لدى المخرج
الهندي المعروف سانجاي ليلا بهنسالي خط سينمائي يسير عليه منذ بدايته، يميز
أفلامه، ويجعلها تشترك في الكثير من العناصر والتيمات التي تتكرر في أعماله
الناجحة، مثل الاستعراضات الفخمة والديكور المبهر، الأجواء الهندية المحلية
التقليدية، الأضواء والألوان، وحتى بعض الإستعراضات تكررت في بعض أفلامه في الشكل
العام، مثل استعراض Dola Re Dola من فيلم ديفداس،
مقابل استعراض Pinga في فيلم باجيراو
ماستاني، واستعراض الطبول المعروف عند الهندوس في احتفالات نافراتري، تكرر في
ثلاثة أفلام لبهنسالي، Hum Dil De Chuke Sanam، رام ليـلا، و غانغو
باي كاتياوادي.
كما حافظ
بهنسالي في أفلامه، على صورة محددة للمومس في أفلامه، ولم تخرج شخصيات مومساته في
أعماله من هذا الإطار المحدد لهن، حافظ خلالها على موقفه من المشاهد الحميمية
الجريئة، والعري الصريح، حيث يلجأ دائما إلى الإيحاء وطرق إخراجية أخرى لتفادي
مشاهد الفراش والعلاقات الجنسية، رغم أن شخصية المومس كبطلة، كانت حاضرة في أفلامه
الشهيرة، 3مرات على الأقل، تشاندراموكي في فيلم ديفداس، غولابجي في فيلم ساواريا،
غانغو باي في فيلم غانغوباي كاتياوادي.
تم تمثيل تلك
الشخصيات الثلاث، من طرف 3ممثلات من نجمات الصف الأول في الهند، وغير مصنفات كممثلات
الإغراء، مادهوري ديكسيت، راني موخرجي، عالية بهات، كما أنهن لم يظهرن أبداً في
مشاهد جنسية بتلك الأفلام الثلاثة، إضافة لارتدائهن اللباس التقليدي، لأن قصص
الأفلام تدور في أزمنة ماضية، وعن مومسات في أحياء هندية معروفة بذلك النمط من
بائعات الهوى، خاصة في فيلم ديفداس، لأنه رواية هندية شهيرة تمت كتابتها سنة 1917،
وغانغوباي كاتياوادي لأنه سيرة ذاتية عن ملكة المافيا الهندية في الستينات من
القرن الماضي.
أفلام
بهنسالي في مجملها، ومهما كان تصنيفها، كانت كلها خالية من الجنس الصريح، ومن
قضايا المثلية التي أصبحت تفرضها منصات العرض الإلكتروني مثل نتفليكس وغيرها، في
فيلم غانغو باي كاتياوادي، ظهرت شخصية مومس متحول جنسيا، وهي شخصية حقيقية اسمها
"رازيا باي" قام بأدائها الممثل فيجاي راز، كانت تسيطر على التجمع
السكني الكبير في مدينة مومباي، الخاص بتجارة الجنس والدعارة في تلك الفترة، وتمت معالجة
وطرح صورة المتحول في إطار السياق التاريخي للقصة الرئيسية المرتبطة بزعيمة
المافيا غانغوباي.
في الوقت
الحالي، بهنسالي منشغل بإنجاز مسلسه التلفزيوني الأول في مشواره، هيراميندي، مع
منصة نتفليكس، والذي يحكي عن حي معروف في الهند سابقا قبل انقاسمها، في مدينة
لاهور التابعة حاليا لباكستان، لكن شخصيات العمل وهمية، يعني المكان والزمان
حقيقيان، وموجودان تاريخيا، لكن الشخصيات وتفاصيل القصة وأحداثها شارك في تأليفها
بهنسالي رفقة كتاب آخرين، كما شاركه في إخراج بعض حلقات المسلسل مخرجون آخرون،
بينما انفرد هو بالإنتاج، وانفردت نتفليكس بالعرض الأول.
قصة المسلسل،
عن حي وسوق هيراميندي (سوق الماس)، المعروف منذ الإحتلال المغولي للهند، بصفته
مركزا للترفيه والغناء، الرقص، الدعارة، المتحولين، والمخنثين، استمر لغاية فترة
الاستعمار البريطاني، الذي كرس السوق كتجمع مختص بتجارة الجنس والمتعة.
الفكرة
العامة للمسلسل، تشبه كثيراً فيلمه الأخير، غانغو باي كاتياوادي، لكن التفاصيل
وطريقة الطرح، وخاصة فيما يتعلق بالمثليين وبالمشاهد الحميمية عامة، لا أحد يعلم
كيف ستكون، مع ارتباط إسم المسلسل بمنصة نتفليكس، والتي أضافت جرعة كبيرة جداً
وغير مسبوقة من الجرأة الشديدة في المشاهد الجنسية في كثير من الأعمال الهندية
التي كانت شريكاً مباشراً فيها.
تاريخ بداية
العرض لم يحدد، بسبب عدم استكمال التصوير، لكن المؤكد أن الموسم الأول منه يتكون
من 8 حلقات حسب موقع نتفليكس، والمؤكد أكثر هو أن الأدوار الرئيسية لأربع نجمات من
بوليوود، النيبالية مانيشا كويرالا (من الجيل الذي اشتهر في التسعينات)، سوناكشي
سينها (التي بدأت سنة 2010)، رفقة أديتي راو حيدري (بدأت سنة 2006 وبقيت تتأرجح
بين البطولة والأدوار المساعدة)، ريتشا تشادها (بدأت سنة 2008 ونالت الكثير من
البطولات النسائية المطلقة)، ومن نجمات التلفزيون سانجيدا شيخ، أما شارمين سيغال
فهي مساعدة مخرج وممثلة سينمائية صاعدة، لديها القليل جداً من المشاركات.
تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 03 أوت 2023/ العدد: 5639
الرابط:
https://www.addustor.com/content.php?id=26837
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire