jeudi 27 janvier 2022

أفلام منتظرة لنجوم بوليود في 2022







 

من المنتظر صدور عدة أفلام لعدد من نجوم الصف الأول في بوليود، مثل شاهد كابور، الذي ينتظر صدور فيلمه Jersey قصة إخراج Gowtam Tinnanuri، الفيلم المنتهي منذ مدة تعطل عرضه الأول بسبب جائحة كورونا وكل متحوراتها المختلفة وصولا إلى متحور أوميكرون، الذي تسبب في تعطيل الصدور مؤخرا.

قصة الفيلم عن لعبة الكريكيت، لذلك نتمنى أن يكون حظه أفضل من حظ زميله رانفير سينغ الذي كان فيلمه الصادر "83" مؤخرا أيضا عن لعبة كريكيت، و لم يلقى الحظ الكبير المنتظر منه.

ويعمل شاهد كابور أيضا على إنهاء تمثيل فيلم آخر، قد يصدر في منتصف هذا العام أو في أواخر 2022، عنوانه Bloody Daddy من إخراج علي عباس زافار.

ويخوض هذا العام، شاهد كابور تجربة التمثيل التلفزيوني لأول مرة، في إنتاج ضخم لشركة أمازون، ومن المقرر بث المسلسل على المنصات الإلكترونية بالانترنيت، لكن تفاصيل العمل لا تزال غير واضحة.

أتوقع أن تتطور الدراما التلفزيونية الهندية، عبر الإنتاج المشترك مع منصات العرض المعروفة و المواقع الشهيرة مثل نت فليكس و آبل و أمازون، سيكون لها شأن كبير و تغير ملحوظ، مقارنة بالدراما التلفزيونية المنتجة محليا، و التي لا ترقى لمستوى احترافية الأعمال السينمائية.

ممثل آخر، كينغ بوليود شاروخان، لديه أربعة أفلام هذا العام، اثنان منها مشاركة شرفية فقط، و اثنان بطولة مطلقة كالعادة، فيلمه Pathan الذي أخرجه  Siddharth Anand، و يشاركه في البطولة جون أبراهام و ديبيكا باديكون، انتهى تصويره منذ أشهر، و كان جاهزا للعرض في هذا الكريسكماس، لكن تعطل الصدور لعدة مشاكل.

ديبيكا باديكون تعود بهذا الفيلم مع شاروخان الذي بدأت معه في Om Shanti Om في أول ظهور بوليودي لها، ولديها فيلم مع زوجها رانفير سينغ في الصالات حاليا، هو فيلم 83.

جون أبراهام أيضا، يتم تكريسه في هذا الفيلم في دور الشرير، و هي نوعية الأدوار التي أصبحت تقدم له مؤخرا، و هو أمر معروف و تقليد متعارف عليه في بوليود، بعض النجوم يتحولون لأدوار الشر بعد فترة من النجومية، و يتم حصرهم في هذا الإطار مع تقدمهم في السن.

الفيلم الثاني المنتظر لشاروخان لم يتم الكشف عن عنوانه و قصته، و لا يبدو أنه سوف يصدر قريبا، ربما نهاية العام، المؤكد أنه إخراج Arun Kumar المعروف بإسم Atlee.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ العدد: 6263/ 27 جانفي 2022

بوجا بهات..عرابة الإغراء في بوليود

 











بدأت بوجا بهات كممثلة في بوليود، بدأت نجمة كعادة بوليود مع أبناء النجوم، هي ابنة السينمائي الكبير ماهيش بهات، لديها حوالي 30 فيلما كممثلة، كانت بطلة في أغلب أفلامها، ومؤخرا كضيفة شرف فقط، ولكنها لم تكن ناجحة جدا وبارزة مقارنة بزميلاتها في نفس تلك الفترة (التسعينات و بداية الألفية الثالثة)، برزت و نجحت بوجا بهات أكثر كمنتجة ومخرجة لعدد من الأفلام في بوليود، في أواخر التسعينات ومع بداية الألفية، اتجهت للإنتاج أكثر كبديل للعمل مع تقاعدها المبكر والمؤقت عن التمثيل.

لديها حوالي 13 فيلما، بين إخراج وإنتاج، وأغلبها كانت فيها منتجة ومنتجة منفذة، يعرفها الجمهور أكثر في أفلام الإغراء التي أطلقتها وصدمت بها جمهورالسينما الهندية، وكان لها دور كبير في تكريس الممثلة بيباشا باسو كرمز للإغراء في تلك الفترة، قبل ظهور مليكة شيراوات و نيها دوبتيا.

أفلام بوجا بهات التي أنتجتها أو أخرجتها، لم تكن كلها إغراء، احتوت بعضها على لقطات جريئة، لكن لا يمكن تصنيفها مع الإغراء، لكن الصدمة الكبيرة كانت مع فيلم Jism في جزئه الأول المنتج سنة 2003، من بطولة بيباشا باسو ورفيقها في عرض الأزياء وفي الحياة الشخصية جون أبراهام، وكان فيلما صادما جدا بالعري ولقطات الفراش الساخنة، وحتى الأغاني كانت رومانسية تحمل آهات وأصواتا مثل التي نسمعها في أفلام الإغراء الأجنبية.

الفيلم من إخراج Amit Saxena وقصة وسيناريو ماهيش بهات والد بوجا، وكما كانت بوجا عرابة بيباشا في الإغراء، يبدو أنها أيضا ساهمت في أن يستمر المخرج في بعض أفلامه على نفس النهج، مثل فيلم Nasha الذي أخرجه سنة 2013.

الجزء الثاني من فيلم Jism 2 كان أكثر صدمة و جرأة من الأول، تخطى كل الحدود في اللباس وفي المشاهد الجنسية الصريحة، فقد تمت الاستعانة بممثلة أفلام إباحية سابقة اسمها Sunny Leone ، وهي سابقة في تاريخ السينما لم تقدم عليها حتى هوليود، حيث أن المتعارف عليه أن ممثلي الخلاعة السابقين، ممنوعون عن الظهور في الأفلام والمسلسلات العادية، حتى لو توقفوا نهائيا عن تمثيل الإباحية، وهي نقطة متعارف عليها في الوسط الفني الأوروبي و الأمريكي.

لكن الغباء الهندي، جعل بوجا تستعين بـ Sunny Leone  لكي تضمن جرأة المشاهد، التي لم يسبقها لها أحد في بوليود، كما تم إشراك ممثلين كانا في بدايتهما أحدهما أصبح نجما كبيرا حاليا هو Randeep Hooda .

ما تقوم به ساني ليون على الشاشة الهندية لا تستطيع القيام به ممثلة أخرى من بوليود، سواء بيباشا وبقية المعروفات بالإغراء، وحتى نجمة إغراء السبعينات في بوليود زينات أمان.

مشاركة ساني ليون في فيلم هندي هو نقطة سوداء في تاريخ السينما الهندية، و الغريب في الأمر أنها شاركت حتى مع شاروخان في فيلم رئيس.

الوسط الفني الغربي غير متسامح أبدا مع نجوم الإباحية السابقين، بينما بوليود فتحت لهذه الممثلة أبوابها للمشاركة بعد فيلم جسم، في 3 أفلام أخرى، وكانت قبل بوليود شاركت في برنامج لتلفزيون الواقع الهندي، وهي لا تزال نجمة إباحية.

بوجا بهات قلبت طاولة التقاليد البوليودية و تمردت على كل ما هو متعارف عليه في السينما العالمية.

الفيلم (Jism 2)، نجح كثيرا من حيث الإيرادات المالية، لكنه يبقى نقطة سوداء في تاريخ السينما الهندية.

بقية أفلام بوجا بهات كمنتجة و مخرجة كان بعضها عاديا، ما بين دراما و مليودراما، ورومانسية وأكشن، لكنها استمرت من حين لآخر في الاستعانة بجون ابراهام في أفلام مثل Paap الجريء هو أيضا، و بممثلات جديدات و من ذوات الأصول غير الهندية، لكي تتمكن من استخدامهن في المشاهد الساخنة، في أفلام مثل:  Rog، Holiday، Dhokha، Kajraare، Cabaret.

والغريب أن أحد أجمل أفلام بوجا كمنتجة هو فيلم موسيقي بامتياز، وهو فيلم عائلي جدا، عن أستاذ موسيقى يغار من طالبته التي تتفوق عليه ويسرق أغنيتها، عنوانه: Sur تم إنتاجه سنة 2002 ومن إخراج Tanuja Chandra.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ العدد: 5184/ 27 جانفي 2022


mercredi 26 janvier 2022

عن أغاني فيلم..Maan

 




يبدو أن الفيلم الهندي
Maan
المنتج سنة 1999، مختص في اقتباس و سرقة الأغاني العربية و الإيطالية.
أغنية المطرب الجزائري الراحل دحمان الحراشي "يا الرايح"، التي أعاداها المطرب الجزائري المغترب رشيد طه في التسعينات، تمت إعادتها في هذا الفيلم من طرف المطربين الهنديين:
Udit Narayan + Kavita Krishnamurthy
بعنوان:
Kaali Naagin Ke Jaisi
و رقص في الاستعراض بطل الفيلم عامر خان و ضيفة الشرف راني موخرجي، الأغنية بدون استعراض مقبولة، خاصة الصوت النسائي، لكن الاستعراض غير مناسب أبدا و قد كتبت رأيي فيه في مقالي بجريدة التيار السودانية.
و تمت أيضا سرقة أو اقتباس الأغنية الإيطالية الشهيرة
L'italiano
لمطربها
Toto Cutugno
و أصبح عنوانها:
Nasha Yeh Pyar Ka
غناها المطرب الهندي:
Udit Narayan
و رقص في الاستعراض عامر خان و بطلة الفيلم مانيشا كويرالا.
و نفس ما قيل عن أغنية يا الرايح، يقال هنا أيضا، كصوت، الأغنية جميلة و مقبولة، لكن تصويرها غير مناسب أبدا لروحها الإيطالية.

lundi 24 janvier 2022

فيلم "83" يحقق إيرادات مخيبة للمتوقع

 




منذ صدوره في  23 ديسمبر 2021، حقق الفيلم الهندي البوليودي "83" إيرادات قليلة و عكس المتوقع منه، و لم يلقى الاهتمام و الرضا المنتظرين من الجمهور، سواء في دور العرض السينمائية أو على المنصات الإلكترونية.

الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية للفريق الوطني الهندي للكريكيت، من بطولة رانفير سينغ و زوجته ديبيكا باديكون، القصة و الإخراج لـ Kabir Khan، و الإنتاج لديبيكا باديكون مع المخرج نفسه و منتجين آخرين.

ميزانية الفيلم كانت ضخمة جدا (2600 مليون روبية هندية)، أي حوالي 40 مليون دولار، لذلك مهما كانت المداخيل الحالية، فهي لا تعتبر شيئا كبيرا مقارنة بما تم صرفه على هذا الإنتاج البوليودي الضخم، و مقارنة بالترويج الذي تم تسخيره للفيلم و أغانيه التي صدرت قبله بأسابيع على اليوتيوب و مواقع النت.

كما أن أفلام السيرة الذاتية و الأفلام التاريخية، فيها نوع من المغامرة، حيث توضع أحيانا في ميزان المقارنة بين الواقع الحقيقي للشخصيات و بين ما تم عرضه، خاصة و أن لعبة الكريكيت في الهند لديها شبه قدسية و تعظيم كبير من الشعب الهندي، و عرض قصة حقيقية لبطولات الفريق الهندي، يجب التعامل معها بحذر، و هذا فعلا ما حدث من رد فعل مخيب للآمال من طرف الجمهور الهندي.

و حسب بعض المواقع الهندية، حتى في دور العرض الأجنبية، لم يحقق الفيلم الإيرادات المنتظرة رغم جودته، و رغم المستوى المعروف به مخرجه كبير خان، و فريق العمل من الممثلين، الذي يضم أهم ثنائي حالي من نجوم الهند، رانفير و زوجته ديبيكا.

و قد كان للفيلم مشاركة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قبل صدوره الرسمي بدور العرض الهندية و على المنصات الإلكترونية.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ صفحة السينما الهندية/ العدد: 6259/ 23 جانفي 2022


عندما ترتدي الأغاني العربية الساري الهندي










 صناع الفن في الهند عموما، و في بوليود خاصة، معروفون باقتباس الألحان من أغاني عالمية و عربية، و أحيانا يتم اقتباس قصص الأفلام أيضا، لكن مع إضافة ما يناسبها من توابل هندية تجعل العمل المقتبس يبدو كأنه هندي خالص.

أحيانا يوفق الهنود في هذا الاقتباس، سواء في الأغاني أو الأفلام، لكن  أحيانا لا تنجح عملية تحويل العمل إلى هندي ناجح، مثلا في الأغاني، أغنية داليدا الشهيرة "سالمة يا سلامة" غنتها Alisha Chinoy مع Anand Raj Anand سنة 2004 في فيلم Plan و تحت عنوان: Pyaar Aaya، و كانت البطولة فيه لسانجاي دوت، و بريانكا شوبرا التي رقصت في استعراض الأغنية، بلباس كثير العري، و في بلاتوه يشبه الملهى الليلي، مما أدى لتشويه الأغنية التي ارتبطت في أذهان الجمهور بالحب و الحنين للوطن و الحبيب، و ارتبطت بصوت داليدا أكثر من أي صوت آخر، رغم أن الأغنية الأصيلة للمصري سيد درويش.

أغنية أخرى يمكننا اعتبار بوليود قامت بتشويهها، لأنها لم تصنع لها استعراضا يتوافق مع الكلمات الأصلية للأغنية التي تحمل شجنا كبيرا يتعلق بالهجرة و الاغتراب، و آلام الفرد المغترب الذي يحن لوطنه، هي أغنية "يا الرايح" للجزائري دحمان الحراشي، و اشتهرت في تلك السنوات لما أعاد غنائها رشيد طه في فرنسا.

الأغنية تم اقتباسها سنة 1999 تحت عنوان: Kali Nagin Ke Jaisi، في فيلم Maan، و كانت البطولة فيه لعامر خان و مانيشا كويرالا، لكن في الاستعراض شاركت راني موخرجي كضيفة شرف مع عامر خان، و في هذه الأغنية أيضا، كان الديكور كملهى ليلي، مع رقصات بوليودية غير مناسبة للأغنية، مع أن الممثلين هما من أكثر نجوم بوليود موهبة و رومانسية، كان يمكن جعل الأغنية رومانسية جدا و مؤثرة خاصة مع وجود راني موخرجي.

و مع ذلك، ذكاء الملحنين الهنود يجعلهم ينجحون في الاقتباس أحيانا، خاصة مع وجود ظاهرة الثنائيات في التأليف الموسيقي التي تكون مكونة من أخوين في الغالب أو صديقين، مع ضرورة توافق الاستعراض الراقص مع الأغنية الأصلية و طبيعة لحنها و كلماتها.

مثلا: أغنية عمرو دياب حبيبي يا نور العين، تمت إعادتها سنة 2001 في فيلم: Style تحت عنوان: Mohabbat Ho Na Jaye، و كانت أجواء الاستعراض مناسبة جدا للحن و لموضوع الأغنية الأصلية، مع وجود مجموعة من النجوم الشباب، و جو البحر و الرقص.

أغنية عطشانة لنجوى كرم، تمت إعادتها سنة 2000 تحت عنوان: Aksar Is Duniya Mein من فيلم Dhadkan، و رقصت في الاستعراض الممثلة ماهيما تشودري، و كان من نوع الاستعراضات التي تستمر مع سير أحداث الفيلم في نفس الوقت، فجاء معبرا جدا و مؤثرا مع قصة الفيلم التي تحكي عن معاناة زوجة حائرة بين زوجها الغني و عودة حبيبها الفقير لحياتها.

أغنية يا غالي لفرقة غيثارا، تمت إعادتها بطريقة صوفية شيعية مع إيقاع راقص، بعنوان: يا علي، من فيلم Gangster سنة 2006.

الأمثلة كثيرة من الأغاني المقتبسة، ولا يمكن حصرها و ذكرها كلها في مقال واحد، لذلك ارتأيت التوقف عند أكثر أغنتين يرى الجمهور بأن بوليود قامت بتشويههما.

لذلك، من الأولى للهنود، الغرق في محليتهم، لأنها أساس نجاحهم، سواء من حيث الأغاني أو قصص الأفلام، و التاريخ السينمائي و الغنائي للهند أثبت بأنهم وصلوا للعالم عبر قصصهم المحلية و ألحانهم الهندية الحقيقية، و ليس بالتقليد.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ صفحة السينما الهندية/ العدد: 6259/ 23 جانفي 2022

فيلم Bebbles..الهند المنسية تفشل في الوصول للأوسكار

 













كان فيلم "حصى" أو  Koozhangal  بالتاميلية، مرشحا في القائمة الطويلة لأوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2022، لكن لم يتم اختياره في القائمة النهائية.

هو فيلم غارق في المحلية الهندية التاميلية، مدته تقريبا ساعة و 13 دقيقة، فيلم صادم جدا، مغاير لكل ما يعتقده الناس عن السينما الهندية، تم تصويره بالمناطق الصحراوية في عمق التاميل المنسية، في صحراء حجرية قاحلة جدا، وسط أجواء حارة جدا، كان صعبة حتى على فريق العمل خلال التصوير.

الفيلم كأنه وثائقي أو تسجيلي، فيه كلام قليل بين الممثلين، حوارات تلقائية كأن أغلب الممثلين من أبناء الشعب العادي، و ليسوا ممثلين محترفين، و فعلا، حتى أبطال الفيلم، ليسوا من نجوم الصف الأول في سينما التاميل الهندية، المعروفة بتقليدها كثيرا لبوليود، مع أنها بدأت تتميز قليلا في السنوات الأخيرة، و ترفع عنها عباءة بوليود و سيطرتها، من خلال أفلام غير نمطية و مختلفة، مثل هذا الفيلم، الذي كان حتى بدون موسيقى تصويرية، فقط صوت الصمت و صدى الصحراء الواسعة المخيفة، و صوت وقع الأقدام الحافية لأبناء القرى التاميلية الفقيرة، التي تسير على الحصى الساخن وسط صحراء لا ترحم.

اللقطة الأولى التي بدأ بها الفيلم، كانت كأنها صورة ثابتة و صامتة، بينما هي في الواقع  صورة لعش طير ثابت على غصن شجرة، ينتظر وصول الأم لعش أبنائها.

كان مشهدا صامتا جدا، و استمر الصمت في الفيلم، تخللته بعض الحوارات و الشجارات باللهجة التاميلية، بين ممثلين داكني البشرة، رجالا و نساءا و أطفالا، يمثلون طبقة مهمشة جدا من التاميل الهندي المنسي، لا نراها في أغلب أفلام بوليود.

البيئة في الفيلم قاسية جدا، يعاني السكان من شح المياه و ندرتها،  عدم توفر النقل، و أبسط متطلبات و ضروريات الحياة،  و الزمن شبه مفقود في تلك القرى، أو كأن الزمن توقف، حياة بدائية جدا يعانيها سكان جنوب الهند، بعضهم يصطادون الفئران لأكلها، هم لا يمثلون كل الهند، لكنهم جزء من التنوع و التناقض الهندي المعروف في كل شيء، الطبقية و الأديان و العرقيات و العادات و التقاليد.......

أراد مخرج الفيلم P. S. Vinothraj المنتج سنة 2021، أن يكون فيلمه مستوحى من قصة حقيقية، كتبها بنفسه، أراد له أن يكون مختلفا جدا لدرجة التطرف و صادما، و نفس ما قلته عن الفيلم الهندي (من المالايالام) المرشح السنة الماضية لأوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2021، هو نفس ما أقوله تقريبا عن هذا الفيلم التاميلي أيضا،  لأنه كسر كل القواعد النمطية للسينما الهندية، و تمرد على كل التوابل الهندية المستخدمة في أغلب الأفلام المعتادة، و مع ذلك فشل في الوصول للقائمة النهائية لأوسكار أحسن فيلم ناطق بلغة غير إنجليزية لسنة 2022.

التصوير في الفيلم أيضا كان مغايرا، حيث و كما ذكرت، كانت اللقطة الأولى شبه ثابتة لعش طائر، و كانت كثير من المشاهد مصورة بالكاميرا الجوية أو العلوية، ليعيش المشاهد جو الصحراء الشاسعة التي تبدو كأنها بدون نهاية و بدون حدود، بينما لجأ المخرج للقطات الكلوز آب و لقطات من زاوية منخفضة للشخصية الشريرة في القصة، الأب السكير المتعجرف، و هي لقطات تركز على ملامح وجهه المخيف و مناسبة لشخصيته المكروهة في الفيلم.

كما استعمل المخرج أحيانا طريقة التصوير بالكاميرا المتحركة مع حركة جسم الممثلين، خاصة لما يلاحق الطفل المسكين والده في الصحراء الخالية، لزيادة التوتر و شعور الممثل بمعاناة الطفل الحافي في الصحراء الحارة.

ملخص حكاية الفيلم هو أب سكير مهمل لعائلته يخرج ابنه من المدرسة البعيدة عن قريته عنوة، و يعيده للمنزل، مهددا له بالضرب و بتطليق أمه، و ما يحدث بين طريق العودة من المدرسة إلى المنزل، هي أحداث الفيلم، هو فيلم عن حقوق الطفل و المرأة المهضومة في عمق التاميل الهندي، يتكرر تعرض الطفل للإهانة و الضرب خلال القصة، هو طفل قليل الكلام، لكن ملامح وجهه معبرة، و شخصيته قوية و يرمز للأمل في الفيلم، حيث و بعد أن أضاع لعبة أخته الصغيرة التي كان سوف يهديها لها (كلب بلاستيكي صغير و قديم)، بسبب ضرب والده له وسط الأشواك و الحصى خلال سيرهما، يلتقي في آخر الفيلم بجرو جميل ضائع، فيأخذه لأخته الصغيرة كتعويض عن هديتها الضائعة.

ينتهي الفيلم بلعب الطفل و أخته مع الجرو الجميل، بينما تقف أمهما في طابور مع نساء كثيرات لملئ قِرَب الماء من بركة صغيرة فيها بعض الماء الضحل، و هو مصدر الماء الوحيد في القرية، بينما يستمر الأب السكير في جلوسه بالمنزل، منتظرا زوجته.

نهاية الفيلم، مزيج بين أمل موجود، و معاناة مستمرة.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ صفحة السينما الهندية/ العدد: 6259/ 23 جانفي 2022


jeudi 20 janvier 2022

الخيانة الزوجية في أفلام بوليود

 




















هي واحدة من أهم ثوابت صناعة الأفلام الهندية في مومباي، قدسية الزوجة و الأم، و مكانتها الكبيرة في كل قصص الأفلام الهندية على مدى أكثر من مئة سنة من عمر السينما في الهند.

قدسية العلاقة الزوجية و الأم و الوطن و الدين، هي من الثوابت الراسخة في السينما الهندية، و التي لا تكسر إلا نادرا، و إن حدث و حصل ذلك، سوف يكون مصير الفيلم الفشل أو يكون الفيلم نفسه سببا في انتقادات الصحافة، أو حتى احتجاجات و أعمال شغب لو تعلق الأمر بثوابت دينية.

هي تابوهات لا يجب تغيير صورتها النمطية إلا من طرف مخرج جرىء و منتج مغامر.

ثوابت بوليود تحدثت عنها في مقال سابق، لكني هنا، سوف أتعرض لبعض الأفلام الهندية التي كرست مفهوم قدسية الزوجة و الأم و رفضت صورة الزوجة الخائنة.

لا يمكن حصر جميع الأفلام التي طرحت هذه القضية في مقال واحد، فالهند بكل سينماتها المختلفة (بوليود و سينمات الجنوب الأخرى) تنتج سنويا حسب ما يقال ما يقارب أو يزيد عن ألف فيلم، و هي سينما عمرها يفوق المئة سنة، منذ ظهور السينما الصامتة لغاية يومنا هذا.

لذلك، سوف أتعرض هنا لبعض الأفلام البوليودية المعروفة و التي تم إنتاجها في فترات متقاربة حول نفس القضية.

- فيلم Fareb : تم إنتاجه سنة 2005، غير معروف كثيرا مثل الأفلام التي نجحت في تلك الفترة، من إخراج Deepak Tijori  و بطولة الأختين شيلبا شيتي و شاميتا شيتي، و Manoj Bajpai، شيلبا تلعب دور الزوجة الوفية التي تقتل الزوجة الخائنة (شاميتا)، و في النهاية تنجو البطلة بفعلتها و تستمر في الحياة بصفة عادية، رغم قتلها لعشيقة زوجها، و هي نتيجة واضحة و تحصيل حاصل لنظرة بوليود النمطية المقدسة للعلاقة الزوجية و للزوجة خاصة.

تم إسناد دور الزوجة الخائنة للممثلة شاميتا شيتي لأنها و للأسف منذ بدايتها تم حصرها في دور الفتاة الدلوعة أو المرأة اللعوب، التي تلبس لباسا متحررا و تحاول إغراء الجميع، و هو أمر قضى على مشوارها الفني، و جعلها أقل حظا من أختها الكبرى شيلبا التي كانت من نجوم الصف الأول في بوليود لسنوات.

- فيلم Bewafaa : المنتج سنة 2005 أيضا، كان لافتا لنظر جمهور بوليود أكثر من سابقه، من إخراج Dharmesh Darshan الذي شارك في كتابة القصة، و من إنتاج المنتج المعروف بوني كابور، أخ بطل الفيلم أنيل كابور، و شاركته البطولة ملكة جمال الكون لسنة 1994 سوشميتا سن و أكشاي كومار، و كارينا كابور التي كانت في بداياتها، لكنها أتقنت دور الخالة التي تصبح زوجة الأب، بعد زواجها من أرمل أختها المتوفاة.

في الفيلم، كارينا كانت حبيبة أكشاي، لكن وفاة أختها (سوشميتا) بعد إنجابها لبنتين توأمين، جعلها تجبر على الارتباط بزوج أختها لتربية البنتين.

يغيب حبيبها بعد هذا الزواج، لكنه يعود بعد سنوات مصرا على استعادة حبه المسروق منه، لكنها (كارينا) تقول له عبارة هي ملخص الفيلم، و هي خلاصة رأي صناع السينما في الهند اتجاه الخيانة الزوجية: "المرأة ممكن تكون خائنة، لكن الأم لا يمكن أبدا أن تخون".

و هي نفس الخلاصة التي تنتهي بها إحدى قصص فيلم:

- Life in a... Metro و هو فيلم يشبه الأنطولوجيا، حيث يجمع عديد القصص في فيلم واحد، أبطاله شخصيات منفصلة و متصلة مع بعضها في نفس الوقت، بطريقة مباشرة و غير مباشرة أحيانا، من بين تلك القصص، قصة بطلتها شيلبا شيتي الزوجة و الأم البائسة التي تعاني من إهمال زوجها ( الممثل Kay Kay Menon) و خيانته لها مع عشيقته (الممثلة كانغانا راينوت)، فتتعرف شيلبا بالصدفة على رجل (الممثل Shiney Ahuja) تجد عنده الحب المفقود في حياتها، و تقرر الهروب معه و ترك منزلها و زوجها، لكنها تتراجع في الأخير، كموقف صريح و واضح يرفض أن تكون الأم و الزوجة خائنة.

الفيلم تم إنتاجه سنة 2007، من إخراج السينمائي المعروف: Anurag Basu  و هو نفسه الذي كتب القصة و السيناريو.

- فيلم Jurm : هو فيلم جريمة و إثارة و غموض، حبكته تعتمد على مفاجأة المشاهد بما هو غير متوقع، تم إنتاجه سنة 2005، من إخراج: Vikram Bhatt ، الفيلم نجح قليلا جماهيريا و لفت الانتباه لبطلته لارا دوتا التي كانت في بداياتها، بعد انتخابها كملكة جمال الكون سنة 2000، و هي التي لعبت دور الزوجة الخائنة  لزوجها الطيب (الممثل بوبي ديول)، و التي تكون نهايتها سيئة جدا، السجن بتهمة قتل لم ترتكبها.

لا تزال بوليود في مجمل أفلامها محافظة على هذه النظرة للخيانة الزوجية، رغم جرأة القليل من السينمائيين على خوض تجارب مختلفة، لعل أشهرها عند الجمهور هي ما فعله كاران جوهر سنة 2006 في فيلمه الشهير Kabhi Alvida Naa Kehna الذي قدم فيه الخيانة الزوجية بطريقة مختلفة تماما، محاولا إيجاد المبررات الواقعية الإجتماعية و النفسية لما فعله أبطال الفيلم، و هو ما جعله عرضة للكثير من الانتقادات من الجمهور و الصحافة الفنية في الهند، و مع ذلك نجح الفيلم، و يعتبر بصمة واضحة في تاريخ بوليود.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ 20 جانفي 2022/ العدد: 5178