هو ملحمة هندية
أخرى تم إنتاجها سنة 2019، ملحمة تاريخية مطعمة بإضافات بوليودية هندوسية، تتحدث
عن معركة Panipat بين الهندوس و الأفغان، أخرجها Ashutosh Gowariker صاحب الفيلم الملحمي
التاريخي الشهير جـودا أكـبــر.
تمت كتابة
القصة من طرف خمسة كتاب، و لم تكن مصاريف الإنتاج بسيطة مقارنة بإيرادات الفيلم
المتواضعة.
الفيلم بطولة
أرجون كابور و كريتي سانون، أرجون نجم من آل كابور، لا يزال يبحث عن مكان كبير له
رغم كل الدعم المقدم له، و لا أراه موفقا جدا في لعب شخصية البطل المحارب، و لا
يزال لحد الآن رانفير سينغ هو أنسب ممثل هندي لمثل هذه الأدوار، كريتي سانون مثل
أغلب بنات جيلها، لم يستطعن تعويض مكان النجمات الكبيرات اللواتي عرفتهن بوليود، و
لا تزال بوليود تعاني من أزمة وجود نجمات جديدات حقيقيات.
الممثل
موهنيش باهل، كان مناسبا و موفقا في لعب دور السلطان الهندوسي، و شارك في البطولة
أيضا الممثل المخضرم و نجم بوليود المثير للجدل و للمشاكل، سانجاي دوت، بملامحه
القاسية الجادة و نظرته الغاضبة دائما، تم إسناد دور الشرير له، لعب دور السلطان
الأفغاني أحمد شاه عبد اللي، و هو أمر معروف في بوليود كما في هوليود، أدوار الشر أحيانا
في الأفلام الملحمية يتم إعطاؤها لممثلين ملامحهم نموذجية كأننا في رسوم متحركة،
طبعا مع بعض الإضافات المساعدة (الماكياج و اللباس).
في الفيلم
أيضا ضيفة شرف، هي الممثلة الهندية الكبيرة و رمز الإغراء في السبعينات، زينات
آمان، حيث لعبت دور الملكة سكينة بيغوم.
في هذه
الملحمة السينمائية، لم يكن حظ مخرجها Ashutosh Gowariker مثل حظ أفلامه الأخرى
(خاصة جودا أكبر) أو مثل حظ زملائه الذي أخرجوا أفلاما ملحمية هندية ناجحة، خاصة
سانجاي ليلا بهنسالي، الذي يملك خبرة و
رؤية متميزة في هذا النوع من الأفلام، مثل: باجيراو ماستاني، بادمافاتي.
الفيلم في
مجمله يبدو كأنه محاكاة فاشلة لهذه الأفلام الثلاث، الموسيقى التصويرية كانت غير
واضحة جيدا و غير مميزة و كأنها مقتبسة من تلك الأفلام فبدت مثل إنسان بدون شخصية.
تقنية
الغرافيك و صناعة المدن و القلاع و المشاهد الخارجية بالكمبيوتر لم تكن موفقة
كثيرا في هذا الفيلم، و المعارك و الأكشن كانت لا بأس بها مقارنة بالمستوى الهندي
في هذا المجال، بينما الديكور و اللباس كانا كعادة بوليود، مبهرين و مناسبين لتلك
الفترة الزمنية من تاريخ الهند (القرن 18).
ضم الفيلم 3
استعراضات فقط، كانت مدمجة بذكاء وسط أحداث الفيلم، لكنها أيضا تقليد شبه مباشر
لاستعراضات أخرى شاهدناها في الأفلام الثلاث التي حاول الفيلم تقليدها (جودا أكبر،
باجيراو ماستاني، بادمافاتي).
المخرج Ashutosh Gowariker معروف أيضا بأفلام
أخرى اشتهرت لدى الجمهور المتابع لبوليود مثل: Mohenjo Daro الشبيه بقصة فيلم Pompei
قليلا، What's Your Raashee?الذي لعبت فيه بريانكا شوبرا 12 شخصية، Lagaan
المرشح للقائمة النهائية لأوسكار أحسن فيلم أجنبي سنة 2001، و فيلم شاروخان الشهير
Swades.
عدم نجاح
فيلم Pnipat لا يعني أنه
لا يرقى لمستوى الأفلام البوليودية الكبيرة، لكن ربما فريق العمل و طريقة إنجاز الفيلم
هي التي جعلت حظه متواضعا، و لم يستطع المخرج إعادة تجربته الناجحة جدا في جودا
أكبر، ففشل في محاكاة نفسه و تقليد زميله سانجاي ليلا بهنسالي.
و مثل أغلب
الأفلام التاريخية الهندية، خاصة التي يكون مضمونها هو الصراع الهندوسي الإسلامي،
أثار هذا الفيلم خلال عرضه احتجاجات الجمهور و بعض الشخصيات السياسية و الثقافية
المعروفة في الهند، بسبب بعض تفاصيله التي تبرز إحدى شخصيات الفيلم الهندوسية في
صورة الخائن المنسحب، مما اعتبره المعارضون بمثابة إساءة كبيرة لمقاطعتهم في تلك
الفترة.