jeudi 31 août 2023

فيلم 2018 توثيق للكارثة وللتضحيات












يختلف فيلم المالايالام "2018" عن كثير جداً من الأفلام الهندية المعتادة، قديماً وحالياً، وهو الاختلاف الذي جعله فيلماً واقعياً أقرب للحقيقة، وأقرب لما حصل خلال كارثة فيضانات ولاية كيرالا في 16 أغسطس 2018.

طريقة السرد في الفيلم متتالية وتتبع  الزمن الحقيقي، لكنها في النصف الأول من الفيلم تتشعب مرتين، لتعود بنا للماضي القريب جداً، لأشهر قليلة قبل حدوث الفياضانات والإعصار، لنتابع تفاصيل بعض الشخصيات الرئيسية قبل وقوع الكارثة، وهو ما يجعل المشاهد يقف عند الخلفية الاجتماعية والنفسية، المادية والمهنية، الدينية والروحية لهذه الشخصيات، لنرى بعدها تفاعلهم مع الأحداث الطبيعية القاسية والإستثنائية التي تمر بها منطقتهم.

حاول المخرج "جود أنطاني جوزيف" رفقة كاتب آخر، كتابة قصة فيلم يصف الوقائع الحقيقية، عبر شخصيات وهمية تمثل شرائح المجتمع الجنوبي في قرى المالايالام (كيرالا)، حيث نرى من ضمن أبناء هذه المنطقة: ضباط الشرطة، المعلمة، مدير المدرسة، موظفو الإدارات الحكومية، سائق الشاحنة، سائق الأجرة، الصيادون، العائلات الميسورة والفقيرة، المسنون والأطفال، السكان المحليون والسياح الأجانب، بائع الكشك الكفيف، التلميذ المصنف مع ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة.

الفيلم أيضا يطرح مشكل المفارقات والتناقضات التي تعيشها القرى النائية والفقيرة في الهند، حيث تعاني من ندرة مياه الشرب، رغم أنها محاطة بسدود المياه، وبالمقابل تغرق بالفيضانات في مواسم الأمطار الغزيرة، كما أننا نقف عند بطولات بعض الشخصيات في مثل هذه المواقف العصيبة، وأمام أنانية وجحود وجبن البعض الآخر، وكأن الكارثة هي أفضل اختبار لحقيقة كل إنسان، وهي المقياس لوطنية الفرد في المجتمع.

أغلب مشاهد الفيلم خارجية، الكاميرا في المناظر الخارجية الفوقية في الغالب تسير بشكل أفقي، لنرى حجم الكارثة، كذلك، كانت أغلب المشاهد الخارجية تحت المطر، أو في أماكن مغمورة بمياه الفيضانات، وأحيانا يكون التصوير تحت الماء، لأن محور القصة يفرض هذا، كما تمت الاستعانة بمشاهد واقعية تم تصويرها سنة 2018 عند وقوع الفيضانات، وتم اختيار مشاهد ولقطات ذات جودة ونوعية مطابقة لتلك الحاضرة في الفيلم.

قصص الحب حاضرة في الفيلم، لكن بهدوء وواقعية، دون غناء أو أي استعراض، بينما الموسيقى التصويرية كانت حاضرة بقوة، فالعمل ملحمي عصري، يحكي عن كارثة حدثت منذ 5 سنوات فقط، لذلك يمكن اعتبار العمل وطنياً وأقرب للأفلام الثورية البطولية، ليس في محتواه، بل في أثره وانعكاسه على المتلقي المحلي في الهند، وكانت الموسيقى التصويرية مناسبة جداً، خاصة مع مشاهد التضحيات والإنقاد والوفيات، ومواقف التكافل والتعاون للسكان فيما بينهم.

بطولة الفيلم جماعية، لنخبة من ممثلي المالايالام وبعض ممثلي الجنوب الآخرين، أبرزهم: توفينو توماس، آصف علي، لال، كالاياراسان، نارين، تانفي رام.

ميزانية الفيلم متواضعة، لا تتعدى الـ 20 كرور هندية، بينما وحسب المواقع الهندية المتخصصة، فإن إيراداته تقارب الـ 200 كرور هندي لحد الآن.

أتوقع في الأشهر القادمة، وربما مع بداية 2024، أن يكون للفيلم صدى إيجابياً داخل الهند في المهرجانات السينمائية المحلية، وخارج الهند لدى الجمهور الأجنبي والعربي، وكذلك قد نراه في بعض المهرجانات العالمية، كترشيح أولي، أو كعرض خارج المسابقات الرسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفيلم من المالايالام، وليس من بوليوود، لذلك تفاعل الجمهور غير الهندي معه، قد يكون بطيئاً.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 31-08-2023/ العدد: 5663

الرابط:

https://www.addustor.com/content.php?id=28229

 https://www.film-museum.com/cinemaandfilmmaker/2018-movie

mardi 29 août 2023

فيلم Panch Kriti وهاشتاغ مافيا بوليوود

 







مرة أخرى، يعود للظهور هاشتاغ جديد معاد لسينما مومباي، وما يسميه رواد السوشيل ميديا الهندية بـ "مافيا بوليوود"، حيث كانت عبارة "BollywoodMafiaVsPanchKriti" من بين الهاشتاغات المنتشرة بكثرة يوم أمس الإثنين، بعد هاشتاغ شاروخان وفيلمه الجديد جوان.

وحسب ما تداولته مواقع الأنترنيت الهندية، وصفحات السوشيل ميديا، فإن الفيلم الجديد للمخرج سانجوي بهارغاف "Panch Kriti Five Elements" يتعرض لمحاولات تشويه، ويواجه معارضةً غير مبررة، منذ بداية عرضه في 25 أغسطس، بحجة أنه يسيء للمجتمع الهندي وللأرياف والمناطق النائية خاصة، حيث يطرح قضايا مثل التلوث البيئي، ووأد البنات وقتل الأجنة المؤنثة في الأرحام قبل الولادة، واللامساواة بين الجنسين...إلخ.

كانت الصورة المرافقة للهاشتاغ في الغالب، هي "سكريت شوت" لفقرة من مقال تم نشره بموقع Film Information الهندي يوم 27 أغسطس، يتهم صناع الفيلم بشراء تذاكر مجانية كثيرة وتوزيعها عشوائياً على الشرائح الفقيرة في الهند وغير المهتمين بالسينما، مما جعلهم يحدثون فوضى ويتسببون في أعمال شغب بقاعة سينما "ماراتها ماندير" في مومباي، بعد أن تم سحبه في اليوم الثاني وعرض فيلم "غدار 2" عوضاً عنه، حسب كاتب المقال.

المقال وصف صناع الفيلم بالدخلاء والغرباء على المجال السينمائي، ووصفهم أيضاً بعدم فهم هذه الصناعة وعدم احترافيتهم، وسهولة تضليلهم من قبل أطراف أخرى، وبالمقال أيضاً تلميح حول أحد قادة الأحزاب السياسية في شمال الهند، والذي لم يتم ذكر إسمه، لكن المقال أكد أنه شريك في إنتاج العمل، وختم كاتب المقال منشوره بكلمة "عار".

الفيلم هو أنطولوجيا مكونة من خمس روايات منفصلة في أحداثها، ومتصلة من حيث الفكرة الرئيسية، كتبها رانفير براتاب سينغ، تم تصويرها كلها في ولاية مادهيا براديش، وبالضبط في مدينة شانديري، وحسب الممثل بريجندرا كالا، أحد أبطال الفيلم، فإن: ((هذا العمل موجه للأسرة، ويحمل رسالةً مقصودة للمجتمع الريفي والحضري على حد سواء، هو فيلم عن التقاليد الهندية المتوارثة، والتي تعكس صورة المجتمع الهندي)).

ويكمل نفس الممثل كلامه ليقول بأن: ((هذه العادات والتقاليد التي نتبعها مقدسة، لكن الهدف الأول منها هو رفع مستوى الإنسانية بعيداً عن الخرافات)).

يشارك مع بريجندرا، ممثلون آخرون، من نجوم الصف الثاني وأصحاب الأدوار الثانوية، ونجوم التلفزيون والمسرح، مثل بورفا باراغ، Umesh Bajpai، رافي شوهان، ساريكا باهروليا، ساغار واهي، والمغني Tanmay Chaturvedi.

يحتفي المدافعون عن هذا الفيلم ويصفونه بأنه يعرض الواقع الهندي بدون تجميل أو كذب، وبعيداً عن أضواء نجوم بوليوود، بينما حاولت بعض المواقع الهندية المحسوبة على بوليوود، أن تتحدث عن فشل الفيلم وعدم احترافيته، عبر منشورات في قالب مقالات نقد وتقارير وقراءات حول الفيلم، حيث كتب الصحفي والممثل الهندي روناك كوتيتشا: (( الأداء في بعض المشاهد كان مسرحياً مفرطاً))، كما كتب أيضاً حول بعض مشاهد الفيلم: ((طغت عليها الكتابة غير المتسقة والتنفيذ الباهت))، وقد اتهم بعض القراء مقال روناك بالتحيز، ومحاولة الإنتقاص من الفيلم، وهو ما تكرر في المنشورات التي غزت السوشيل ميديا الهندية يوم أمس.

بالمقابل، يتحدث بعض المهتمين بالسينما الهندية في الصفحات العربية، عن علاقة ما يحدث باقتراب موعد بداية عرض فيلم "جوان" لشاروخان، واحتمال تكرار ما حدث خلال اقتراب عرض فيلمه باتان، بداية هذا العام، حيث أعيد تنشيط وتفعيل هاشتاغات مقاطعة بوليوود وتمت معه إعادة الحديث عن قضية وفاة الممثل سوشانت سينغ راجبوت، وهو ما تحدثنا عنه سابقا في المتحف السينمائي.


samedi 26 août 2023

مهرجان السينما الهندية الـ 14 بـميلبورن

 















اختتم مهرجان السينما الهندية في مليبورن عاصمة ولاية فيكتوريا بأستراليا يوم 20 أغسطس (أوت) الماضي، في دورته الـ 14، بعد 10 أيام من الفعاليات والتظاهرات والاحتفالات المختلفة، التي اعتاد المهرجان على تنظيمها، منذ تأسيسه سنة 2010، مثل مسابقات الأفلام الطويلة، القصيرة، والوثائقية، مسابقات الرقص، حفلات غنائية هندية، عرض الأفلام الهندية بمختلف أقاليمها، والمستقلة أيضا، القديمة والجديدة، وهذا العام تم التركيز على بوليوود أكثر، وعلى السينما المستقلة، ربما بسبب مشاركة فيلم مستقل عن المثلية الجنسية، يدخل في إطار المشاريع المشتركة بين صناع السينما الهندية وبين ولاية فكتوريا،  في حين غاب نجوم سينمات الجنوب الهندي، وحضرت بعض أفلامهم.

من بين أهم الضيوف هذا العام، السينمائي المعروف كاران جوهر، وزميله أنوراغ كاشياب، النجمة راني موخرجي، نجم فيلم الافتتاح (Ghoomer) أبهيشيك باتشان مع مخرج الفيلم أر.بالكي، الممثلة القديرة شابانا عزمي، ومن النجوم الشباب: كارتيك آريان، بهومي بيدنيكار، فيجاي فارما.

يحظى المهرجان بالاهتمام الرسمي الأسترالي، برعاية وزير الصناعات الإبداعية Steve Dimopoulos، وبحضور مساعد وزير الخارجية الأسترالي "تيم واتس"، وعمدة مدينة ويلبرون "سالي كاب"، أما مديرة المهرجان الحالية فهي السينمائية الهندية الأسترالية Mitu Bhowmick Lange، وكالمعتاد في بوليوود، يبدو أن كاران جوهر هو العراب والجوكر في أغلب ما يتعلق بالمهرجانات وجوائزها، حتى وإن كان اسمه رسميا لا يطرح كمنظم أو فاعل في المهرجان.

لدى المهرجان جوائز تقليدية معروفة في التظاهرات العالمية، ولديه أيضا جوائز شرفية وتكريمية، قد تبدو غريبة ومستحدثة، مثل: جائزة التنوع، جائزة المساواة، جائزة الاضطراب والمعروفة بـ DISRUPTOR AWARD، و هي تسمية مستحدثة، تستعمل في السينما كدلالة على الممثل المتميز، الترجمة اللغوية تعني الاضطراب أو التعطيل، لكنها تستعمل هنا كعبارة إيجابية ودليل على التميز، وهي مشتقة من عالم الصناعة والتكنولوجيا، حيث أن المنتج الجديد والمتميز يحدث اضطراباً في السوق وتعطيلا للمنتجات السابقة.

أما أغرب جائزة، فهي ما سماها المهرجان بـ Rainbow Stories Award والخاصة بالأفلام التي تطرح مشاكل المثلية الجنسية والجندرية، وكل ما يندرج تحت رمز علم قوس قزح، وفاز بها فيلم Pine Cone ، وهو ليس الفيلم الوحيد الذي يتحدث عن المثلية في المهرجان، حيث فاز فيلم "أغرا" بجائزة أحسن فيلم مستقل،  وقد سبق للفيلم أن تم عرض في مهرجان كان السينمائي، وحظي باهتمام كبير، كأغلب الأفلام الشرقية، التي تطرح مثل هذه القضايا.

أعضاء لجنة التحكيم هم: السينمائية الهندية شيرلي أبراهام، الكتابة والصحفية الهندية Anna M M Vetticad، المراسل الصحفي الدولي الهندي نامان راماتشاندران، الكاتبة والصحفية الهندية شوبرا غوبتا، الناقد السينمائي والصحفي الهندي راجيف ماساند،  ومن أستراليا، المخرجين: Bruce Beresford و Geoffrey Wright، الناقدة الأسترالية Adrienne Mckibbins، والمختصة في المونتاج Jill Bilcock، أما لجنة تحكيم مسابقة الرقص، فتضمنت كل من الممثلة ملايكة أرورا والممثل أبارشاكتي كورانا.

جوائز المهرجان، كانت كالتالي:









جوائز التحكيم:

·        أحسن فيلم: Sita Ramam

·        أحسن ممثلة: راني موخرجي عن فيلم "السيدة شاتارجي ضد النرويج"

·        أحسن ممثل: موهيت أغاروال عن فيلم "آغــرا"

·        أحسن مخرج: بريتفي كونانور عن فيلم "Hadinelentu"

·        أحسن فيلم وثائقي: To Kill a Tiger

·        أحسن فيلم مستقل: آغــرا

·        أحسن فيلم هندي قصير: Connection Kya Hai

·        أحسن فيلم أسترالي قصير: Home

·        أحسن مسلسل: Jubilee

·        أحسن ممثلة تلفزيونية: راجشري ديشباندي عن مسلسل " Trial by Fire"

·        أحسن ممثل تلفزيوني: فيجاي فـارمـا عن مسلسل " Dahaad"







جوائز شرفية:

·        جائزة خاصة للسينمائي كاران جوهـر بمناسبة إتمامه 25 سنة كمخرج

·        جائزة الجمهور: فيلم بــاتــان

·        جائزة أحسن نجم عالمي هندي صاعد: كارتيك أريان

·        جائزة التنوع: مـرونـال تـاكـور

·        جائزة الاضطراب (الابتكار والتميز): الممثلة بهومي بيدنيكار

·        جائزة المساواة في السينما: فيلم Darlings

·        أحسن قصة عن المثلية: فيلم Pine Cone

من تقاليد وفعاليات المهرجان المعتادة، وتزامناً مع عيد الاستقلال الهندي الـ 76، في الـ 15 من أغسطس، تم رفع العلم الهندي في ساحة حدائق ألكساندرا في مدينة ميلبورن، من طرف ضيفة الشرف الممثلة القديرة شابانا عزمي، وكذلك من الفعاليات المعروفة بمهرجان ميلبورن، هي الندوات والنقاشات المباشرة مع النجوم، ومع الصحافة والجمهور بمختلف قاعات المدينة، وكذلك عبر النت والتحاضر عبر بعد، ومن أهم ما تم طرحه للنقاش، فن رواية القصص، تقنيات صناعة الأفلام، التحديات والفرص التي تواجه الصناعة اليوم في الهند.

في حفل الختام، تم عرض فيلم Kennedy لمخرجه أنوراغ كاشياب، الذي حضر مع بعض نجوم فيلمه، وشارك معهم في المؤتمر الصحفي الذي دار حول الفيلم وتفاصيله.

نفس الفيلم كان قد عرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي لهذا العام، ضمن فعالية أفلام منتصف الليل.