vendredi 22 avril 2022

Chehre..موعد للمحاكمات المؤجلة

 














يعود الممثل الهندي الكبير أميتاب باتشان بهذا الفيلم، كالمعتاد، بدور بطولة يناسب سنه، مع مساحة تليق بتاريخه الفني الكبير ومكانته المميزة في بوليود.

فيلم Chehre، هو بطولة جماعية بين مجموعة ممثلين، أغلبهم من كبار السن، من الجيل المواكب لأميتاب باتشان في العمر وليس في الشهرة، والنجم الوحيد في الفيلم رفقة أميتاب، هو عمران هاشمي، نجم من الجيل الذي اشتهر مع بداية الألفية الجديدة، لديه الكثير من أفلام الجريمة والرعب والغموض، لذلك كان مناسبا جدا لهذا الفيلم.

بالفيلم ممثلتين فقط، هما Krystle D'Souza التي ظهرت في دور المرأة اللعوب والخائنة، وكان لها بالفيلم مشاهد جريئة مع عمران هاشمي، وهي في الأصل ممثلة تلفزيونية، ولديها مسلسل معروف بقناة Zee5 الهندية،  والممثلة الثانية هي Rhea Chakraborty التي اختيرت لدور الفتاة البريئة المضطربة عقليا، بسبب ما تعرضت له من اغتصاب وحشي في الماضي، وكانت ملامحها الطفولية البريئة مناسبة جدا للدور.

الفيلم فيه الكثير من التشويق، يحكي عن لعبة على شكل محاكمة وهمية، بينما هي في الواقع بحث حقيقي عن العدالة، ومحاولة ملحة لتطبيقها، تتم بنفس قوانين المحاكمات الحقيقية، حيث يتواجد القاضي، النائب العام، المحامي، حاجب المحكمة، ومنفذ الحكم، كل هؤلاء هم سكان المنزل النائي في قمة الجبل في أعالي الهند، والضيف العشوائي الذي يزورهم هو المتهم.

التشويق الموجود بالفيلم فيه قليل من الرعب، خاصة مع أجواء المنزل الصامتة و ديكوره الهادىء، وعدم وضوح كثير من التساؤلات التي يطرحها البطل الشاب (عمران هاشمي) على مجموعة المسنين المتقاعدين من قطاع العدالة، والمتفرغين لتطبيق اللعبة على أي ضيف يطرق بابهم، كما استخدم المخرج مع الممثلين كثيرا طريقة تصوير الكلوز آب، لزيادة الغموض و الحيرة لدى المشاهد، حيث لا يمكن في كثير من الأحيان تفسير معنى ملامح و تعابير وجه المسنين الساكنين بالمنزل الغريب، خاصة في أول الفيلم.

هذا الفيلم أيضا، ينتمي لما يعرف بأفلام الليلة الواحدة، حيث تدور أحداثه كلها في ليلة واحدة، لكن من حين لآخر يعود المخرج بالزمن لسرد بعض الحقائق التي تكشف المستور في محاكمة المتهم، وتفاصيل جرائمه وشركائه، و خلال هذا السرد للماضي، يتم إدماج الأغنية الوحيدة بالفيلم كخلفية موسيقية للأحداث.

مع بداية الفيلم، لا يمكن تحديد من هو الطيب ومن هو الشرير بالقصة، لكن مع نهايته، يتمكن المشاهد من تحديد موقفه النهائي والواضح من شخصيات الفيلم كلها.

بالفيلم مرافعات طويلة نوعا ما، مثل تلك الموجودة بالمحاكم الحقيقية، خاصة التي تم إسنادها لشخصية النائب العام المتقاعد والتي يلعبها أميتاب باتشان، بعض مرافعاته، كانت تبدو وكأنها دروس ورسائل مباشرة و صريحة.

وحتى في بداية الفيلم، يظهر أميتاب باتشان ببذلة رسمية، مغايرة للباسه في الفيلم، وهو على كرسي فخم، يلقي كلاما طويلا بما يشبه المحاضرة أو مجموعة حكم ومواعظ.

فيلم Chehre الذي أخرجه Rumi Jaffery سنة 2021، و كتب قصته رفقة Ranjit Kapoor، لم يحقق الإيرادات المنتظرة منه، مقارنة بميزانيته، وهو أمر تعاني منه الكثير من الأفلام الهندية مؤخرا، على اختلاف مستواياتها وجودة إنتاجها وإنجازها، وبغض النظر عن حجم النجوم الموجودين بالعمل، أو من هو مخرج أو منتج الفيلم، و بغض النظر عن سخاء شركة الإنتاج في توفير ما يلزم ليكون الفيلم في مستوى عالمية الانتشار البوليودي الحالي.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ الخميس 21 أفريل 2022/ العدد: 2730


Ponniyin Selvan..المحلمة التاميلية المنتظرة

 










تم تحديد تاريخ 30 سبتمبر القادم، كموعد لأول عرض لفيلم التاميل المحلمي التاريخية Ponniyin Selvan، في جزئه الأول، الذي تم إنتاجه بثاني أكبر ميزانية في تاريخ السينما الهندية، حيث قدرت قيمتها بـحوالي 66 مليون دولار، بدأ الإنتاج الفعلي في ديسمبر 2019، و انتهى في سبتمبر 2021، ويرجع سبب طول مدة العمل على إنتاج الفيلم لظروف جائحة كورونا، التي أرغمت فريق العمل على التوقف عدة مرات.

الفيلم مقتبس من أحداث تاريخية واقعية، عن راوية تحمل نفس العنوان تعود لسنوات الخمسينات من القرن الماضي، كتبها كالكي كريشنامورتي، ومنذ ذلك الوقت، وفكرة إنتاج فيلم عن الرواية، تراود صناع السينما في الهند، وتم تحقيقها على أرض الواقع حاليا، من طرف المخرج Mani Ratnam الذي كتب سيناريو الفيلم، وشارك في إنتاجه رفقة شركات أخرى.

الرواية في الأصل، كانت عبارة عن مسلسل مكتوب، يتم نشره بصفة منتظمة على إحدى المجلات التاميلية خلال سنوات الخمسينات، ولاقت وقتها إقبالا كبيرا من القراء، ليتم جمعها فيما بعد في رواية واحدة، ولا يزال بعض النقاد في الهند حاليا يصنفون Ponniyin Selvan كواحدة من أعظم الروايات في البلاد.

قصة الفيلم تحكي عن فترة من التاريخ التاميلي في القرن التاسع ميلادي، عن صراعات الملوك في الجنوب الهندي، بطولة: فيكرام، جايام رافي، أيشواريا راي، كارتهي، تريشا، وعدد كبير من نجوم  وممثلي سينمات الجنوب الهندي.

التصوير كان أغلبه في الهند، في ولايات وأقاليم مختلفة، حسب ضرورة المشاهد ومتطلبات قصة الفيلم، وقليل من المشاهد تم تصويرها في تايلاندا، نظرا للخصوصية الطبيعية والسياحية التاريخية لهذا البلد، و التي تساعد على تصوير الأفلام الملحمية.

تم تأليف موسيقى الفيلم من طرف الموسيقار الهندي العالمي أ.ر. رحمان، المعروف بتأليفه لموسيقى أفلام ملحمية أخرى في سينمات أسيوية و من دول أخرى، مثل الفيلم الصيني Warriors of Heaven and Earth.

من المنتظر أن يحقق الفيلم المتوقع منه في الإيرادات والانتشار، حملة الترويج له بدأت مبكرا، سواء عبر اليوتيوب الذي عرض التريلر الرسمي للفيلم، أو عبر الصفحات الرسمية على السوشيل ميديا للفيلم نفسه أو لنجوم العمل، مثل أيشواريا راي التي نشرت صورة لشخصية الملكة التاميلية التي تلعبها في الفيلم، على التويتر، وكانت ذلك اليوم بالهند هي الترند في مواقع التواصل الاجتماعي (بمصطلح هذه الأيام).

و بالنسبة لأيشواريا راي، نجمة بوليود المعروفة، يعتبر هذا الفيلم هو خامس مشاركة لها في سينما التاميل طيلة مشوارها.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ الخميس 21 أفريل 2022/ العدد: 2730


الدراما التلفزيونية في المنصات الإلكترونية تستقطب نجوم بوليود
















 

كما هو الحال مع الدراما التلفزيونية على المنصات الإلكترونية في كل الدول و عواصم السينمات في كل العالم، بما فيها هوليود، في بوليود أيضا، أصبحت المسلسلات التي يتم إنتاجها بالشراكة مع نتفليكس و أمازون و آبل و HBO أو يتم توزيعها و عرضها عبر هذه المنصات، تستقطب الكثير من نجوم السينما الهندية المهمين و البارزين في بوليود او سينمات الجنوب.

مع أنه سابقا، و حسب المتعارف عليه، و حسب التقاليد الفنية المعروفة في الوسط الفني الهندي، هناك فصل تام و شديد بين السينما و التلفزيون، حيث من المستحيل انتقال نجوم السينما إلى الأعمال التلفزيونية المحلية، و حتى مجرد طرح الفكرة غير وارد بتاتا، الانتقال يتم أحيانا للممثل النجم في آخر مشواره الفني بعد تقدمه في السن و تراجع العروض المقدمة له، أو ما يحدث كثيرا هو مشاركة الممثلين الثانويين و أصحاب أدوار البطولة المساعدة في الأعمال السينمائية و التلفزيونية باستمرار، حسب العروض المتاحة لهم، أما النجوم الكبار و مشاهير الشاشة الفضية، من المستحيل أن نراهم في وقت سابق في مسلسل هندي محلي، لأن مسلسلاتهم المحلية لديها نجومها الخاصين بها، و قد يلعبون أدوارا ثانوية في السينما أحيانا أو أدوار بطولة مساعدة.

و الملاحظ أيضا هو الفرق الكبير بين الميزانيات المخصصة للأفلام، و تلك الموجهة لإنتاج المسلسلات، و كذلك درجة الاحترافية و الإتقان في الإنجاز، يختلف كثيرا بين الأعمال السينمائية و بين التلفزيونية، حيث تتفوق السينمائية دائما في الميزانية و في الاحترافية.

لكن، ما يحدث حاليا، مع انتشار و سيطرة المنصات الإلكترونية العالمية، و دخولها في شراكة الإنتاج و التوزيع مع أغلب الأوساط الفنية العالمية، في أوروربا و أمريكا، جعل المعادلة الهندية في الوسط الفني تتغير بشكل شبه راديكالي و مفاجىء للجمهور و المتابعين، حيث أصبحنا نرى نجوما في أوج شهرتهم، يتوجهون لتمثيل أعمال درامية بالشراكة مع نتفليكس أو منصات أخرى.

مثلا الممثلة و المنتجة بوجا بهات، عادت لتمثيل البطولة في مسلسل نسائي بامتياز سنة 2021 عنوانه: Bombay Begums، و في نفس السنة استقطب مسلسل غرائبي نفساني عوانه Ray عددا لافتا من نجوم السينما الهندية، مثل: Manoj Bajpayee و Ali Fazal و Kay Kay Menon و Radhika Madan، و هو أمر جديد غير مسبوق أبدا في الإنتاج التلفزيوني الهندي، إلا على الأعمال المعروضة على المنصات الإلكترونية.

و يبدو أن الممثل Manoj Bajpayee قد أعجبته فكرة المشاركة في الدراما التلفزيونية على المنصات الإلكترونية، لذلك كررها في هذا العمل، لأنه كان له عمل سابق سنة 2019 عنوانه The Family Man، و يتكون من موسمين ( 2019 – 2020)، و شاركت فيه أيضا Gul Panag.

سنة 2019 تم إنتاج مسلسل بعنوان: ليلى، شاركت فيهما ممثلتان سينمائيتان هما: Leysha Mange  و Huma Qureshi، هذه الأخيرة معروفة أيضا بمشاركتها في أعمال سينمائية في هوليود.

سيف علي خان أيضا، أحد أشهر خانات بوليود، كان له مسلسل بوليسي من موسمين لأول مرة في حياته المهنية، سنة 2018 – 2019 عنوانه: Sacred Games، مع زميله النجم السينمائي نواز الدين صيديقي، و نجمة الأفلام القصيرة Radhika Apte، التي بدأت تبرز كنجمة سينمائية مميزة في الأفلام الطويلة ببوليود و سينمات الجنوب.

و  في نفس السنة (2018) شاركت Radhika Apte أيضا في بطولة مسلسل رعب عنوانه: Ghoul، هي ممثلة معروفة باختياراتها المتعددة، و انتقالها بين الأفلام القصيرة و الطويلة و الدراما التلفزيونية، رغم أن صناع الفن الهندي يريدون وضعها في إطار نمطي معين، هي ممثلة واعدة، أنتظر منها الكثير، لو سمحوا لها بالمزيد من الفرص.

و مثلها أيضا، نجمة بوليود تابو، التي تنتقل بين بوليود و سينمات الجنوب الهندي و هوليود و الأعمال الأوروبية، كانت لها مشاركة في مسلسل عنوانه: A Suitable Boy سنة 2020.

 سنة 2021 شارك سيف علي خان أيضا مرة أخرى في بطولة عمل تلفزيوني عنوانه: Tandav، شاركت فيه نجمة السبعينات و الثمانينات: Dimple Kapadia.

و قبله كان مسلسل الجريمة Mirzapur أيضا قد ضم بعض نجوم السينما الهندية في موسمه الأول المعروض سنة 2018، أهمهما: Pankaj Tripathi و Ali Fazal، و في موسمه الثاني سنة 2020 مثل دور البطولة فيه النجم: أبهيشيك باتشان.

و في سنة 2020 أيضا شارك Jaideep Ahlawat و Gul Panag في مسلسل Paatal Lok، و هما معروفان أكثر كممثلين سينمائيين.

لا يمكن حصر و ذكر جميع الأعمال الدرامية الهندية المنتجة بالشراكة مع المنصات الإلكترونية المعروفة، أو الموزعة و المعروضة عبرهم، لكن هؤلاء هم أهم و أشهر نجوم بوليود الذين شاركوا في هذه الأعمال، و كسروا قاعدة سينمائية قديمة عمرها من عمر اختراع التلفزيون، حيث كان الفصل التام بين نجوم السينما و بين ممثلي التلفزيون.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة التيار السودانية/ الخميس 21 أفريل 2022/ العدد: 2730

mercredi 20 avril 2022

Mee Raqsam..رقصة هندوسية على أنغام صوفية











قبل متابعة الفيلم، كنت متأكدا أنه فيلم يطرح قضية خلافية، وغير نمطية، فيلم جريء، يقف عند عتبة التابوهات، ويحاول كسرها بهدوء تارة، وبعنف صريح تارة أخرى، لأن منتجته هي الممثلة الهندية الكبيرة والجريئة في أفكارها (الفنية، السياسية، الاجتماعية) شعبانة عزمي (أو شبانة عزمي)، التي تحولت للإنتاج مؤخرا، مع بعض المشاركات في التمثيل من حين لآخر، لكنها في هذا الفيلم منتجة فقط، بينما قام أخوها بابا عزمي بإخراج الفيلم سنة 2020، في أول تجربة إخراج له.

تقريبا أغلب فريق العمل (خاصة الإنتاج، الإخراج، التأليف، مدير التصوير) هم من المسلمين الهنود، بينما تنوع الممثلون بين مسلم و هندوسي، مثل: Aditi Subedi في دور مريم، الفتاة المسلمة اليتيمة التي تحلم بالنجاح في تعلم الرقص الهندوسي الديني المسمى: بهاراتناتيام.

و لعب دور والدها الممثل دانيش حسين، وشارك معهما في البطولة Shraddha Kaul، Rakesh Chaturvedi ، Vikas Kumar Yadav، جهينة أحسن، إضافة إلى الممثل الكبير نصير الدين شاه، في دور شرفي، دور مرشد الجماعة الدينية، في القرية حيث تدور أحداث الفيلم، وهي نفس القرية التي نشأ فيها والد المنتجة شعبانة عزمي، وطلب منها قبل وفاته أن تصنع فيلما عن قريته في يوم من الأيام، وقد حققت له رغبته بعد وفاته.

أبطال الفيلم كلهم من ممثلي الصف الثاني وأصحاب الأدوار الثانوية، بعضهم قادمون من الدراما التلفزيونية ومن المسرح، باستثناء نجم بوليود نصير الدين شاه، وهو ما يجعل الفيلم يعتمد على قوة الفكرة، واحترافية إنجازها، وليس على أسماء النجوم المشاركين.

كما أن ميزانية الفيلم بسيطة، فهو ليس من الإنتاجات الضخمة، مدته تقريبا ساعة و نصف فقط، وشركة شعابنة عزمي للإنتاج، شركة فتية، ليست بالشركة الكبيرة والمعروفة جدا، وقصة الفيلم لا تحتاج لتقنيات كبيرة وديكورات وأزياء وبلاتوهات ضخمة، كما أنها تدور في قرية واحدة، ولا تستدعي السفر لمناطق أخرى في الهند أو الخارج.

التوزيع كان لشركة ZEE الشهيرة، وتم عرض الفيلم مباشرة على المنصات الإلكترونية، بسبب جائحة كورونا، التي كانت في ذروتها، خلال صدور الفيلم في شهر أغسطس سنة 2020.

في أول الفيلم، يبدو للمشاهد أن في الفيلم تحامل على الإسلام، والأقليات المسلمة في القرى الهندية، يبدو له و كأنه يحاول إبراز الجانب المتطرف فيهم، لكن فيما بعد، يبدو جليا أيضا الجانب المتطرف في بعض الأفراد والجماعات الهندوسية، وهي الفكرة العامة للفيلم، وهي نفس الأفكار التي تتبناها شعبانة عزمي دائما، فكرة تعايش الثقافات و الديانات المختلفة و كل الطوائف في الهند الواحدة.

الفكرة العامة والقصة مثيرة للخلاف والجدل، لكلا الطرفين، المسلم أو الهندوسي، فيها بعض المحاولات لخلق توافق وتوازن بين النقد الموجه لكلتا الطائفتين، حتى لا يبدو صناع الفيلم متحيزون لجهة معينة، وموضوعية الفيلم أو علمانيته ربما، أو دعوته لتوحيد الطوائف و الديانات تحت عباءة الهند الواحدة، تتجلى في الرقصة الأخيرة، على منصة المسابقة، حيث ترقص البطلة، رقصة البهاراتناتيام الهندوسية التقليدية، بحركاتها وطقوسها الدينية المعروفة، على أنغام أغنية إسلامية صوفية، و هي الأغنية الوحيدة التي تضمنها الفيلم.

الأزياء وبقية تفاصيل المجتمع المسلم في الهند، كانت واقعية وبدون أخطاء، لأن فريق العمل الرئيسي أغلبه من المسلمين، بينما في أعمال سينمائية هندية أخرى، يتم أحيانا الوقوع في أخطاء وهفوات فيما يخص الشخصيات المسلمة وتفاصيلها، لما يكون فريق العمل هندوسي، ولا تتم الاستعانة بما يمكنهم من السينمائيين وصناع الأفلام المسلمين في بوليود و غيرها، بينما يذهب البعض لنظرية المؤامرة، ويتهم تلك الأخطاء بالمقصودة و المتعمدة.

ما يمكن قوله أيضا عن فيلم "أنا أرقص" Mee Raqsam، أنه تجلي واضح لما يدور في ذهن منتجته من أفكار تنادي دائما بحرية الاختيار، وحرية المعتقد وسط مجتمع متعايش مع بعضه البعض، رغم اختلاف الطوائف والديانات، و يبدو أن المنتجة لن تتوقف عند هذا الحد.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 21 أفريل 2022/ العدد: 5256


jeudi 14 avril 2022

فيلم جلسة

 






















كان يبدو جليا من أفيش الفيلم ومن العرض الترويجي له قبل صدوره الرسمي في مارس الماضي، أنه فيلم بوليودي غير نمطي، وهو ليس الوحيد، كثير من النجمات من جيل فيديا بالان والجيل الذي قبلها مثل كاجول وراني موخرجي، أصبحن يلجأن لهذا النوع من الأفلام، وهو ما يناسب سنهن، ويناسب طبيعة الجمهور العالمي الذي في جزء منه لا يميل للأفلام الهندية النمطية، وأيضا الأمر له علاقة بدخول منصات العرض الإلكترونية التي أصبحت شريكا شبه مسيطرعلى صناعة السينما والدراما العالمية في كل الدول، لذلك نجد فيلم Jalsa، المنتج سنة 2022، فيلما شبه خال من الموسيقى التصويرية، إلا في بعض المشاهد، ولا توجد به أي أغنية، فقط في جينيريك النهاية، وردت أغنية هادئة، مناسبة لموضوع ومحتوى هذا الفيلم.

الإخراج كان لـ Suresh Triveni، الذي شارك في كتابة القصة رفقة ثلاثة كتاب آخرين، من بينهم الممثل حسين دلال، وأخوه عباس دلال، الكاتب ورجل الأعمال الهندي.

بينما كان الإنتاج مشتركا بين عدة شركات ومنتجين، أما التوزيع فتم إسناده لشركة أمازون.

البطولة شبه المطلقة، كانت مقسمة بين فيديا بالان، النجمة العائدة بعد غياب، والممثلة المميزة شيفالي شاه، التي بقيت طيلة حياتها المهنية تلعب أدوار البطولة المساعدة، لكنها في الغالب دائما تعتبر إضافة لأي عمل تمثله، شيفالي في نفس عمر أيشواريا راي، لكن معادلة النجاح في بوليود تعتمد أكثر على العائلات الفنية المسيطرة، أو انتقاء ملكات الجمال وعارضات الأزياء، لذلك بقيت شيفالي شاه حبيسة لأدوار البطولة المساعدة رغم موهبتها الكبيرة، وفي السنوات الأخيرة، بدأت تبرز في أدوار هامة مساحتها أكبر، في أفلام لافتة.

تماما كما في هذا الفيلم، قدمت أحسن ما عندها، وكانت في مكانها المناسب، والذي تستحقه فعلا في بوليود، أبدعت في تمثيل دور الأم المسلمة البسيطة، باللباس الهندي الإسلامي، وبدون أي مشاهد دخيلة على القصة، وحتى فيديا بالان كانت مناسبة للدور، بعد عودتها من تقاعدها المهني المبكر، وتفرغها لحياتها الزوجية، عادت بوزن زائد مع ألبسة وفساتين أغلبها تقليدية، أو عصرية محتشمة، عادت في هذا الفيلم لتلعب دور مذيعة شهيرة، وأم مطلقة لطفل مصاب بالشلل الدماغي،  وهو الدور الذي لعبه الطفل الهندي المقيم في أمريكا Surya Kasibhatla ، وهو طفل مصاب فعلا بهذا المرض، ومن صناع المحتوى على اليوتيوب والانستغرام، وهو أمر لافت جدا وغير مسبوق في الهند، أن يلعب الدور ممثل مصاب فعلا بالإعاقة التي تتحدث عنها قصة الفيلم.

بقية الأدوار النسائية، تم توزيعها على كاشيش ريزوان، و Vidhatri Bandi و Rohini Hattangadi، بينما الأدوار الرجالية كانت لـمحمد إقبال خان، Manav Kaul و آخرون.

 كانت ملامح كل شخصية واضحة، ومنطقية ومناسبة للدور، من حيث الشكل واللباس و الماكياج، أو من حيث طبيعة الشخصية نفسها و تفاعلها مع الأحداث، وعدم وجود الشر المطلق أو الخير المطلق في القصة، رغم وضوح القيم العامة وما يجب أن يكون، جعل من الفيلم واقعيا في أحداثه، بدون أي مبالغات هندية قد يتوقعها المشاهد. شخصيات الفيلم، كانت مثالا لواقع المجتمع الهندي الطبقي، المنقسم بين عائلات فقيرة مقهورة مغلوبة على أمرها، وطبقة متوسطة ميسورة، قد تشارك في الفساد والظلم المسلط على الطبقة الفقيرة، عندما يتعلق الأمر بمصالحها.

أجواء الفيلم محلية جدا، تنتقل بنا الأحداث من حي راق لآخر فقير، مع التركيز على تقاطع الطبقات الاجتماعية مع بعضها البعض، بطريقة أو بأخرى، و بشكل سلبي أو إيجابي، بشكل يجعلنا نحتار من نلوم، وعلى من نشفق؟

كل شخصيات الفيلم نجدهم في صراع داخلي، بين صوت الضمير، وبين ضرورة السير نحو المنفعة الذاتية، والخلاص من أي موقف مضر، مهما كان الثمن، كأنه صراع بين الحق ضد البراغماتية القاتلة، صراع تسبب فيه حادث سير أليم لفتاة مراهقة من عائلة فقيرة، جعلت كل شخصيات الفيلم تتحرك في اتجاه مختلف، لكنه في الأخير يؤدي لنقطة واحدة، لكن العنصر الأساسي في حل كل هذه التداخلات، كانت هي البطلة مايا (فيديا بالان).

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 14 أفريل 2022/ العدد: 5250