بدأ عرض فيلم
التاميل الهندي Good Bad Ugly في 10 أبريل 2025،
لينضم لقائمة الأفلام الهندية (والتاميلية خاصة) التي تبدو وكأنها تصنع لتعظيم
وتمجيد الممثل بطل الفيلم "أجيت كومار" على حساب كل عناصر الفيلم الأخرى
الهامة والتي من المفروض أنها أساسية في صناعة أي عمل سينمائي.
هي ليست
ظاهرة جديدة في سينمات الهند، لكنها مؤخرا زادت عن حدها، مع صدور عدد من أفلام
كبار نجوم الصف الأول في الأكشن الهندي، مثل شاروخان وسلمان خان في بوليوود (الناطقة
بالهندية)، فيجاي، أجيت كومار، سوريا، راجينيكانت في كوليوود (الناطقة بالتاميلية)،
جونيور أن تي أر و برباهاس في توليوود (الناطقة بلغة التيلوغو)، ياش في صندلوود
(الناطقة بلغة الكانادا)، وربما الاستثناء الوحيد في سينمات الهند التجارية
المعروفة، هي موليوود، السينما التجارية الناطقة بلغة المالايالام التي لم تتبع
هذه الموجة بطريقة هستيرية، إلا في بعض أعمال "موهان لال" و
"ماموثي"، النجمان المخضرمان الشهيران في إقليم المالايالام، لكن ومع
ذلك، لم تكن جرعة التعظيم والتمجيد في أفلامهما بارزة لدرجة أنها تغطي على قصة
الفيلم وبقية تفاصيله وأبطاله.
وقد كنت قد
نشرت مقالا سابقا عن فيلم النجم التاميلي "فيجاي" The Greatest of All Time، وتطرقت لنفس هذا التوجه في الفيلم، خاصة وأنه لدى
"فيجاي" فيلم قادم هو الأخير في مساره السينمائي، ليبدأ بعدها حياته
السياسية مع الانتخابات المحلية في إقليم تاميل نادو، لذلك بدى فيلم The Greatest of All Time كأنه تمهيد لتوديع وتكريم "فيجاي" بطريقة
فيها من التعظيم والتمجيد ما أساء للفيلم نفسه، ولعل فيلمه القادم الذي كان يطلق
عليه عنوان مؤقت هو Thalapathy 69، قد يصدر ضمن نفس
الإطار، هذا إن لم يكن غارقا في ذلك النهج بطريقة غير محتملة حتى لدى جمهور
السينما الهندية، ربما جمهور الممثل "فيجاي" فقط من يتقبل ويقبل على تلك
النوعية من الأفلام، وهو يملك قاعدة جماهيرية كبيرة في الجنوب الهندي وفي إقليم
التاميل خاصة، مثله مثل زملائه من نجوم الصف الأول في سينمات الجنوب الهندي.
تضمن فيلم Good Bad Ugly الكثير من مشاهد
الأكشن والمعارك على الطريقة النمطية الهندية في السبعينات والثمانينات، وكانت
أقرب لأفلام الأبطال الخارقين، حيث يتخطى بطل الفيلم قوانين الطبيعة والفيزياء
ويكسر قواعد المنطق.
اسم شخصية البطل
في الفيلم كان "إي.كاي" وهو اختصار للإسم الحقيقي للممثل "أجيت
كومار"، وهذه من أول النقاط التي تلفت نظر المشاهد لتضخيم الأنا لدى شخصية
البطل، الذي يعلم كل شيء ويتفوق على الجميع في القوة والذكاء والإنسانية والثراء
والقيادة.
الغريب وبحكم
خصوصية جمهور السينما الهندية، أن الفيلم حقق إيرادات إجمالية معتبرة، وتصدر
البوكس أوفيس التاميلي لفترة معينة خلال عرضه بالصالات الهندية والعالمية، ونافس
أفلاما أخرى من بوليوود وسينمات الجنوب الهندي.
هذه الموجة
من الأفلام التي تفتن الجمهور المحلي في الهند، يقول عنها السينمائي البوليوودي
الشهير "كاران جوهر" أنها موجهة للجمهور من المستويين الثاني والثالث
حسب قوله، وهي نوعية الأفلام التي يرفض "جوهر" السير على نهجها وفق آخر
تصريحاته خلال لقاءه المصور مع الموقع الهندي المعروف "بوليوود
هانغاما".
نوعية أفلام
هذه الموجة تدر الكثير من الأرباح لصناعها في الغالب، وتضرب بعرض الحائط بقية
عناصر الفيلم، وهي أبعد ما يكون عن سينما "عامر خان" و "سانجاي
ليلا بهنسالي" و" كاران جوهر" التي تحقق معادلة النجاح التجاري مع
الجمال البصري وقوة الفكرة والقصة واحترافية طرحهما ومعالجتهما، كما أنها بعيدة عن
أفلام المنصات الرقمية الهندية، التي تحاكي منطقية القصص الأجنبية بروح هندية، وتتفادى
المنافسة على البوكس أوفيس، مثل أفلام النجوم الجدد في الهند أو أفلام نجمات الصف
الأول الهنديات اللواتي تخطين سن الأربعين والخمسين، مثل: كاجول، رافينا تاندون،
كاريسما كابور.
بقلم: جمال الدين بوزيان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire