samedi 21 mai 2022

عن الهند، في مهرجان كان السينمائي 75

 

















الهند هي ضيفة شرف مهرجان كان السينمائي لهذا العام، لها جناح خاص في الفعالية المسماة:

 سوق الفيلم - Marché du film

و هي فعالية تم استحداثها أول مرة سنة 1959، وأصبحت من ضمن الفعاليات الثابتة والهامة في المهرجان كل سنة.

جريدة التيار السودانية عرضت الموضوع بالتفصيل، في صفحة ديكوباج السينمائية، في عددها 2743، ولا داعي لإعادة ما ذكر فيه من معلومات.

يمكنكم قراءة المقال من الجريدة مباشرة، وأظنها وسيلة الإعلام العربية الوحيدة التي تحدثت عن هذه الفعالية و تفاصيلها.

البعض تجاهل أصلا وجودها، وتجاهل حتى مرور ديبيكا باديكون عضو لجنة التحكيم، على السجادة الحمراء، رغم أن مظهرها يجعل الأعمى يرى، وبعضهم في أحسن الأحوال، كان حديثهم فقط عن ديبيكا وفساتينها، وتقييم إطلالاتها.

لكن، أود هنا الحديث عن نقطة أخرى، هي أن السينما الهندية التي مثلتها أيشواريا راي في مهرجان كان سنة 2002 بفيلمها ديفداس مع شاروخان و من إخراج سانجاي ليلا بهنسالي، وفي سنة 2003 كعضوة في لجنة التحكيم، ليست هي نفسها السينما الهندية الحالية، التي تمثلها ديبيكا باديكون.

20 سنة، كانت كافية لتصنع اختلافا كميا ونوعيا لافتا جدا، وتغيرا كبيرا نحو الأحسن، رغم تضارب وتناقض الأرباح المادية وتأثرها بكورونا وبأمور أخرى.

20 سنة كانت كافية لتنهض بكل سينمات الأقاليم الهندية الأخرى (سينمات الجنوب، البنغال، الماهارتي، البنجاب)، و تجعلها منافسة حقيقية لبوليود على العالمية، وعلى الترشح لقائمة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، و في المهرجانات العالمية و الأجنبية الأخرى، رغم أن الجمهور العربي في الغالب مفتون أكثر بنجوم بوليود، لأنهم الأكثر إبهارا.

الأفلام المعروضة رسميا في مهرجان كان هذا العام في فعالية سوق الفيلم، ليست كلها من بوليود، بل فيها من سينمات الأقاليم الأخرى، وتم اختيارها لتكون بعيدة عن الصورة النمطية للأفلام الهندية في أذهان أغلبية العالم، جمهورا أو نقادا ومختصين.

لذلك، ديبيكا باديكون، في هذا المهرجان، هي سفيرة لصناعة حقيقية عمرها أكثر من 100 سنة، تطورت و تغيرت موازاة مع التطور و التغير الذي عرفته الهند نفسها في كل المجالات.

و اختيارها، كان موفقا، مع عدم علمي بكواليس هذا الاختيار، إلا أنها الأجدر حاليا لتمثيل بوليود والسينما الهندية ككل، هي أهم نجمات الصف الأول، أغلب أعمالها ناجحة، عملت مع أهم المخرجين و الممثلين، لديها فيلم هوليودي واحد، كانت فيه بطلة لجانب فان ديزل، و هي مستمرة لغاية يومنا هذا في بوليود، متفوقة على نجمات الجيل الذي أتى بعدها، و لم تسر على نهج بنات جيلها و الأكبر منها، من اللواتي رضخن للتقاعد المبكر، و ابتعدن بسبب الزواج و العائلة، مثل أيشواريا التي بقيت كأيقونة دائمة للجمال الهندي، لكنها من الناحية السينمائية لم تعد تكترث كثيرا بكثرة الإنتاج، مثلها مثل كاجول، راني موخرجي.

أما عن بريانكا شوبرا، فقد تبدو عالمية أكثر، بحكم استقرارها ما بين الهند وأمريكا، لكن، الصناعة الهندية السينمائية حاليا، تمثلها ديبيكا و تستطيع الترويج لها أفضل من بريانكا التي تتأرجح ما بين الساري الهندي (بوليود)  وما بين أدوارهوليود، والتي كادت تجعل منها باميلا أنديرسون جديدة.

#جمال_الدين_بوزيان


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire