mercredi 22 décembre 2021

فيلم Mohabbatein..فائض من الرومانسية و الحب

 




























لو تم توزيع الرومانسية الطاغية في هذا الفيلم، و قصص الحب الموجودة فيه، لتمكن صناع السينما في بوليود من إنتاج خمسة أو ستة أفلام أخرى، حيث يتكون هذا الفيلم من خمس قصص حب في رواية واحدة.

البطولة جماعية، مع أن التركيز يبدو أكثر على شاروخان، أميتاب باتشان كان مبدعا في دور مدير المدرسة الداخلية المتعصب و المتشدد، أيشواريا راي كانت ضيفة شرف، تظهر من حين لآخر في خيال البطل (شاروخان)، لأنها أصلا متوفية منذ بداية الفيلم، هي رمز للحب الضائع، و الحب الهائم الذي لم يستطع الصمود في وجه التشدد لكنه لا يموت أبدا، هكذا أرادها صناع هذا الفيلم أن تبدو.

الفيلم رومانسي بامتياز، غارق في الرومانسية، لا شيء فيه سوى الحب و الغناء و الرقص، و الألم و الفراق.

الأكشن الوحيد الموجود فيه هو الصفعة القوية التي وجهتها الطالبة المتمردة و الجامحة (شاميتا شيتي) للطالب المغرور (عدي شوبرا) .

عدي شوبرا من بين أبطال الفيلم، لأن الإنتاج لوالده ياش شوبرا و الإخراج و التأليف لأخيه أديتيا شوبرا، و هم من العائلات الفنية المسيطرة على صناعة السينما في مومباي، و يعتبر فيلمهم هذا من أعظم ما قدموا في الرومانسية البوليودية.

و رغم الدعم الكبير لم ينجح كثيرا عدي شوبرا، و بقي يترنح بين أدوار بطولة غير ناجحة و أدوار البطولة المساعدة مثل سلسلة أفلام دووم.

شاميتا شيتي في هذا الفيلم كانت تبدو كأنها تسير على خطى كارينا كابور، و سوف تكون لها نفس فرصها، و نفس الصورة، لأنهما بدأتا تقريبا في نفس الفترة، و بدأتا بأدوار الفتاة المشاكسة الدلوعة و المتمردة، لكن يبدو أن كارينا كانت مدعومة أكثر لأنها من آل كابور.

لذلك حظ شاميتا لم يكن حتى مثل حظ أختها النجمة شيلبا شيتي التي كانت لفترة من نجمات الصف الأول.

ثنائي آخر في الفيلم، هما سوراج هنسراج، و كيم شارما، سوراج رغم وسامته الشديدة لم يكن محظوظا كثيرا في بوليود، حاليا هو شبه متوقف عن التمثيل، و كيم أيضا لم تكن محظوظة رغم ملامحها البريئة والرقيقة، تماما كما حدث مع بريتي جانجياني زميلتها في الفيلم، التي لم تستطع الثبات طويلا في بوليود رغم موهبتها و جمالها و إتقانها للرقص التقليدي الهندي، و بريتي في الفيلم كونت ثنائيا مع جيمي شارجيل، نجم هندي محظوظ قليلا مقارنة بالشباب الموجودين بهذا الفيلم، استمر أطول منهم، و حظي ببطولات في الكثير من الأفلام لفترة معتبرة، لكنه تحول لأدوار البطولة المساعدة حاليا و لعلب أدوار الشر، و هو اختيار كثير من الممثلين لما يصلون لعمر معين في بوليود، لضمان استمرارهم و لقلة عروض البطولة المطلقة بعد التقدم في السن، فليس كل النجوم تتم معاملتهم مثل الخانات الثلاث (شاروخان، سلمان، عامر).

الثنائي الأخير في الفيلم، هما ممثلان أكبر سنا، و قصة حبهما أكثر كوميدية من قصص الثنائيات الأخرى الموجودة في الفيلم، لعب الدور الممثل المخضرم أنوبام كير و Archana Puran Singh، وجودهما مع الممثلة هيلين أضفى بعض الفكاهة و المواقف الطريفة وسط كل تلك قصص الحب الحزينة.

أميتاب لم يكن وحده الشخصية المتعصبة و المتشددة في الفيلم، بل Amrish Puri أيضا لعب دورا مؤثرا جدا رغم مساحته الصغيرة، و رغم أنه ممثل كبير في الهند، لعب دور الأب الحزين على ابنه المتوفى في الجيش و الذي يرفض الاعتراف بفقدانه، فيبقي أرملة ابنه معه بالمنزل على أمل عودة ابنه في يوم ما، و هو عائق في طريق قصة حب الثنائي (Jimmy Sheirgill - Preeti Jhangiani ).

أما الثنائي (Uday Chopra - Shamita Shetty) فكان العائق في قصتهما هو اختلاف الطبقات الاجتماعية لكل واحد منهما، و الجموح و التمرد و الغرور بين الطرفين.

الثنائي (Jugal Hansraj - Kim Sharma) كان المشكل بينهما هو تحول الصداقة الطويلة لحب دون مصارحتهما لبعضهما البعض، و محاولة الفتاة لإرضاء شاب آخر لم يتقبلها كما هي.

أما الثنائي الذي يتكون من شاروخان (المعلم) و أيشواريا راي (ابنة المدير)، فهما رمز الحب في الفيلم، الحب الذي لم يكتمل بسبب تشدد اميتاب باتشان (مدير المدرسة)، و هو نفسه الشخص المتشدد الذي شكل عائقا مشتركا فيما بعد بين كل تلك الثنائيات (طلبة المدرسة)، بإستثناء الثنائي الفكاهي في الفيلم (Anupam Kher  - Archana Puran Singh) حيث كانت مشكلتهما في عدم تقدير الرجل لذاته و كبرياء المرأة التي يحبها.

في الأخير الحب هو الذي ينتصر، القصة معروفة جدا لدى المتابعين للأفلام الهندية، و الفيلم من أهم كلاسيكيات بوليود الرومانسية المنتجة مع بداية الألفية الجديدة سنة 2000.

أغانيه و موسيقاه أصبحت رمزا للحب و الفراق و الشجن، الألحان من إبداع الثنائي الموسيقي Jatin–Lalit، و الأغاني قام بأداها عدد من أهم نجوم البلاي باك في بوليود، أهمهم الأسطورة لاتا مانغشكار و Udit Narayan.

يحتوي الفيلم على 8 استعراضات، أداها الممثلون ببراعة، واحد من هذه الاستعراضات كان موسيقى بدون غناء، رقص فيه الطلبة كل ثنائي لوحده في مكان منفصل، رقص غربي، رقص هندي تقليدي، و رقص لاتيني، كان استعراضا مميزا، حيث تم المونتاج بطريقة مبدعة جدا حتى نهاية الاستعراض.

 يمكن اعتبار فيلم Mohabbatein رومانسية هندية افتتحت بها بوليود سنة 2000، و دخلت بها الألفية الجديدة، استكمالا للنجاح و التغيير الذي بدأته بوليود في التسعينات من القرن الماضي.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ 23 ديسمبر 2021/ العدد: 5154


jeudi 16 décembre 2021

فيلم جاليكاتو ... الجهل هو أخطر الوحوش

 













رشح فيلم Jallikattu  للقائمة الطويلة لأوسكار أحسن فيلم أجنبي سنة 2021، أو جائزة أحسن فيلم عالمي غير ناطق بالانجليزية كما يقال لها حاليا.

هو فيلم من سينمات الجنوب الهندي، من إقليم المالايالام بالتحديد، و هي سينما معروفة في الهند، ناطقة بلغة المالايالام و متمركزة أكثر في ولاية كيرالا و ولايات أخرى مجاورة. 

هي سينما شبيهة ببوليود، و ببقية سينمات الجنوب الهندي (التاميل، الكانادا، التولوغو، البنغال....)، و هي جميعا سينمات تطورت مع الوقت مثل بوليود تماما، و لم تعد مقتصرة على الأفلام الغنائية الاستعراضية، و أفضل خطوة قام بها صناع السينما في الجنوب الهندي هو الانتقال لأنواع سينمائية أخرى، و عدم حصر إنتاجاتهم في السينما الغنائية الراقصة فقط، لأن بوليود متميزة جدا و مبهرة كثيرا في الجانب الاستعراضي عالميا، و من الصعوبة منافستها في هذا الجانب، لذلك الميل نحو الإنتاجات الأخرى، يعطيهم فرصة أكثر لإثبات الذات أمام سينما مومباي.

الفيلم موضوع المقال اليوم، هو واحد من هذه الأفلام المختلفة، التي لا تحتوي على أي غناء أو رقص، و ربما هو مختلف لدرجة التطرف، تماما مثلما كان فيلم ريش المصري مختلفا جدا عن المعتاد و صادما لبعض المشاهدين و لبعض صناع الفن أنفسهم.

فيلم Jallikattu  منتج سنة 2019، و تم إخراجه من طرف Lijo Jose Pellissery ، و كانت كتابة قصته من طرف كاتبين هما: R Jayakumar  و S. Hareesh، و القصة في الأصل مقتبسة من كتاب بعنوان Maoist لـ S. Hareesh.

أبطال الفيلم الرئيسيين ليسوا من نجوم الصف الأول في المالايالام، و الفيلم مليء بالممثلين المساعدين و أصحاب الأدوار الثانوية و الكومبارس، لأن طبيعة القصة تتطلب عددا كبيرا من الكومبارس الذين لعبوا دور سكان القرية مكان أحداث الفيلم.

لذلك، الحوارات في الفيلم و بحكم طبيعة لهجة المالايالام السريعة، و بحكم الكومبارس الكثيرين، كانت حوارات تبدو كأنها عفوية و كأننا في فيلم تسجيلي، و حتى طريقة التصوير، أحيانا تتحرك الكاميرا و كأننا في فيلم وثائقي أو تسجيلي، و ليس فيلما روائيا.

الفيلم شبه خال من الموسيقى التصويرية، حيث تم استعمال صوت عقارب الساعة المزعج كخلفية صوتية للأحداث عدة مرات، كما تم استخدام صوت الجاموس البري أيضا في الخلفية الصوتية، و كذلك أصوات و عويل الغوغاء الهائجة في القرية، تم استخدامها كخلفية صوتية عند تسارع الأحداث.

القصة تدور حول جاموس بري هائج يهرب من عند جزار القرية قبل ذبحه بثوان، و يهيم في الغابة طيلة أحداث الفيلم، القرية تقع في غابة نائية في جبال الجنوب الهندي، حيث التقاليد القديمة، و طريقة المعيشة البدائية، و سلطة القانون شبه غائبة، و القرية كلها فقيرة، و مع ذلك خلقوا فيها بينهم نوعا من الطبقية خاصة بهم.

و بما أن القصة محورها هو الجاموس الهارب الذي كان على وشك الذبح، فالمؤكد أن ديانة أهل القرية ليست الهندوسية، حيث أن سكان القرية يتبعون الديانة المسيحية، لأن الهندوس لا يأكلون اللحوم الحمراء و خاصة الأبقار المقدسة عندهم، و يؤمنون بأن الآلهة تتجلى في صورة البقرة، فالأفاتار هو أساس الديانة الهندوسية.

و هي نقطة لم يهملها أبدا صناع الفيلم المالايالامي هذا، حيث في بداية الفيلم مباشرة تتم كتابة توضيح بالخط العريض قبل عنوان الفيلم، و هو توضيح بخصوص الحيوانات (الجاموس خاصة) في الفيلم، احتراما و تفاديا لمشاعر الأغلبية الهندوسية، أوردوا تأكيدا بأن الحيوانات في الفيلم تمت صناعتها بالغرافيك و الكمبيوتر، و أنه لم يتعرض أي حيوان حقيقي لأي أذى خلال تصوير الفيلم.

هي جملة واجب ورودها في أول الفيلم، لأن التجربة أثبتت أن المبادىء و التابوهات الهندوسية هي أكثر شيء ممكن يقلب الطاولة على كل صناع السينما في الهند مهما كانت قوتهم و شهرتهم.

فيلم Jallikattu  غارق في المحلية الهندية الجنوبية، أغلب مشاهده خارجية، في غابة حقيقية تمثل البيئة الهندية الاستوائية المنسية، و هو اختيار موفق، لأن المحلية أحيانا كثيرة هي أحسن طريق للوصول للعالمية، و أفضل مسار للنجاح.

الفكرة العامة ظاهريا للفيلم هي الجاموس الهائج الهارب، لكن خلال سير الأحداث تمر الكاميرا حول أحداث جانبية تبرز بعض الجوانب و المشاكل الاجتماعية في مثل هذه المجتمعات المنسية في الهند.

كما أن نهاية الفيلم بموت الجاموس و تزاحم السكان حوله و صراعهم و تقاتلهم الدموي حول من ينال حظ الفوز به، جعلهم يتراكمون فوق الجاموس الميت، حتى شكلوا جبلا هائلا من الأجساد البشرية المحتشدة فوق بعضها، و كأنه جبل من الجهل و الوحشية البشرية، التي فاقت كثيرا وحشية الجاموس المسكين الهارب.

في النهاية الفيلم، و كأنه يقول، بأن الوحش الحقيقي في هذه الحياة هو الإنسان لما يكون جاهلا.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ 16 ديسمبر 2021/ العدد: 5148


mercredi 8 décembre 2021

فيلم Ludo...الحياة لعبة سيئة لكن غير متوقعة

 














يتم تعريف فيلم Ludoعلى أنه انطولوجيا، أي مكون من عدة قصص في فيلم واحد، لكنها قصص متصلة و مترابطة فيما بينها، و ليست مجموعة أفلام منفصلة في فيلم واحدة، بل هي قصة واحدة تنقسم لمجموعة قصص أخرى و عديد الشخصيات التي تلتقي مع بعضها و تترابط أحداثها مع بعضها بطريقة أو بأخرى، حسب طريقة السرد، و حسب الحبكة التي وضعها المؤلفون.

هو من أفلام 2020، تم إنتاجه بالشراكة مع موقع نتفليكس، كأغلب أفلام العالم هذه الفترة، من إخراج السينمائي المعروف Anurag Basu، و قد شارك أيضا في كتابة القصة و في الإنتاج.

أنوراج باسو معروف بأفلامه المميزة في بوليود رغم قلتها، بحكم عمله في الإخراج التلفزيوني أيضا، لكن حسب معلوماتي، هذا الفيلم هو أول أنطولوجيا له، مع أنه معروف بفيلمه Life in a... Metro  و الذي جاء في شكل قريب جدا من الأنطولوجيا أيضا، و تم انجازه مثل فيلم Ludo، و كان موفقا في فيلمه الأخير كثيرا من الناحية الفنية، مزج فيها بين الدراما و الجريمة و الكوميديا و السخرية، قام فيها بإشراك بعض نجوم الصف الأول في الهند، مثل أبهيشيك باتشان، و أديتيا روي كابور، و راج كومار راو، و بقية الممثلين من أصحاب الأدوار المساعدة أو بطلات جديدات في السينما مثل فاطمة سناء شيخ، و سانيا مالهوترا.

تم توزيع الأدوار بطريقة جميلة و مناسبة لكل شخصية، و المخرج شارك بدور كومبارس في دور شخصية دينية مسرحية متنكر باللون الأزرق المعروف عندهم في الهند للإله ياماراج.

قصة الفيلم يتم سردها بطريقة زمنية تسلسلية، لكن في الساعة الأولى من الفيلم (الذي مدته ساعتين و نصف)، يتم الرجوع بالمشاهد للوراء زمنيا لمعرفة سبب و مدى ترابط شخصيات القصة ببعضها البعض، رغم أنها تبدو في الأول منفصلة، حيث أن الأحداث مترابطة مع بعضها بشكل متداخل و معقد قليلا، لكن فيما بعد تستوضح الرؤية جيدا للمشاهد، و مع ذلك هي ليست من نوع القصص التي يمكن توقعها أو التكهن بمصير شخصياتها.

تبدو قصص الحب التي بالفيلم كلها فاشلة، لكن و لأن القصة تسير بطريقة غير متوقعة، بعضها ينجح، و بعضها الآخر يفشل لكن مع تضحية الطرف الآخر لاستمرار سعادة الطرف الأول.

البيئة الهندية الحقيقية حاضرة بقوة في الفيلم، بكل تنواعتها و اختلافاتها و ثرائها، من الناحية الطبيعية و المناخية، و في جانبها الثقافي، الاجتماعي، الطبقي........

و مع ذلك، كانت الموسيقى التصويرية بالفيلم غربية في مجملها، بينما الأغاني المرافقة للأحداث هندية، لا يوجد بالفيلم استعراض و غناء بالنوع النمطي المعتاد في الأفلام الهندية و و هو النوع الذي تبرع فيه بوليود كثيرا، و إنما تم دمج الأغاني كخلفية موسيقية لأحداث القصة، و قد فازت موسيقى الفيلم بجائزة في مهرجان فيلم فار الهندي الشهير، كما تم ترشيح الفيلم لعدة جوائز أخرى في المسابقات السينمائية الهندية.

من بين مطربي البلاي باك المشاركين في فيلم Ludo المغني المعروف Arijit Singh و الذي يبدو أنه يرافق النجم أديتيا روي كابور في أغلب أفلامه منذ نجاحهما معها في الجزء الثاني من الفيلم الرومانسي الشهير Aashiqui.

كان جينريك النهاية عبارة عن أغنية خفيفة، و كانت بمثابة مسك الختام لفيلم مشوق و مسل و مختلف عن النمط الذي في ذهن الجمهور غير المتابع لبوليود، حاول فيه المخرج أن تكون أحداثه غير متوقعة، تماما مثل لعبة الليدو أو اللودو، و التي تتكون من أربعة لاعبين، و هو تماما ما حدث في هذه الأنطولوجيا المتكونة من أربع قصص متداخلة فيما بينها و تصل في النهاية لنقطة التقاء واحدة، دون أن يستطيع المشاهد أن يقسم الشخصيات لأبيض و أسود، أو يصدر أحكاما نهائية حولهم، و تصنيف الشر المطلق و الخير المطلق.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ 09 ديسمبر 2021/ العدد: 5142


samedi 4 décembre 2021

ثلاثية Dhoom...أكشن بوليوودي في قالب هوليودي و بتوابل هندية






من أنجح أفلام الأكشن الهندية في الألفية الجديدة، ثلاثية دووم، نجحت بأجزائها الثلاثة في بوليود، و تخطى نجاحها القارة الآسيوية، ليصل تقريبا لكل العالم، خاصة الجزء الثالث، الذي وصل للبوكس أوفيس الأمريكي و صالات العرض الأمريكية، و نافس خلال عرضه أكبر الأفلام الأمريكية، و تصدر قائمة العشرة أفلام الأولى لبعض الأسابيع.

الجزء الأول منه كان سنة 2004، من إخراج: Sanjay Gadhvi، و الإنتاج للسينمائي الهندي المعروف أديتيا شوبرا، الذي كتب قصة الفيلم رفقة السينمائي Vijay Krishna Acharya، و كانت البطولة فيه لأبهيشك باتشان في دور الشرطي المحقق، و عدي شوبرا أخ المنتج، في دور مساعد المحقق، و هما الشخصيتان الحاضرتان في كل أجزاء الثلاثية الشهيرة.

شارك في بطولة الجزء الأول: جون ابراهام في دور المجرم، و إيشا ديول في دور المجرمة التي يغيرها الحب، و هي شخصية تتكرر في الجزء الثاني تقريبا لكن مع ممثلة أخرى (أيشواريا راي) تلعب الدور بإسم آخر و شخصية مختلفة، لكن يغيرها الحب هي أيضا.

من الأبطال المساعدين، الممثلة ريمي سن، التي لم يكن دورها محركا للأحداث أو ذو تأثير، لكن ظهورها المتحرر في استعراض و أغنية Shikdum، كان مميزا و لافتا، حيث كانت بوليود في تلك الفترة تدخل تجارب جديدة مع التعري غير المعتاد، و سلسلة أفلام أخرى سارت في طريق الإغراء، سواء من حيث المضمون كلية، أو على الأقل خلال تصوير الاستعراضات، و هي الفترة التي أصبح فيها مسموحا بالقبلة الفرنسية في بوليود، و مشاهد الفراش الساخنة، و ظهور البيكيني بكثرة في الأفلام، حتى دون ضرورة درامية لذلك.

اختيار جون ابراهام في دور المجرم في الجزء الأول كان موفقا، و كانت مشاهد الأكشن في الفيلم جيدة و احترافية، و هو ما يميز كل أجزاء الفيلم.

كما أن الأغاني عنصر مهم جدا في نجاح هذا الفيلم و الترويج له، مثل الكثير من الأفلام الهندية، و هو تقليد معروف جدا في بوليود، حيث يتم نشر الأغاني صوتيا في الشرائط و الأقراص و اليوتيوب و السوشيل ميديا، قبل صدور الفيلم، كسياسة ترويجية للفيلم، تزيد من حماس الجمهور للذهاب لدور العرض و متابعة الفيلم.

أغاني الجزء الأول مميزة جدا، تماما مثل أغاني كل أجزاء الثلاثية، تم اختيارها بعناية، و تم تصميم الاستعراضات بطريقة مبهرة و تصويرها بطريقة احترافية، و هو الأمر الذي أصبحت تبرع فيه بوليود كثيرا، و أصبحت بمثابة المدرسة في هذا المجال، التي يتعلم منها بقية السينمائيين في العالم، طريقة تصوير الاستعراضات بكل أنواعها، التقليدية و العصرية، في البلاتوهات الضخمة الواسعة، أو في الشوراع الضيقة.

الجزء الثاني تم إنتاجه سنة 2006، عامين بعد الأول، و كان ناجحا مثل الأول، تم فيه الحفاظ على دور المحقق و مساعده لنفس البطلين، مع إضافة هيريتيك روشن و أيشواريا في دور المجرمين، و بيباشا باسو في دور مساعد و مزدوج، حيث تلعب في الأول دور شرطية يتم قتلها، و بعد ذلك تظهر في دور أختها التوأم.

و طبعا، لما تكون بيباشا حاضرة في أي فيلم، تتم الاستفادة من صورتها كنجمة إغراء معروفة في الهند، مع أن أيشواريا في هذا الفيلم ظهرت في مشاهد أقرب للأفلام اللاتينية منها للأفلام الهندية، خاصة و أن كثير من المشاهد الخارجية للفيلم تم تصويرها في البرازيل.

استعراضات الفيلم كانت أقوى من استعراضات الجزء الأول، بحكم وجود هيريتيك روشان، المصنف مع أحسن الراقصين في العالم، كما أن أيشواريا راي تم تدريبها جيدا على الرقص العصري و اللاتيني في هذا الفيلم، و قامت بإنقاص وزنها كثيرا ليناسب شخصيتها في الفيلم، التي تتطلب لياقة بدنية عالية في التحرك و الأكشن و الهروب و كل ما يتطلبه الدور.

مخرج الجزء الثاني هو نفسه مخرج الأول، و كذلك المنتج، الذي كتب القصة مع نفس الكاتب السابق.

أما في الجزء الثالث، فقد تغير المخرج، حيث لم يكتفي Vijay Krishna Acharya بالمشاركة في كتابة القصة مع المنتج فقط، بل هو من أخرج الجزء الثالث، ليضع لمسته المميزة و يصل به لكل دول العالم.

تم فيه طبعا الحفاظ على دور المحقق و مساعده، لأبهيشيك باتشان و عدي شوبرا، مع ممثلة مساعدة أسترالية هي Tabrett Bethell.

بينما لعب دور المجرم في هذا الجزء أحد أكبر خانات بوليود، و أكثرهم تميزا، عامر خان، لعب دورا مزدوجا، دور توأم، أحدهما ذكي و ماكر، و الآخر طيب و عنده ما يشبه التأخر الذهني، أبدع عامر في تمثيل الدورين و كان مقنعا في الانتقال من شخصية لأخرى، إلى جانب الممثلة كاترينا كييف التي تم تدريبها جيدا هي أيضا على الرقص الغربي و العمل على تحسين لياقتها البدنية جيدا، لأنه بالفيلم استعراضات تشبه حركات السيرك و الجمباز، و تم أحيانا اللجوء لاستعمال الخدع السينمائية في بعض الحركات و الاستعراضات نظرا لصعوبتها، و مع ذلك كانت كاترينا ممتازة جدا في رقصها، و كأنها أخذت الشعلة من كاريسما كابور المصنفة سابقا كأحسن ممثلة هندية تتقن الرقص الغربي.

حاليا، الريادة في هذا المجال، هي لـلممثلة شرادها كابور، و الراقصة المغربية نورة فتحي.

بالجزء الثالث ضيف شرف، هو الممثل المخضرم، جاكي شروف، الذي يلعب دورا مؤثرا جدا في الأحداث رغم مساحته الصغيرة.

تبقى ثلاثية دووم ليومنا هذا، أنجح أكشن هندي تمت صناعته بطريقة احترافية، بعيدا عن الصورة النمطية للأكشن الهندي التي بقيت عالقة في ذهن الكثير من المتابعين للسينما، لكنه أكشن مطعم بالكثير من التوابل الهندية (الرومانسية، الأغاني و الاستعراضات).

تاريخ النشر أول مرة: 02 ديسمبر 2021

مجلة أجيال:

https://www.ajeal.net/spot-light/4353/%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9-dhoom-%D8%A3%D9%83%D8%B4%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D9%87%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%AF%D9%8A/

موقع ميدل إيست أونلاين:
موقع المثقف:
موقع صوت العراق:
دنيا الوطن: