المرأة بصفة
عامة، سواء في الإعلام كمقدمة أخبار أو في البرامج السياسية أو الفنية، أو في الإعلانات
التجارية، أو في المسرح والدراما التلفزيونية والسينما، كانت وستبقى دائما مصدر
جذب للمشاهد، حتى لو أنها في بعض الحالات لا تكون هي أساس الجذب، نجد أنها فكرة
راسخة في ذهن منتج أو ممول المادة الإعلامية أو الفنية في الغالب، المرأة حسب
اعتقادهم دائما تلعب دورا في نجاح و رواج تلك المادة، مع أن الواقع أثبت عكس ذلك
أحيانا، و أوبرا وينفري هي أفضل مثال على ترجيح كفة الكفاءة قبل كفة جمال الوجه و
الجسد.
و بالمقابل،
تايرا بانكس، السوبر موديل العالمية السابقة، لما تقاعدت عن عرض الأزياء، تحولت
لتقديم برنامج مستنسخ عن برنامج أوبرا وينفري، يعني كانت أوبرا هي الملهمة لها، و
الحسناء السوداء قلدت الإعلامية المقتدرة التي بدأت من الصفر، من دون مال أو جمال.
في الإعلام العربي،
أرى بأن صناع المواد الإعلامية و أصحاب القرار في المجال الصحفي و الفني، لازالوا
يؤمنون بشدة بفكرة أن المرأة هي أساس نجاح منتجاتهم، منذ التسعينات، لغاية يومنا
هذا، نرى مقدمات أخبار بمواصفات ملكات الجمال و عارضات الأزياء، بقنوات عربية إخبارية شهيرة و مسيطرة، مما يؤكد
لنا أن الصحفية متواضعة الجمال لا مكان لها كمقدمة أخبار رئيسية، ربما كمراسلة أو
محررة لا تظهر أمام الكاميرا، لديها فرصة.
الإعلام
الأمريكي حسب اعتقادي أيضا يسير على نهج العربي، أو العكس هو الصحيح، العربي الذي
يقلد.
بينما
بالقنوات الفرنسية العامة والإخبارية، لا نجد الجمال طاغي جدا عند مقدمات الأخبار
و المذيعات، على الأقل في البرامج الجادة و السياسية أو الاقتصادية.
لكن بصفة
عامة، جمال المرأة يستخدم دائما كعنصر جذب و ترويج، مثلا في قرعة كأس العالم والمسابقات
الرياضية، تتم الاستعانة أحيانا بعارضات أزياء سابقات وممثلات وملكات جمال،
للمشاركة في التقديم و تنشيط الحفل.
أما في
البرامج الفنية، فالأمر مؤكد جدا، و الفكرة مكرسة أكثر من أي مجال أو نوعية برامج
أخرى، وللأسف حتى في الفضائيات التي تقدم محتوى ديني، نجد أنه يتم استقطاب
المذيعات الجميلات أكثر، مع فرق واحد، هو الحجاب.
تاريخ النشر أول مرة: 09 ماي 2022
https://www.facebook.com/jameleddine.bouziane/posts/10221386889157329
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire