jeudi 12 mai 2022

36 FarmHouse محاكاة مبعثرة

 















من عنوان المقال، أستطيع إبداء رأيي الصريح مباشرة في هذا الفيلم، حيث الأفيش الخاص به أقوى من الفيلم نفسه، صورة الأفيش مبهرة، وتنبئ بفيلم مميز، وحكاية مشوقة فيها غموض وشخصيات مختلفة، وقصص متداخلة فيما بينها، وهذا فعلا ما حاول صناع الفيلم عمله، لكني كمشاهد، شعرت بإحباط من الفيلم، ربما سقف توقعاتي اتجاهه كان أكبر مما تضمنه الفيلم.

من أفيش الفيلم، وقصته، يبدو أنه محاكاة لفيلمين معروفين بهوليود، ولأفلام أخرى، مثل Murder on the Orient Express، و Knives Out.

لكن، و كأنه فيلم صنع في فترة قصيرة، وباستعجال، مع أنه كان يمكن أن يصدر في حلة عالمية وينجح في محاكاته للنسخ الأمريكية التي حاول التشبه بها.

صدر الفيلم أول مرة في شهر يناير 2022، لكن قصته تتحدث عن سنوات جائحة كورونا في الهند، مع أن الوباء يمثل جزءا صغيرا من القصة، وليس هو المشكل الرئيسي في الحبكة، أغلب أحداث الفيلم تدور في منزل فخم بمرزعة لسيدة عجوز استقراطية، يتخاصم أبناؤها وأفراد عائلتها حول ميراثها ووصيتها حتى قبل وفاتها.

في الفيلم تفاصيل كثيرة، لكن جريمة القتل الواضحة، التي ارتكبها أحد أبطال الفيلم في البداية، أثرت على التشويق المنتظر من الفيلم، بينما نرى فيما بعد، قليلا من الغموض والتشويق، بسبب اختفاء جثة الضحية، ومع ذلك، هناك تذبذب وعدم تماسك القصة نفسها، وكأن كاتبها ومخرجها مشتتان بين صنع فيلم غرائبي بوليسي غامض، وبين تتبيله ببعض الكوميديا والرومانسية والموسيقى و الغناء، وهي بهارات إضافية كانت مسيئة للفيلم ومؤثرة سلبيا عليه، بينما كان الأفضل التركيز على زيادة وتيرة الغموض والغرائبية في القصة، بدءا من طبيعة الشخصيات، والديكور و الألوان،  وجو المزرعة بصفة عامة، وعدم السماح للمشاهد بتوقع الأحداث، حتى لا نشعر أننا أمام فيلم تابعناه من قبل.

لم يحتوي الفيلم على نجوم كبار أو معروفين، بإستثناء المخضرمين  Sanjay Mishra  و  Vijay Raaz، أصحاب الأدوار المساعدة في بوليود، و هما من الممثلين المتقدمين في السن، ممن لازالت بوليود بحاجة لهما، كلما تقدما في السن، إضافة إلى النجم الصاعد Amol Parashar، أما أكثر ممثلة تميزا شكلا و تمثيلا في هذا الفيلم، هي Madhuri Bhatia في دور العجوز الثرية صاحبة المزرعة المتنازع عليها، و مشكل الفيلم ليس في الممثلين، لأنه حتى أصحاب الأدوار الثانوية، كانوا مناسبين لأدوارهم، ولم يكن أداؤهم ضعيفا، المشكل كما ذكرت في أول المقال، هو فشل صناع الفيلم في إنجاز فيلم واضح المعالم، أو يمكن تصنيفه.

مخرج الفيلم هو Ram Ramesh Sharma، المعروف بعدد قليل من الأفلام في بوليود، بينما كاتب القصة ومنتجها هو السينمائي المعروف Subhash Ghai، رفقة شركات إنتاج أخرى، وهو صاحب التاريخ الفني الطويل، الذي ترك بصمات كبيرة في بوليود، بأفلام أصبحت تصنف ضمن أجمل أعمال الفترة الماضية، مثل: Taal، Pardes، Karz، Yaadein، Aitraaz، Kisna، ...........

لكن، يبدو أنه لم يكن موفقا كثيرا في فيلمه الأخير هذا، ربما كانت تنقصه لمسة نتفليكس أو إحدى منصات العرض الإلكترونية العالمية، لكي تقوم بتعديل التوابل الهندية التي لم يعرف صناع الفيلم كيفية توزيعها بمقدار مناسب، يحافظ على طبيعة الفيلم البوليسي الغامض.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 12 ماي 2022/ العدد: 5271


lundi 9 mai 2022

كيف توظّف روسيا الحسناوات لكسب العرب في الحرب ضد أوكرانيا؟

 







قد لا تكون معارك الأسلحة في الحرب الروسية - الأوكرانية الغربية هي الأشدّ مقارنةً بما شهده العالم الحديث من حروب، لكنّها قد تكون الحرب التي تشهد أشدّ الصراعات الثقافية والأخلاقية والإعلامية، ومحور ذلك هو الرأي العام الدولي.

ومن بين تجمّعات الرأي العام الدولي، ينال الرأي العام العربي اهتماماً من المتصارعين، ويسعى كلاهما لكسبه إلى صفه، سواء بالتدخل المباشر لدى الحكومات، أو غير المباشر عبر وسائل الإعلام المتعددة، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، التي تمتلك أهمها الولايات المتحدة.

وفي مواجهة ذلك تسعى موسكو لتكوين رأي عام دولي مؤيد لها، عبر ترويج سرديتها عن الحرب، وفي حالة الجمهور العربي، تحديداً على منصة تويتر، لجأت موسكو إلى أساليب دعائية، على رأسها توظيف حسابات غير موثوقة تستخدم الجمال الأنثوي لجذب المتابعين، سواء على تويتر أو لتوجيههم إلى قنوات اتصال عبر تيليجرام تحديداً، ويظهر أنّ بعض هذه الحسابات يستخدم صوراً لفنانات وممثلات ونجمات معروفات.

الحسناوات الروس

وعقب بدء الحرب في أوكرانيا، في 24 شباط (فبراير) الماضي، ظهرت تباعاً على منصة تويتر حسابات تنشر أخبار العمليات العسكرية الروسية، وتدافع عن شرعية الحرب، باللغة العربية، وكان اللافت أنّ غالبيتها بأسماء فتيات، سواء بالعربية أو الإنجليزية أو الروسية، ويعرفن عن أنفسهن كمراسلات حربيات وإعلاميات روسيات.

ولم تكن الصور لإعلاميات معروفات عن طريق وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالعربية، بل هي لفتيات هنّ أقرب إلى عارضات الأزياء، وفتيات ذات جمال جرى تصويره ليكون عنصر جذب وإثارة لفئات محددة من القراء.

وما يثير الشبهات حول هذه الحسابات عدة ملاحظات، أولها؛ أنّ أغلبها أُنشئ في وقت اندلاع الحرب وفي الشهرين التاليين لها، والثانية أنّها تنشر المحتوى نفسه تقريباً، والثالثة أنّها فعّالة في النشر على مدار اليوم، بمعنى أنّ من يديرها مُتفرغ لهذه المهمة، والرابعة غياب حسابات بأسماء وصور رجال تقدّم المحتوى الروسي نفسه بالعربية.

ومن بين هذه المجموعة النسائية توجد عدة حسابات لفتيات يحملن الخصائص الجمالية نفسها، ويُعرفن عن أنفسهن بأنّهن صحفيات وناشطات شيشانيات، ويروّجن لأخبار الحرب الروسية مع التركيز على الدور الشيشاني، وتوظيف المظاهر الدينية الإسلامية من حجاب ومصطلحات، مثل الجهاد، مع مدح الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، بصفته خادم القرآن الكريم.

لماذا الحسناوات؟

وعن سبب توظيف عناصر الجذب الأنثوية في الترويج للسردية الروسية عن الحرب، يرى الصحفي والإعلامي اللبناني، ربيع ياسين؛ أنّ "استخدام النساء ليس جديداً على الحياة السياسية والاجتماعية والتجارية، وقبل مواقع التواصل الاجتماعي لاحظنا استخدام للنساء في قضايا عدة؛ لأنّ المرأة تشكل في العالم والمنطقة العربية تحديداً نقطة جذب، بالتالي، تُستغل أجساد النساء للترويج".

وقال لـ "حفريات": "مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، لا شكّ في أنّ توظيف المرأة لعب دوراً كبيراً في الصراعات بين الدول، ونلاحظ جهات سياسية وعسكرية ومخابراتية تعمل ما تسمى بالحسابات المزيفة، التي تستخدم صور نساء جذابات، لأغراض سياسية وثقافية، وحتى للتجسس".

وحول قضية الحسابات المزيفة لمن يُعرّفن عن أنفسهن كإعلاميات روسيا، أفاد ياسين: "كلّ الوسائل تستعمل في الحرب، لترويج الأفكار، وغير مستبعد أن تكون هذه الحسابات تُدار من قبل جهات رسمية واستخباراتية روسية، فالحرب كان يهيَّئ لها منذ مدة طويلة".

ولفت الصحفي اللبناني إلى أنّ "من يستخدم منصات السوشيال ميديا للترويج لقضية ما، يكون على دراية بأيديولوجية وفكر ونفسية المواطن العربي، ومن المعروف أنّ فئات واسعة من المواطنين العرب تنجذب للمرأة الجميلة، وهذا يسهل الترويج لقضية ما عبر استغلال ذلك، خصوصاً بين فئة الشباب".

ومن جانبه، علّق الكاتب الجزائري، جمال الدين بوزيان: "مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لاحظنا انتشاراً لافتاً وغير طبيعي لحسابات على السوشيال ميديا، خاصّة على موقع تويتر، لفتيات جميلات أغلبهن شقراوات، يقدمن أنفسهن على أنهن صحفيات ومراسلات حربيات أو ناشطات إعلاميات، مع صور حقيقية أو وهمية للبروفايل".

وفي تصريح لـ "حفريات"، قال إنّ "صور البروفايل في حدّ ذاتها يمكن اعتبارها مصدر جذب أوليّ لأيّ متابع، بعضهن يقدّمن أنفسهن على أنهن روسيات أو أوكرانيات، وأحياناً شيشانيات، مع صورة بروفايل للوجه، بشعر أشقر وعيون ملونة، وبعضهن فضّلن نشر صورة بروفايل بالحجاب، مع مقاييس الجمال نفسها، والمحتوى يتأرجح بين الترويج للجانب الروسي أو الأوكراني ودعمه (بحسب الانتماء)، وبين عزف على الوتر العربي الإسلامي ولبس عباءة مناصرة القضية الفلسطينية والقضايا العربية عامة".

وبحسب تقييم المدون والناقد الفني الجزائري: "لو كن فعلاً مراسلات أو صحفيات، فهنّ صحفيات بمقاييس "الفاشينيستات"، فهنّ يقدمن محتوى سياسياً إخبارياً غير حيادي، مع استخدام الجمال كعنصر تأثير وجذب، بعضهن ينشرن صورهنّ ويغيرنها من حين لآخر، وفي وضعيات تليق بعارضات الأزياء، وليس بمراسلات حربيات، المفروض أنّهن ناشطات في ميدان خطير ومتعب، ولا وقت لديهنّ للتبرج والأناقة وأخذ الصور واستعمال الفلاتر على تلك الصور، بل حتى أنّ بعضهنّ ينشرن صوراً تصلح للإغراء".

ملامسة الوتر العربي

وتنقسم المواقف العربية غير الرسمية من الحرب الروسية على أوكرانيا، وهي في مجملها لا تنبع من واقع الغزو الروسي لأوكرانيا، بقدر ما تتشكّل بناءً على السياق الأعم، الذي تتداخل فيه عناصر الموقف من روسيا لدى البعض بسبب دعمها لنظام بشار الأسد، والموقف من الولايات المتحدة بسبب غزوها السابق وتدخلاتها في دول عربية وإسلامية، وكذا القضية الفلسطينية، والتي ترتبط بالحرب بسبب تصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن إسرائيل واليهود.

وإلى جانب توظيف عنصر الجذب الأنثوي، تستغل حسابات تويتر المنسوبة لإعلاميات روسيا القضايا القريبة من العرب في الترويج لشرعية الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن تلك القضايا إدانة الهيمنة الأمريكية، وإبراز علاقة أوكرانيا بإسرائيل، وإبراز دعم روسيا لفلسطين.

وضمن الصراع على كسب التعاطف الإسلامي، استخدمت روسيا وأوكرانيا رجال الدين الإسلامي، سواء عبر مفتي موسكو والرئيس الشيشاني قديروف، ومفتي كييف والجمعيات الإسلامية التي ترتبط بالإخوان المسلمين في أوكرانيا وأوروبا. وانتقل هذا التنافس إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تبدو موسكو متقدمة فيه بالنسبة للجمهور العربي المسلم، عبر توظيف حسابات بصور فتيات محجبات، يتّسمن بجمال أخّاذ، وينتسبن إلى الشيشان للترويج للحرب، وإضافة مشروعية الجهاد الديني على المشاركة العسكرية للشيشان.

ومن جانبه، يرى الإعلامي اللبناني، ربيع ياسين؛ أنّ "الأغلبية العربية تؤيد القضية الأوكرانية، على اعتبار أنّ الروسيَّ معتدٍ، وبما أنّ العلاقات الروسية القوية بإيران وسوريا وما يُعرف بمحور الممانعة تثير غضباً عربياً على روسيا، لهذا تلجأ إلى تخفيف ذلك وكسب الدعم العربي الشعبي عبر توظيف مظاهر الدين الإسلامي، كما نرى في حسابات الفتيات المحجبات".

ولا يمكن الجزم بتبعية هذه الحسابات لجهة روسية رسمية، لكن هناك علامات تجعل نسبتها إلى روسيا بشكل عام ذات مصداقية، ومنها الخطّ الإعلامي المؤيد لروسيا، وأماكن هذه الحسابات التي تنطلق من موسكو، وتعريف الحسابات على أنّها لشخصيات روسية تعمل في وسائل إعلام معروفة.

وبحسب الناقد والكاتب، جمال الدين بوزيان، هناك ألف علامة استفهام تحوم حول هذه الحسابات الكثيرة، التي ظهرت فجأة، مع بداية الحرب؛ لأنّها "لمراسلات نساء، وليست لرجال، وهي، بحسب رأيي، حسابات غير بريئة، وتستخدم طريقة قديمة جداً ما تزال فعالة، وهي استغلال جمال الأنثى كعنصر جذب وتأثير".

وعلاوةً على ذلك؛ فقبيل اندلاع الحرب وبعدها جرى ترويج صور المجندات الروسيات والأوكرانيات، اللاتي يتمتعن بجمال أخّاذ على وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة تشبه ما تفعله إسرائيل من ترويج لصور مجنداتها، لكسب تعاطف فئات معينة من الشباب، عبر إثارة إعجابهم بما يرونه من صور.

ومن الملاحظ أنّ نسبة غير قليلة من تعليقات القرّاء على هذه الصور تتأثر آرائها تبعاً لذلك؛ فتظهر تعليقات مؤيدة لما يُنشر عن الجنديات فقط لجمالهن.

وفي شباط (فبراير) الماضي، بدأت الحرب الروسية  الأوكرانية، وترى موسكو أنّ حربها شرعية، وجاءت لمحاربة النازية الجديدة، وحماية السكان الناطقين بالروسية في إقليم الدونباس، وبعد شهرين من العمليات العسكرية لم تستطع موسكو دخول العاصمة الأوكرانية، كييف، واضطرت للانسحاب وتركيز عملياتها في شرق وجنوب البلاد.

- تقرير للكاتب و الصحفي المصري: حامد فتحي

تاريخ النشر أول مرة مرة: موقع حفريات/ 09 ماي 2022

https://hafryat.com/ar/blog/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%88%D8%B8%D9%91%D9%81-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%83%D8%B3%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B6%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%9F?fbclid=IwAR3Sgs3hy1Jjx2OfXftfCMcwpC2ZcvK-vtK7ZPY62kkgCNIOVN39J0rIMuk


المرأة في الإعلام

 

المرأة بصفة عامة، سواء في الإعلام كمقدمة أخبار أو في البرامج السياسية أو الفنية، أو في الإعلانات التجارية، أو في المسرح والدراما التلفزيونية والسينما، كانت وستبقى دائما مصدر جذب للمشاهد، حتى لو أنها في بعض الحالات لا تكون هي أساس الجذب، نجد أنها فكرة راسخة في ذهن منتج أو ممول المادة الإعلامية أو الفنية في الغالب، المرأة حسب اعتقادهم دائما تلعب دورا في نجاح و رواج تلك المادة، مع أن الواقع أثبت عكس ذلك أحيانا، و أوبرا وينفري هي أفضل مثال على ترجيح كفة الكفاءة قبل كفة جمال الوجه و الجسد.

و بالمقابل، تايرا بانكس، السوبر موديل العالمية السابقة، لما تقاعدت عن عرض الأزياء، تحولت لتقديم برنامج مستنسخ عن برنامج أوبرا وينفري، يعني كانت أوبرا هي الملهمة لها، و الحسناء السوداء قلدت الإعلامية المقتدرة التي بدأت من الصفر، من دون مال أو جمال.

في الإعلام العربي، أرى بأن صناع المواد الإعلامية و أصحاب القرار في المجال الصحفي و الفني، لازالوا يؤمنون بشدة بفكرة أن المرأة هي أساس نجاح منتجاتهم، منذ التسعينات، لغاية يومنا هذا، نرى مقدمات أخبار بمواصفات ملكات الجمال و عارضات الأزياء،  بقنوات عربية إخبارية شهيرة و مسيطرة، مما يؤكد لنا أن الصحفية متواضعة الجمال لا مكان لها كمقدمة أخبار رئيسية، ربما كمراسلة أو محررة لا تظهر أمام الكاميرا، لديها فرصة.

الإعلام الأمريكي حسب اعتقادي أيضا يسير على نهج العربي، أو العكس هو الصحيح، العربي الذي يقلد.

بينما بالقنوات الفرنسية العامة والإخبارية، لا نجد الجمال طاغي جدا عند مقدمات الأخبار و المذيعات، على الأقل في البرامج الجادة و السياسية أو الاقتصادية.

لكن بصفة عامة، جمال المرأة يستخدم دائما كعنصر جذب و ترويج، مثلا في قرعة كأس العالم والمسابقات الرياضية، تتم الاستعانة أحيانا بعارضات أزياء سابقات وممثلات وملكات جمال، للمشاركة في التقديم و تنشيط الحفل.

أما في البرامج الفنية، فالأمر مؤكد جدا، و الفكرة مكرسة أكثر من أي مجال أو نوعية برامج أخرى، وللأسف حتى في الفضائيات التي تقدم محتوى ديني، نجد أنه يتم استقطاب المذيعات الجميلات أكثر، مع فرق واحد، هو الحجاب.

تاريخ النشر أول مرة: 09 ماي 2022

https://www.facebook.com/jameleddine.bouziane/posts/10221386889157329


samedi 7 mai 2022

مسلسل دفـــا دفء جميل مع بعض التحفظ

 


































شاءت الظروف، أن يتم عرض المسلسل السوري دفا في الموسم الرمضاني الماضي (2022)، على قناة شوف دراما، على اليوتيوب فقط بشكل رسمي، بعد أن تعطل الإنتاج لمدة معتبرة، وبعد انسحاب بعض المشاركين فيه، وبعد أن كان بثه مبرمجا على الفضائيات أيضا، كما أنه مذكور ببعض المواقع على النت، العام الماضي، أن المسلسل مر بظروف ومشاكل خلال تصويره.

حاليا، بعد رمضان، قامت مواقع وصفحات أخرى بتداول حلقات المسلسل ومقاطع منه، وإعادة نشرها على النت، وتضاربت الآراء حوله، بين معجب ومنتقد، و لكنه لقي إقبالا معتبرا من المشاهدين.

العمل من إخراج سامي جنادي، وقصة بسام مخلوف، أما الإنتاج فهو للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.

شارك في بطولة مسلسل دفـــــا، نجوم كبار من الدراما السورية مثل محمد حداقي، نادين خوري، هيما إسماعيل، باسل حيدر، وعدد من النجوم الآخرين كضيوف شرف مثل: الليت مفتي، ريم عبد العزيز، زيناتي قدسية ........،  أما أساس قصة المسلسل، فهم مجموعة من الممثلين الشباب الواعدين: دانيال الخطيب، خالد شباط، غريس الأحمر، رامي الأحمر، أوس وفائي.

القصة بسيطة وجميلة، تذكرنا بالمسلسلات السورية التي نجحت وتابعناها بشغف، خلال فترة التسعينات وبداية الألفية، أغنية الجينريك جميلة وهادئة، وكذلك الموسيقى التصويرية، كانت من العناصر القوية في هذا العمل الدرامي المتواضع، وأحيانا كثيرة تمتزج هذه الخلفية الموسيقية وتتداخل مع بعض الأحداث التي تكون بدون كلام، أو يتم دمج هذه الموسيقى مع صوت الأديبة (تلعب دورها هيما إسماعيل) وهي تؤلف روايتها الجديدة، والتي تعتبر إسقاطا لما يحدث في المسلسل، وشخصياتها مستوحاة من حياتها الشخصية وحياة المحيطين بها.

العمل حسب رأيي، كان يتطلب جهدا أكبر، وتدقيقا أكثر في بعض التفاصيل، الخاصة بالممثلين والشخصيات نفسها، وفي السيناريو نفسه، و بعض أعمال العصابات في القصة كانت تحتاج لحبكة مقنعة أكثر، ولباس الممثلات وأزياؤهن كلها متشابهة، بدون مراعاة لطبيعة كل شخصية، وبيئتها ومستواها المادي والاجتماعي والتعليمي، مثلا البوت الطويل الذي فوق الركبة، من العادي أن تلبسه فتاة ليل أو فتاة منخرطة في عصابة، أما أن تلبسه طباخة، أو سيدة عادية من بيئة اجتماعية بسيطة، فهذا ما أعتبره تناقضا في معالم الشخصية التي أمامنا، كذلك هناك تفاصيل في القصة كان يمكن تجنبها وتعويضها بمشاهد أكثر إقناعا، مثل تجسس السيدة اللعوب (تلعب دورها نور الوزير)، كان يمكن في تلك المشاهد استخدام أجهزة تجسس حديثة، مادمنا في سنة 2022، لماذا تتكرر مشاهد تجسسها على شخصية زين (يعلب الدور محمد حسن) من وراء الباب، أو من فوق السلالم، أو خلف النافذة، خاصة وأن الشخصية التي تلعبها نور الوزير أتقنتها باحترافية، ومن المفروض أنها شخصية شريرة ولعوب، محتالة جدا وذكية.

شخصية جرير أيضا (يلعبها عدنان عبد الجليل) كان يمكن دراستها أكثر، واستخدامها لأبعد درجة فيما يفيد العمل، باعتباره مشردا ويعاني من اضطرابات نفسية، ويقول شعرا وحكما، صحيح أنه تم استخدامه في العمل ببعض المشاهد لإضفاء نوع من الرمزية والإسقاطات على ما يحدث في الحياة عامة، وفي أحداث المسلسل خاصة، لكن أحيانا، تدخله في المشاهد، أو محتوى حواراته، لا يكون موفقا فيها كثيرا، للدرجة المرجوة من شخصيته وتأثيرها في المشهد.

محمد حداقي ممثل كبير، وكان مقنعا في دوره، وأتقن لعب دور الرسام، الأب والزوج الذي يمر بأزمة منتصف العمر، ويمر بمراحل نفسية متغيرة من بداية المسلسل لنهايته، ولا شك في موهبته، كذلك كان بقية الشباب الأربعة، حاول كل واحد فيهم أن تكون لديه معالم شخصية واضحة ومستقلة، ولو أن عين المشاهد سوف تركز أكثر على الممثل خالد شباط، يبدو وكأنه يملك كاريزما أكثر من البقية، كما كانت واضحة الخلفية المسرحية للممثل دانيال الخطيب، لأنه مدرب مسرحي و صاحب محترف لتعليم التمثيل المسرحي.

و بالنسبة للتشويق في المسلسل، كان يمكن ضبط وتيرته، بعدم تسريع بعض الأحداث، والعكس مع مشاهد أخرى، مع مراعاة كيفية الانتقال من مشهد لآخر، خاصة لما يكون مكان المشهد مختلفا، وكان الأجدر أيضا مراعاة كيفية إنهاء كل حلقة، لأنه من المعتاد والمتعارف عليه، في الأعمال الدرامية العربية أو الغربية، أن تكون نهاية كل حلقة، مقنعة وفيها نوع من التشويق أو الحدث الطارئ أو المفاجئ، ليس بالضرورة تشويقا حادا أو عالي الجرعة، لكن على الأقل، لكي لا يشعر المشاهد أن المكلف بالمونتاج هو من قام بقص الحلقة.

كان يمكن للمسلسل أن يكون أكثر دفئا، لو تمت مراعاة هذه النقاط، ونقاط أخرى، بغض النظر لو كانت الميزانية المخصصة له كبيرة أو صغيرة، لأن شخصيات العمل الرئيسية خاصة شلة الأصدقاء الشباب والمحيطين بهم، كان بينهم انسجام كبير في التمثيل، رغم كل ما كتب عن المشاكل التي واجهها العمل لكي ينتهي، كان يمكن أن يكون بمثابة العودة الجميلة للدراما السورية البسيطة، ويخلق لدى المشاهد نوستالجيا دافئة، وحنين لتلك السنوات التي ازدهرت فيها الأعمال السورية المحلية.

تاريخ النشر أول مرة: موقع صوت العراق/ 07 ماي 2022

http://www.sotaliraq.com/2022/05/07/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%AF%D9%81%D9%80%D8%A7-%D8%AF%D9%81%D8%A1-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%81%D8%B8/