياويين، مثل سعد ممن يملكون القدرة على الانتقال من سينما لأخرى، و من وسط فني لآخر، يكون مشوارهم الفني أكثر صعوبة، لأنهم لا يركزون مع وسط فني واحد، ليسيروا حسب تقاليده و معادلاته.

تاريخ النشر الأول: 23 أوت 2021

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729119

jeudi 19 août 2021

فــرح خــان، مخرجة المسالا… عندما تتحول مصممة الرقص إلى الإخراج








 

فرح خان، هي مصممة رقصات شهيرة في الهند، قامت بعمل الكوريغرافيا  لأكثر من 100 فيلم هندي طيلة مشوارها الفني و لغاية يومنا هذا، كثير من الاستعراضات التي صممتها تعتبر اليوم أيقونات و نماذج ملهمة للكثير من الراقصين و المصممين.

شاركت في تمثيل بعض الأفلام في أدوار ثانوية، و أغلب مشاركتها كانت شرفية و عابرة.

أما لما انتقلت للإخراج، فقد تركت بصمة قوية في صناعة السينما الهندية  (بوليود فقط، هي لم تعمل مع سينما الجنوب الهندي)، رغم أنها لم تخرج إلا 4 أفلام لحد الآن.

لدى فرح خان رؤية إخراجية خاصة بها، تميزت بها أفلامها، عن باقي أفلام المخرجين الكبار الذين تعرفهم بوليود، و ليس من السهل الانتقال من تصميم الاستعراضات إلى الإخراج.

سنة 2004 لما سمعت بأنها هي مخرجة فيلم شاروخان الجديد Main Hoon Na  استغربت، كيف لمصممة رقصات تتحول إلى مخرجة؟ و كان عندي فضول كبير أن أتابع الفيلم لكي أرى كيف سيكون فيلم تخرجه مصممة استعراضات.

الفيلم كان جميلا، و ناجحا، يصنف على أنه مسالا هندية، يعني فيلم رومانسي استعراضي كوميدي درامي أكشن، فيه من كل شيء، خليط مثل التوابل الهندية، و هذا النوع من الأفلام رغم أنه شائع كثيرا في بوليود و حتى في سينمات الجنوب الهندي، إلا أن نجاحه غير مضمون، مثل الطبخ تماما، يجب أن يعرف المخرج متى يستخدم كل تلك التوابل بما يتناسق مع الفكرة الرئيسية للفيلم و دون التأثير عليها، و هذه الفكرة الرئيسية هي من تحدد السمة الغالبة على الفيلم، و باقي السمات تكون للمساعدة و يتم توزيعها على السيناريو دون الإخلال بأي شيء، و هو تماما ما نجحت في عمله فرح خان في أول أفلامها، الذي شاركت فيه ملكة جمال الكون لسنة 1994 سوشميتا سن مع شاروخان و سونيل شيتي في دور الشرير، و الممثلين المبتدئين آنذاك: زياد خان و أمريتا راو.

شاركت فرح في كتابة قصة فيلمها الأول مع مؤلفين آخرين، و قامت بتصميم رقصاته رفقة زميلتها Geeta Kapur، بينما الإنتاج كان لزوجة شاروخان، غوري خان.

الفيلم لقي استحسان الجمهور و النقاد، و نال بعض الجوائز، كما حقق نجاحا في الإيرادات.

فيلمها الثاني، كان مميزا و ناجحا أيضا، درامي رومانسي مطعم بقليل من الكوميديا، كتبت قصته فرح نفسها، و البطولة كانت لشاروخان دائما و من إنتاج زوجته أيضا، Om Shanti Om الذي تم إنتاجه سنة 2007، بميزانية أقل من فيلم فرح خان الأول، يمكن تصنيفه أيضا مع المسالا السينمائية، حيث و كما يبدو، أن فرح خان تجيد إخراج هذا النوع من الأفلام، و تجيد مزج كل شيء مع بعضه.

و فعلا، الفيلم ترشح للكثير من الجوائز، و نال البعض منها في المهرجانات السينمائية الهندية.

و نظرا لعلاقة فرح خان و شاروخان الجيدة مع الوسط الفني بالهند، تمت الإستعانة في إحدى الاستعراضات بأكثر من 30 نجما و نجمة كضيوف شرف في أغنية: Deewangi Deewangi، التي تم تصميم استعراضها بطريقة مبهجة و مميزة من طرف فرح خان، مثل باقي أغاني و رقصات الفيلم التي كانت فيها الكوريغرافيا متقنة جدا.

المتابعون لبوليود، يعلمون أن فيلم Om Shanti Om من أجمل الأفلام الهندية و أنجحها، من الأفلام التي يحبها جمهور شاروخان، و هو أول فيلم بوليودي مثلته النجمة ديبيكا باديكون، و كان بداية موفقة جدا لها.

سنة 2010، قامت فرح بإخراج فيلم جريمة في قالب كوميدي، لم ينتشر كثيرا بين محبي السينما الهندية، و نجاحه المادي كان متواضعا، لم يكن حظه مثل الفيلمين السابقين لفرح خان، و هذه المرة ليست هي من كتبت القصة، بل اكتفت بالإخراج و تصميم الرقصات فقط رفقة مصممين آخرين، الإنتاج كان لـ Twinkle Khanna زوجة بطل الفيلم أكشاي كومار،و لكنه إنتاج مشترك مع منتجين آخرين، و البطولة لرفيقة أكشاي كومار في الأفلام كاترينا كييف، و اختيار أكشاي لم يكن صدفة، فهو ممثل يجيد الأدوار الكوميدية رفقة الأكشن، و من المعتاد أن يمزج في أفلامه بين الكوميديا و الرومانسية و الأكشن، و هو ما قامت به فرح خان في فيلمها الثالث هذا.

أما فيلمها الرابع و الأخير، فكان ناجحا جدا و مميزا، هي من كتبت قصته، و تعاونت فيه مرة أخرى مع النجم شاروخان للمرة الثالثة، و للمرة الثانية مع ديبيكا باديكون بعد أن أصبحت من أهم نجمات الهند، فيلم Happy New Year المنتج سنة 2014، من طرف زوجة شاروخان غوري خان، و يبدو أن فريق العمل هذا (المخرجة المؤلفة، المنتجة، الممثل و الممثلة) هم المعادلة الذهبية لنجاح أفلام فرح خان.

في هذا الفيلم، استمرت فرح خان في إخراج النوع الذي برعت فيه، المسالا التي تخلط بين الكوميديا و الاستعراض و الرومانسية و الأكشن.

استعراضات الفيلم مميزة جدا، قامت بتصميمها فرح خان مع زميلتها Geeta Kapur، و فكرة الفيلم أصلا تدور حول فريق من الأصدقاء يتنكرون للمشاركة في مسابقة رقص عالمية للتمكن من سرقة جوهرة ثمينة و استرجاعها من الشرير في الفيلم.

الفيلم ، إضافة للسمات التي تم خلطها ببعضها لإنجاز القصة و إنجاحها، يلعب على وتر الوطنية و التعلق بالأرض و الهند، و التضحية بالطموحات الشخصية للحفاظ على سمعة الوطن و على علم الهند مرفوعا دائما.

و الأرض و الوطن و الأم و العائلة، هي من المقدسات و الثوابت في السينما الهندية منذ ظهورها، لحد يومنا هذا، و فرح خان عرفت جيدا كيف تستغل هذه الثوابت لإنجاح فيلمها الأخير.

الفيلم بطولة نخبة من نجوم الهند، مع أن التركيز الكبير كان على شاروخان و ديبيكا باديكون، لكن الجانب الكوميدي في الفيلم كان يتطلب إسناد أدوار لـ: أبهيشيك باتشان، و Sonu Sood  و Boman Irani ، و في دور الشرير كان المخضرم جاكي شروف هو الأنسب.

في الوقت الحالي فرح خان مكتفية بالعمل كمصممة استعراضات في بوليود، و أحيانا قليلة كمنتجة، و أصبح الطلب عليها متزايدا للتحكيم في برامج الرقص في التلفزيونات الهندية، حيث و بعد وفاة رائدة الكوريغرافيا الهندية ساروج خان سنة 2020، أصبحت الآن فرح خان هي أكثر مصممة محترفة في اختصاصها.

لا أعلم سبب عدم إقدامها على الإخراج مرة أخرى، رغم أن أفلامها الأربعة أثبت أن فرح خان تجيد كثيرا إنجاز أفلام المسالا البوليودية، و أنها بقدر ما هي مبدعة في تصميم الرقصات و الاستعراضات المتنوعة، هي مبدعة كمخرجة أيضا في مزج التوابل السينمائية الهندية مع بعضها البعض.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية - العدد: 5046/ يوم 19 أوت 2021

dimanche 15 août 2021

الممثلات الهنديات في الأفلام و المسلسلات الأجنبية (1/2) حظوظ متفاوتة و انتظار عند عتبة العالمية

 

















في السنوات الماضية، مع بداية الألفية الثالثة، عرفت هوليود و السينما الأوروبية إقبالا من الممثلين الهنود، أو بالأحرى هوليود و أوروبا هي من استقطبتهم، بعد سنة 2002، بعد مشاركة فيلم ديفداس للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي في مهرجان كان، و انتشاره عالميا، تحصلت الممثلة أيشواريا راي على بعض العروض من هوليود و من دول أخرى، و كانت لها بعض المشاركات اللافتة، لكنها لم تكن كافية لتجعل منها نجمة ثابتة في هوليود، حيث بقيت بطولاتها الرئيسية في بوليود، و بعد زواجها و إنجابها أصبحت مقلة حتى في الأفلام الهندية بسبب التفرغ للعائلة، و حاليا تمثل فيلما واحدا كل سنة او سنتين، مع الاستمرار في الإعلانات التجارية و المشاركة في المناسبات الإجتماعية.

 الأفلام الأجنبية التي شاركت فيها أيشواريا هي:

- Bride and Prejudice: تم إنتاجه سنة 2004، و هو النسخة الهندية للفيلم الهوليودي المأخوذ عن القصة العالمية المعروفة بنفس العنوان، و من إخراج البريطانية الهندية Gurinder Chadha، الفيلم يعتبر بريطاني هندي، و لفت الانتباه عالميا لأيشواريا راي، و كان يبدو كأنه بداية موفقة لها على أبواب العالمية، و شاركت في هذا الفيلم أيضا النجمة الهندية Namrata Shirodkar، لكن نامراتا لم توفق بعدها للمشاركة في أي فيلم أجنبي آخر.

- The Mistress of Spices: هو فيلم أمريكي من إخراج Paul Mayeda Berges تم إنتاجه سنة 2005، و هو الفيلم الأجنبي الأكثر جرأة من بين الأفلام التي مثلت فيهم أيشواريا، فيه لقطات حميمية جدا غير معتادة بينها و بين البطل، والمعروف عن أيشواريا أنه لديها خطوط حمراء وضعتها من أول فيلم أجنبي لها، و كانت ربما السبب في رفضها للكثير من الأدوار في الأفلام الأجنبية، و هذا ما جعل حظوظها قليلة.

- Provoked : فيلم بريطاني من إخراج Jag Mundhra سنة 2006، مقتبس عن قصة حقيقية لسيدة هندية مضطهدة تقتل زوجها، و شاركت مع أيشواريا في الفيلم الممثلة و المخرجة الهندية Nandita Das ، و التي كانت لها أيضا مشاركات محتشمة في أفلام أجنبية دون أن تترك أثرا عالميا لافتا، حسب علمي، نانديتا عندها مشاركة أخرى في الفيلم النيوزيلاندي Fleeting Beauty سنة 2004، و مشاركة في الفيلم الإسباني Traces of Sandalwood  سنة 2014.

مع أن نانديتا ممثلة مقتدرة و موهوبة، لم تساعدها بشرتها الداكنة و جمالها الهادئ على الوصول بعيدا في بوليود، الصناعة السينمائية في مومباي تدعم أكثر صاحبات الجمال المختلط أو البشرة الفاتحة، طبعا دون أن ننسى دعم العائلات الفنية المسيطرة على الصناعة السينمائية هناك.

- The Last Legion: إنتاج مشترك بين بريطانيا و دول أخرى سنة 2007، من إخراج: Doug Lefler، هو أكثر الأفلام الأجنبية لأيشواريا راي التي يعرفها الجمهور، لأن القنوات التلفزيونية تكرر كثيرا بثه، الفيلم لم ينجح كثيرا عالميا كما كان منتظرا منه، لكن و مع ذلك ساهم أكثر في التعريف بأيشواريا راي في أوروبا و أمريكا.

- The Pink Panther 2 : هو فيلم أمريكي تم إنتاجه سنة 2009، من إخراج: Harald Zwart، و هو آخر فيلم أجنبي لأيشواريا راي، بعده اقتصر حضورها العالمي، على البساط الأحمر لمهرجان كان السينمائي و مهرجانات أخرى.

ممثلة أخرى دخلت عالم هوليود عبر فيلم واحد، و بقوة، لكنها لم تستمر، حيث تزوجت و تفرغت للبطولات المطلقة في بوليود، هي تعتبر حاليا من أهم نجمات الهند، ديبيكا باديكون، الممثلة الناجحة دائما، و التي تجيد اختيار أفلامها، شاركت سنة 2017 في الجزء الثاني من الفيلم الشهير Return of Xander Cage للمخرج D. J. Caruso و بطولة Vin Diesel.

أما زمليتهما الثالثة في بوليود، الممثلة بريانكا شوبرا، فهي المتواجدة أكثر في هوليود في الوقت الحالي، مع أنه تواجد غير فعال أحيانا، و باستثناء مسلسلها البوليسي المعروف Quantico المنتج سنة 2015، باقي مشاركاتها السينمائية كانت كبطولة مساعدة و تم فيها استخدام جسدها كجواز عبور، و حاليا هي ضمن فريق عمل الجزء الرابع من فيلم Matrix، لكن المؤكد أن البطولة النسائية ليست لها.

بريانكا و بحكم زواجها من المغني و الممثل الأمريكي نيك جوناس، لديها الحظ أكثر من أي هندية أخرى لكي تتواجد في هوليود و الأفلام الأجنبية عموما، لكن و مع ذلك، لا زال ينظر إليها على أنها مجرد جسد فاتن، مع أنها ممثلة جيدة و أدوارها في بوليود كنت منوعة كثيرا، و ليست استعراضية فقط، مثلت دور ملاكمة أولمبية هندية عن قصة حقيقية للملاكمة ماري كوم، و مثلت دور المعاقة ذهنيا مرتين.

أما الممثلة البوليودية الأقل حظا بين زميلاتها، فهي مليكة شيراوات، نجمة الإغراء الهندي، شاركت مع جاكي شان سنة 2005 في فيلمه The Myth، من إخراج Stanley Tong، و حرصت على حضور كل التظاهرات و المهرجانات التي تم فيها عرض الفيلم، و مع ذلك، عادت إلى بوليود بدون أي فرصة أخرى، و حاليا حتى في بوليود لا تعتبر نجمة ذات أهمية كبيرة، حيث أن عمر الإغراء في بوليود قصير جدا، و يعتبر طريقا غير موفقا للشهرة أو السيطرة على النجومية في الصف الأول.

النجمة الهندية تابو أيضا لديها مشاركات هادئة في السينما الأجنبية، لديها 3 أفلام، اثنان منهم كانا مع الراحل عرفان خان، لكن من المستحيل أن تحظى تابو بدور البطولة في فيلم أجنبي، رغم موهبتها و مكانتها في بوليود.

كل هؤلاء الذين وردوا في هذا المقال لحد الآن، هن في الأصل نجمات من السينما الهندية، من بوليود خاصة، جنسيتهن هندية، اشتهرن في الهند، ثم انتقلن إلى التمثيل في الأفلام الأجنبية، يمكننا إضافة ممثلات أخريات قادمات من الهند نحو السينما الأجنبية لكنهن لم يحققن نجاحا كبيرا أو لازالن في بداية المشوار، مثل: نرجس فخري التي بدأت بأدوار رومانسية في بوليود، لكن حاليا في الأفلام الأجنبية تتم معاملتها مثل بريانكا شوبرا، مجرد جسد جميل يجب أن تبرز مفاتنه خلال التمثيل، و أما Huma Qureshi  التي شاركت لحد الآن في فيلمين (الأول بريطاني هندي، و الآخر أمريكي هو Army of the Dead المنتج سنة 2021)، كان التركيز فيهما على تمثيلها، و لم يتم استغلالها كسابقتها، أحيانا شكل الممثلة يضعها في إطار معين يرفض المنتجون أو المخرجون تغييره.

 

هناك فئة ثانية من الممثلات الهنديات، من اللواتي يحملن جنسيات أجنبية، أو حتى جنسية هندية لكن الانطلاقة كانت مباشرة في أفلام أجنبية، لم يمثلن في بوليود أو سينما الجنوب الهندي، لعل أبرزهن حاليا الممثلة فريدا بانتو، بطلة فيلم Slumdog Millionaire ، هي ممثلة هندية الجنسية و المولد، لكن بدأت مباشرة في فيلم أجنبي، و استمرت على ذلك النهج لغاية اليوم.

الممثلة Indira Varma، بريطانية سويسرية أصلها هندي، وجه مألوف في بعض الأعمال العالمية، أدوارها دائما بطولة مساعدة أو أدوار ثانوية، هي أكثر هندية جريئة في الأفلام الأجنبية، بدأت مشوارها بفيلم جريء جدا و صادم Kama Sutra سنة 1996، من إخراج Mira Nair، لتكمل بعدها مشوارا طويلا في الأعمال الفنية الأجنبية لم يتوقف ليومنا هذا، بين أفلام و مسلسلات، مثل مسلسل صراع العروش الشهير.

تاريخ النشر الأول: 14 أوت 2021
صحيفة المستقل - لندن