من التقاليد
المتعارف عليها في بوليود، السينمات
الهندية بصفة عامة، هو أن الممثلة بعد الزواج، تتوقف لفترة، قد تمتد لسنوات،
للتفرغ للعائلة والإنجاب، وتربية الأطفال،
وتختلف مدة الغياب، من ممثلة لأخرى، حسب ظروفها الشخصية، مثلا، قد يكون الزوج من
خارج الوسط الفني، وقد يكون مغتربا في بلد أجنبي، وقد تتأخر في الإنجاب، وربما
أخرى تنجب بعد عام من الزواج، وتستمر في الإنجاب، لذلك تختلف فترة غياب نجمات
بوليود بعد الزواج.
لا يمكن
الحديث عن جميع الممثلات في مقال واحد، لكني سأحاول عرض أشهرهن، منهن من توقفن
نهائيا، مثل توينكل خانا، زوجة أكشاي كومار، وأختها رينكي خانا.
كاريسما وكارينا كابور: الصغرى
أكثر استمرارا
في فيلم Mere Jeevan Saathi كاريسما كابور كانت وكأنها على
مشارف التقاعد المبكر، لكن، لو نجح الفيلم كثيرا ربما كانت سوف تستمر في التمثيل
مدة أطول.
هو فيلم عادت به بعد توقف سنوات بسبب الزواج ، مثل أغلب
الممثلات الهنديات.
بما أن كاريسما ضمن أبطال الفيلم، فأكيد الفيلم يتضمن
استعراضات تقليدية وعصرية، حيث تصنف كاريسما من بين أهم الممثلات اللواتي يجدن
الرقص في بوليود خاصة أنواع الرقص العصري، خاصة في تلك الفترة، لكن بعدها جاءت
كاترينا كييف، وحاليا شرادها كابور، والمغربية نورا فتحي، ولو أن هذه الأخيرة
معروفة أكثر كراقصة و ليس كممثلة، لديها أدوار قليلة جدا كممثلة.
أميشا باتل كانت أيضا في منتصف مسيرتها الفنية، وأكشاي
كومار كان حينها ولا يزال لغاية اليوم نجما كبيرا في السينما الهندية، ومع ذلك
الفيلم لم يلقى المنتظر منه من النجاح الجماهيري أو لدى النقاد والصحافة الفنية
الهندية.
عدم نجاح الفيلم عجل بالتقاعد المبكر لكاريسما كابور
التي كانت تعاني من مشاكل أيضا على مستوى حياتها الزوجية خلال تلك السنوات.
ومنذ فشل هذا الفيلم لم تمثل كاريسما بطولة أخرى إلا في
فيلم Dangerous Ishhq سنة 2012، ولم ينجح كثيرا هو أيضا رغم تميز قصته الأقرب إلى
الخيال والمزج بين زمنين مختلفين، ورغم تميز أغانيه، التي كانت بصوت شريا غوشال وهيماش
ريشمانيا.
أميشا باتل أيضا، رغم عدم زواجها، لكن خفت وهجها، منذ آخر نجاح لها،
سنة 2007، بعدها كانت لها مشاركات شرفية في بوليود وسينمات الهند الاخرى، ودور
بطولة مساعدة في فيلم Race 2 لكنه لم يكن دفعا لها لعودتها كنجمة اولى.
حاليا هي تحضر للجزء الثاني من فيلمها الشهير
Gadar، المقرر الانتهاء منه
سنة 2023.
بينما كارينا كابور، الأخت الصغرى لكاريسما،
كانت أكثر ذكاءا وخططت لمسيرتها السينمائية بطريقة جيدة، رغم زواجها من النجم سيف
علي خان سنة 2012، و انجابها لطفلين منه، إلا أنها استمرت في التمثيل، وبقيت حاضرة
كل سنة تقريبا، بفيلم واحد على الأقل أو أكثر، ومؤخرا صدر لها فيلم عامر خان
المعروف المقتبس من الفيلم الأمريكي الشهير فورست غامب، Laal Singh Chaddha.
كاجول: الأنجح بعد العودة
النجمة كاجول، من بين كل زميلاتها، كانت هي
الأكثر توفيقا بعد عودتها من عطلة أمومتها التي دامت أربع سنوات، أنجبت فيها
طفلين، عادت سنة 2015 بفيلم ناجح مع رفيقها الدائم في الأفلام شاروخان، وحاولا
إعادة رومانسياتهما الخالدة عبر فيلم Dilwale ، ونجح الفيلم فعلا لكنه لم يكن مثل الأيقونات السابقة
التي تركت بصمات كبيرة وأصبحت تصنف مع كلاسيكات بوليود الرومانسية.
تابعت بعدها كاجول مشاركاتها في أفلام
بوليوودية، بمعدل فيلم واحد تقريبا كل عام، وهي تحضر حاليا لفيلم جديد، ومسلسل
هندي مع شركة ديزني.
راني موخرجي: عودة موفقة ومحتشمة
ابنة عم كاجول، النجمة راني موخرجي، كان حظها أيضا مثل
قريبتها، فبعد توقف أربع سنوات بسبب الزواج من وريث امبراطورية ياش راج
السينمائية، السينمائي أديتيا شوبرا، عادت سنة 2018 لتظهر في فيلم Hichki في دور مميز لمعلمة تعاني من مرض مزمن ونادر يضعها
مع أصحاب الاحتياجات الخاصة.
وبقيت هي أيضا، تسيرعلى نفس نهج قريبتها كاجول، بمعدل
فيلم واحد كل سنة، وحاليا الجمهور والصحافة الفنية في انتظار أي أخبارعن فيلمها الجديد Mrs Chatterjee Vs Norway الذي لا يزال مصيره غامضا.
مادهوري ديكسيت: مسيرة طويلة واستمرار بكل الطرق
من بين كل الممثلات الهنديات، يمكن اعتبار مادهوري هي
الأكثر قدرة على الاستمرار رغم أنها أكبر النجمات الحاليات سنا، لم تعتزل، وإنما
اختفت لمدة خمس سنوات بسبب زواجها في أمريكا من طبيب هندي، ولم تقبل بالأدوار
الشرفية فقط، عادت سنة 2007 بفيلم مميز جدا رغم عدم نجاحه المادي، Aaja Nachle، واستمرت في السينما الهندية بين
مشاركات شرفية كراقصة وبين بطولة، ومؤخرا في بداية 2022، صدر لها مسلسل قصير مع
إحدى منصات العرض الإلكتروني، عنوانه: The Fame
Game.
كما أنها بقيت طيلة كل تلك السنوات تشارك في لجان تحكيم
مسابقات الرقص الهندي على التلفزيونات الهندية، حيث تعتبر حاليا مرجعا لأي راقصة
هندية تقليدية.
مادهوري تزوجت سنة 1999، لكنها لم تنجب إلا سنة 2003، أي
بعد نجاحها الكبير في الفيلم الأيقوني ديفداس، انجبت طفلين، واستقرت حاليا في
الهند سنة 2011.
تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ العدد: 5389/ 06 أكتوبر 2022
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire