jeudi 21 octobre 2021

فيلم شيرشاه .. ملحمة حربية تعيد الصراع الهندي الباكستاني

 








أعاد فيلم شيرشاه للواجهة الصراع الهندي الباكستاني لشاشات السينما، بعد أن شهد الوسط السينمائي في بوليود في السنوات الاخيرة نوعا من الميل نحو الترويج للتعايش السلمي بين البلدين، و التوقف عن الترويج السلبي لباكستان و شيطنتها في الأفلام.

لكن، يبدو أن عقدة باكستان، لن تشفى منها بوليود تماما، كما لم تشفى هوليود من عقدة الروسي و الألماني و اللاتيني و العربي و الإسلامي......

الفيلم تاريخي محلمي حربي، مستوحى من قصى حقيقية مع بعض المبالغات و التوابل البوليودية المعتادة، خاصة لما يتعلق الأمر بتوظيف الصراع بين البلدين في السينما.

لكن و مع ذلك، من الناحية الفنية، الفيلم منجز بطريقة جيدة و كل عناصره منسجمة مع بعضها، القصة بسيطة حيث يبدو الشرير واضحا جدا كما يبدو الطيب أيضا، يعني هو فيلم يقسم الناس لأبيض و أسود، هي قصة  تعتمد على السرد العادي و المتتالي للأحداث، لكن أول مشهد للفيلم كان هو آخر معركة بالقصة، حيث يتم بث لحظات منها، ثم تبدأ الأحداث من طفولة البطل لغاية سقوطه في المعركة.

هي قصة جندي هندي برتبة ملازم، ربح عدة معارك منذ التحاقه بالجيش، لغاية معركته الأخيرة الذي سقط فيها و تغلب فيها هو و كتيبته على الجيش الباكستاني في الحرب المعروفة بين البلدين سنة 1999 بإسم حرب كارجيل، و التي وقعت في مقاطعة كارجيل التابعة لمنطقة كشمير المتنازع عليها منذ انفصال الهند و باكستان سنة 1947.

الحقائق التاريخية التي وردت في الفيلم يقول الجانب الهندي أنها صحيحة، بينما ينتقدنا الجانب الباكستاني، المتهم بتوريط المتمدرين الكشميريين و مساعدتهم أولا، ثم إدخال الجيش الباكستاني للسيطرة على مقاطعة كارجيل.

ربما من الأولى ترك الحقائق التاريخية للمختصين و المؤرخين السياسيين للفصل فيها، لكن من الناحية الفنية، الفيلم من أفلام الدرجة الأولى في بوليود، تم إنتاجه و توزيعه سنة 2021 من طرف مؤسسة أمازون بالشراكة مع شركات هندية أخرى أهمها Dharma Productions  لصاحبها ياش جوهر و ابنه كاران جوهر، و شركة Kaash Entertainment.

اعتمد مخرج الفيلم Vishnuvardhan على تصوير بعض المعارك بطريقة الكاميرا المتحركة، مثل الفيلم الهوليوودي Saving Private Ryan، الذي رأينا فيه ربما للمرة الأولى هذه الطريقة الواقعية في تصوير المعارك في الأفلام، و الأكشن في الفيلم كان جيدا، و مقنعا، بدون مبالغات أو حركات غير واقعية.

 

كما احتوى الفيلم على 4 أغاني قصيرة، كانت كلها مدمجة مع الأحداث كخلفية موسيقية، و هو أمر أصبح يتكرر كثيرا في الأفلام الهندية التي لا يستدعي مضمونها استعراضات و أغاني بالطريقة النمطية المعتادة.

خاصة مشهد مراسيم جنازة البطل في آخر الفيلم، كان مؤثرا جدا و يلعب على عواطف المشاهد، أغنية حزينة و دموع الأم على ابنها و ركض زوجته التي وصلت متأخرة لمكان المراسيم، المشهد و الفيلم ككل هو تكريم للجندي فيكرام باترا و زملائه من الكتيبة رقم 13 ممن سقطوا في حرب كارجيل.

الفيلم هو ترويج مباشر و صريح لملائكية الجانب الهندي و شيطنة الجانب الباكستاني، بطريقة مباشرة و مقصودة لكن منجزة بمنطقية و بساطة، أفضل من أفلام أخرى أنتجتها السينما الهندية بخصوص هذا الصراع.

مثلا، بعد المعركة الأولى، رفض الجيش الباكستاني استلام جثث قتلاه، فقام الجيش الهندي بتسليمهم لهم و أقام لهم مراسيم دفن إسلامية.

كما يظهر العلم الباكستاني في المعركة الأخيرة ملقى على الأرض، لكن لم يدس عليه و لا جندي هندي، كلهم مروا عليه دون الدوس عليه.

يبرز الفيلم شرائح المجتمع الهندي التي تتعايش مع بعضها البعض، هندوس و سيخ و مسلمين، رغم أن والد البطلة السيخي رفض ارتباط ابنته بالبطل لأنه هندوسي، و بصفة عامة بوليود تميل للهندوسية أكثر من أي ديانة أخرى، رغم مراعاتها لمشاعر الطائفة السيخية، لكن بوليود هندوسية.

نقطة أخرى تعتبر كمؤشر على ملائكية الجيش الهندي، هو عدم سقوط أي مدني خلال تلك المعارك، حتى التي درات وقائعها في الأحياء و داخل المنازل الكشميرية.

في الفيلم مؤشر صغير على أن السينما جزء غير منفصل في الصراع الهندي الباكستاني، لما قتل البطل أحد جنود باكستان، قال له خذ هدية من "مادهوري ديسكيت".

و تاريخ السينما الهندية على مدى 100 سنة، يثبت فعلا أنها كانت طيلة مشوارها صناعة في خدمة هذا الصراع.

تاريخ النشر أول مرة: 21 اكتوبر 2021

جريدة الدستور العراقية/ العدد: 5100

jeudi 7 octobre 2021

ثنائيات بوليود .. شاروخان – كاجول و آخرون

 























لا يخفى على المتابعين للسينما الهندية أن أشهر ثنائي في أفلام بوليود هما شاروخان و كاجول، و ربما هما أكثر ثنائي منسجم في كل سينمات العالم و ليست بوليود فقط.

نجح صناع السينما في بوليود من جعلهما أفضل و أنجح ثنائي، و بعض أفلامهما معا تصنف حاليا مع أعظم كلاسيكيات الهند، مثل: Dilwale Dulhania Le Jayenge، Kuch Kuch Ho Ta Hai، Kabhi Kuchi Kabhi Gham، My Name Is Khan ..........

و دائما في اللقاءات الصحفية و البرامج التلفزيونية يتم طرح السؤال الذي لا يتوقف أبدا ولا يعرف أحد إجابته، سؤال تطرحه الصحافة كما يطرحه الجمهور أيضا: لماذا لم يتزوج شاروخان و كاجول؟

في الوسط العربي أيضا تم طرح نفس السؤال في إحدى المرات على محمد صبحي و سعاد نصر، لما بينهما من إنسجام كبير أمام الشاشة.

لكن شاروخان، و عبر مشواره الفني الطويل، أثبت أنه ينسجم مع أي ممثلة تكون أمامه، سواء أيشواريا راي، ديبيكا باديكون، راني موخرجي، مادهوري ديكسيت، ربما مثل عادل إمام في السينما العربية، مثل مع الكثيرات و انسجم معهن، رغم أنه شكل ثنائيا ناجحا مع يسرا.

نجم الهند الكبير أميتاب باتشان أيضا كان له ثنائيات ناجحة مع بعض الممثلات، مثل: ريخا، و هيما ماليني، و كان ناجحا أيضا لما تقدم في السن في التمثيل مع زوجته جايا باتشان، حيث يشكلان كأب و أم أو جد و جدة ثنائيا مميزا جدا على الشاشة.

رائد السينما الهندية و صانع مجد واحدة من أكبر العائلات الفنية المسيطرة  آل كابور، راج كابور شكل أيضا ثنائيا ناجحا مع الممثلة نرجس، و يقال بأنه كانت بينهما قصة حب لكنها لم تتوج بالزواج، لأن راج كان أصلا متزوجا لما وضع الخطوة الأولى في عالم السينما مع والده المؤسس الأول Prithviraj Kapoor .

سلمان خان، كانت له بطولات متكررة مع كاريسما كابور، لكنهما لم يتركا بصمة كبيرة لدى الجمهور كثنائي ناجح.

و كاريسما في بدايتها مثلت كثيرا مع غوفيندا، و لكن مع ذلك أيضا لا يتم ذكرهما كثنائي ناجح.

بينما جون ابراهام و بيباشا باسو، شكلا ثنائيا منسجما جدا رغم عدم نجاح بعض أفلامهما معا، لكن علاقة الحب التي كانت بينهما في الواقع منذ كانا عارضي أزياء، جعلت من الانسجام بينهما واضحا جدا على الشاشة، خاصة في فيلم الإغراء "جسم" سنة 2003.

علاقة الحب التي كانت تربط أيضا بين كارينا كابور و شاهيد كابور في سنوات ماضية، كانت سببا في نجاح هذا الثنائي، خاصة في فيلم Jab We Met  سنة 2007.

أكشاي كومار، المتزوج من الممثلة المعتزلة توينكل خانا، كان معروفا بعلاقته بالممثلة كاترينا كييف في بداياتها و شكل معها ثنائيا ناجحا، و معروف عن أكشاي كما هو متداول عن زميله سلمان خان، كثرة العلاقات مع الممثلات الجديدات.

ثنائي آخر مميز و ناجح لكن بطريقة مختلفة قليلا عن الثنائيات الكلاسيكية المعروفة، عرفان خان و الممثلة تابو، بينهما انسجام كبير و كاريزما كبيرة لما يجتمعان معا، سواء في الأفلام الهندية أو في الأفلام الأجنبية.

طبيعة السينما الهندية التي و رغم اختلاف و تنوع أفلامها حاليا، تفرض تكريس الثنائيات خاصة في الأفلام الرومانسية الإستعراضية و الميليودرامية، و حتى الأكشن، أو أفلام المسالا التي تمزج بين عدة أنواع في فيلم واحد.

و هذا ما جعل المنتجين يحاولون تكرار تجربة فيلم Dilwale Dulhania Le Jayenge و إنتاج فيلم Dilwale سنة 2015 مع نفس الثنائي شاروخان- كاجول، لأن الفيلم الأول يعتبر ظاهرة و نجح تقريبا كما لم ينجح أي فيلم قبله أو بعده في الهند، بقي في صالات العرض حوالي 15 سنة منذ أول عرض له سنة 1995، لكن الفيلم الثاني سنة 2015 نجح نجاحا متواضعا و لم يحقق المعجزة المنتظرة منه.

حاليا، لازال صناع السينما الهندية في بوليود يحاولون دائما تكريس بعض الثنائيات مع النجوم الجدد، مثل عالية بهات و Varun Dhawan، و شرادها كابور و Aditya Roy Kapur الشهيرين بفيلم Ashiqui 2.

تاريخ النشر الأول: جريدة الدستور العراقية/ يوم 07 أكتوبر 2021/ العدد: 5088