تم إنجاز هذا
الفيلم في قالب هندي عصري، يمزج بين أفلام شاروخان الرومانسية مع لمسة خفيفة
لنتفليكس، جرعة صغيرة من العناصر التي تفرضها منصة نتفليكس، لكنها جرعة خفيفة جدا
هذه المرة، لم تفرض المشاهد الإباحية كثيرا، ولم تقحم قضية المثلية كدخيل على
الموضوع الرئيسي للقصة، ربما لباس البطلة "تــامــانــا بهاتيا" كان
يمكن العمل عليه أكثر، لأنها تمثل دور دكتورة علم نفس مهملة في شكلها، ولا تهتم
بتنظيم لباسها وشعرها، بينما في الفيلم، كانت تبدو في كامل أناقتها، وبلباس قصير
جدا، لا يليق بالشخصية التي تمثلها.
و مع ذلك،
كانت تامانا، موفقة لحد بعيد في دورها، ذكرتنا برومانسية كاجول، وشقاوة كاريسما وكارينا
كابور، تامانا الممثلة القادمة من سينمات الجنوب الهندي، تسير بخطى بطيئة في
بوليود، لكن بنجاح، أراها متميزة عن الكثيرات من ممثلات بوليود الجديدات.
بطل الفيلم
الصادر في سبتمبر 2022 الماضي، هو ريتيش ديشمكوخ، ممثل ناجح بطريقة مختلفة، وأكيد
ليس في أدوار البطل الخارق الذي لا يهزم، وليس في أدوار الشاب الوسيم الرومانسي،
وإنما نجح أكثر في الكوميديا، وفي نوعية أدوار درامية أخرى مختلفة، يتقمص شخصيات
مختلفة عن بعضها البعض، ولكنه كاد ينحصر في أدوار الشاب المشاغب الكوميدي، أراه من
النوع الذي يمكن أن يستمر أكثر في مشواره، ويجد له أدوارا يختارها دائما، مهما
تقدم به السن لاحقا، لأنه لا يعتمد على صورة البطل الوسيم القوي، لتكريس نفسه كنجم
في بوليوود.
بقية شخصيات
الفيلم، تم إسنادها لممثلين من نجوم الصف الثاني وممثلين تلفزيونيين، بينما
الإخراج كان لمخرج مقل جدا في أعماله، هو شاشانكا غوش، لديه بعض الأفلام والأعمال
التلفزيونية، لكنه ليس من المخرجين الذين تسلط عليهم الأضواء، كما أنه يعمل بكتابة
قصص وسيناريوهات الأفلام أيضا.
هذا العام،
لدى شاشانكا فيلم آخر، صدر في شهر ديمسبر 2022 الماضي، من إنتاج ديزني و هوت ستار،
هو فيلم Freddy، وقد لفت له الانتباه أكثر من
فيلم Plan A Plan
B، وخصصت له ميزانية أكبر قليلا من
ميزانية هذا الأخير، وسجل عدد مشاهدات أكبر منه، لكن لا توجد أي معلومات حول
إيرادات وأرباح الفيلمين، فقد تمت قرصنتهما بسرعة، وهو المعتاد مع الأعمال التي
تعرض على المنصات الإلكترونية مباشرة، دون عرضها أولا بصالات السينما.
فيلم Plan A Plan B، وإن بدا ظاهره كوميدي
رومانسي، لكنه يطرح قضايا جادة، و يثيرعدة تساؤلات حول جدوى مؤسسة الزواج، وحول
العلاقات العاطفية على اختلافها، وبكل تعقيداتها، وهل وفاة أحد الطرفين أو ابتعاده
بسبب الطلاق، هو بداية جديدة، أو سجن مستمر؟ وهل الطلاق رحمة للزوجين أم هو
انتهيار لعائلة بأكملها؟
الفيلم وعلى
لسان أبطاله وشخصياته، وعبر أحداث قصته أيضا، يعرض هذه التساؤلات، وبعض الحلول
التي تقترحها هذه الشخصيات، تبدو مؤقتة، وغير مكتوب لها الاستمرار، مثل: لماذا
الزواج إذا كانت ممارسة الجنس متاحة مع الجميع؟
وهي العبارة
التي قالها بطل الفيلم نفسه، هروبا من واقعه العاطفي العالق، لكنه في آخر الفيلم
ارتبط بالبطلة، وطلب يدها.
الفيلم، ليس
ضد مؤسسة الزواج، لكنه أكيد ليس مع الزواج الفاشل، وليس مع الطلاق المتسرع، أراه
فيلما يحث على ضرورة تناغم الطرفين و تفاهمها، مهما كانت طبيعة العلاقة، مهما كانت
نتيجة التفاهم و التفهم، زواج أو طلاق.
تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 09 فيفري 2023/ العدد: 5497
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire