jeudi 30 juin 2022

Aligarh طرح واقعي لقصة حقيقية

 










من بين أغلب الأفلام التي عرضت فيها بوليود وسينمات الأقاليم الهندية الأخرى، قضية المثلية الجنسية، وجدت هذا الفيلم، هو الأكثر هدوءا في الطرح، وفي ريتم الأحداث وطريقة سردها، وهو الأبعد عن المشاهد الصادمة، وتم فيه التركيز على قوة الفكرة، حول حرية الممارسة وحرية اختيار ممارسة هذا الميول في حياة الظل، وحول سلطة المجتمع في لعب دور الوصي أو الأخ الأكبر (big brother).

الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، حدثت سنة 2010، لأستاذ جامعي، ورئيس قسم اللغات الكلاسيكية في جامعة أليغار، يتم اقتحام منزله، خلال ممارسته للجنس ليلا مع رجل آخر، ويتم تصويره وفضحه في الصحافة ويتم فصله من العمل، ويواجه غضب الرأي العام، والنبذ من الجميع، بسبب ميوله المثلية.

في الفيلم بعد إنساني، يمثله خاصة الصحفي الشاب المتبدئ، الذي يريد طرح قضية الأستاذ من زواية أخرى، بعيدا عن الدفاع عن حقوق المثليين بطريقة نمطية، أو غربية، وإنما هو يحاول النظر للقضية، من زاوية لا تركز عليها الغوغاء الغاضبة، التي تنصب نفسها حارسة للمعبد وللأخلاق، وسط مجتمع يغرق في كل شيء سيء ورديء، ولكن بعض القضايا تأخذ حظها الكبير من الاهتمام والرفض على حساب قضايا أخرى، هكذا هي الغوغاء، خاصة لما يتم توجيهها عن قصد من طرف صحافة الفضائح.

ما حدث للأستاذ المفصول، حدث في مجتمع مليء بالتناقضات والخرافات، وببيوت الدعارة، مليء بالمتحولين المنتشرين بطرق وشوارع معينة بالهند، مليء بالعصابات، والمافيا الصغيرة والكبيرة، والفقر المدقع، الذي قد يجعل المواطن يأكل الحجر.

قد يبدو طرح الفيلم لهذه القصة الحقيقية، هو دفاع هادئ ومقنع عن المثلية، لكني أراه وصفا لقصة حقيقية، حدثت في مجتمع غارق في المشاكل و التناقضات، آخر شيء من المفروض يقوم به، هو معاقبة إنسان، قام بما فعله هذا الأستاذ بين أربع جدران في منزل مغلق.

تم إنتاج الفيلم سنة 2015، من طرف شركة إيروس وشركة كارما، وهما من كبريات الشركات السينمائية في الهند، تم إنتاج الفيلم قبل موجة مواضيع المثلية التي هجمت على الأعمال الهندية، مع ظهور منصات العرض الإلكتروني، وخاصة نتفليكس.

الإخراج كان لـ: هانسال ميهتا، بينما القصة والسيناريو، فكانا لـ: Apurva Asrani، هو مؤلف مثلي الجنس، لذلك، جاءت القصة فيها ما يشبه التعاطف مع قضية الأستاذ بطل الفيلم.

المخرج ليس لديه أعمال سينمائية كثيرة، لكنه لديه أفلام مميزة،  وللأسف لم تكن لافتة وناجحة كثيرا، رغم أن بصمته مختلفة عن بقية أعمال المخرجين الآخرين، كما أنه يعمل في الإخراج التلفزيوني أيضا، لذلك هو ليس من السينمائيين البارزين جدا في بوليود.

دور البطولة الرئيسي، كان للنجم Manoj Bajpayee، الذي ينتقل من أدوار الشر لأدوار الفقير المغلوب على أمره، لدور العاشق المتيم، لدور المثلي، كما في هذا الفيلم، هو ممثل جيد، ونجم معروف، لكنه لا يملك الوهج الذي لدى خانات بوليود الأربعة، وهيريتك روشان مثلا ........

شارك في البطولة أيضا في دور الصحفي، الممثل الشاب الذي تدرج في أدوار البطولة ببوليود بهدوء، وسلاسة غير مسبوقة في عالم البطولة الرجالية في صناعة السينما الهندية، راج كومار راو.

و بدور المحامي، الممثل المخضرم Ashish Vidyarthi، كضيف شرف، وباقي الممثلين كلهم ثانويون.

بالفيلم، لا توجد أغاني، وبالكاد توجد موسيقى تصويرية هادئة، ولم يتم استخدامها كثيرا، حيث يوجد صمت متكرر بمشاهد الفيلم، كتعبير عن الحزن والألم والمعاناة والوحدة، التي مر بها بطل الفيلم، لغاية وفاته وحيدا في غرفته، دون أن يجد الوقت للفرح بحكم براءته، وعودته للعمل بالجامعة.

أجواء الفيلم هندية محلية بإمتياز، بما أن الأحداث أغلبها في مدينة Aligarh، حيث يسكن البطل، وهي نفسها عنوان الفيلم، وهي نفس المدينة التي كانت سببا في تأزم القضية، لأنها مدينة ذات أغلبية إسلامية، وجامعتها لديها خلفية تاريخية إسلامية، ذات رمزية كبيرة، الجامعة التي يعمل بها بطل الفيلم، الماراتهي الوحيد، وسط أغلبية تتحدث الأوردية، والذي تعمد زملاؤه فضحه وتصويره، وجعل حياته الخاصة، قضية رأي عام.

الفيلم هو تكريس للمادة 377 من الدستور الهندي، التي تنفي اعتبار المثلية الجنسية، جريمة يعاقب عليها القانون.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ 30 جوان 2022/ العدد: 5313


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire