samedi 26 juin 2021

السينما الهندية .... سحر لا ينتهي























 

هي واحدة من أشهر السينمات في العالم، السينما الهندية الساحرة، المثيرة للجدل، المبهرة، المدهشة، و المثيرة للسخرية و التنمر أحيانا، هي سينما متناقضة و متنوعة تماما مثل البلد الذي تمثله، الهند بلد التناقضات و الاختلافات الغريبة.

 لكن للحديث عن صناعة عمرها تقريبا هو عمر اكتشاف السينما من طرف الأخوين لوميير (Auguste - Louis Lumière) لن تكفي مجلة واحدة، فما بالك بمقال واحد.

لذلك هي وقفات و لمحات سريعة و إن بدت غنية بالمعلومات و مليئة بألوان الهند الزاهية و المختلفة.

نقول سينمات هندية، لأن الهند فيها عدة سينمات، فالسينما المتداولة كثيرا لدى الجمهور و المعروفة هي بوليود (Bollywood)، الصناعة السينمائية المتمركزة في مدينة بومباي (مومباي حاليا)، لكن للهند عدة صناعات سنيمائية أخرى تعرف بسينما الجنوب، كل واحدة منها خاصة بمنطقة أو بإقليم معين، و بالتالي فهي تختلف من حيث اللغة المستعملة خاصة، و تتشابه فيما بينها من حيث الشكل، حيث تبدو للوهلة الأولى و كأنها من أفلام بوليود، لكن هذه الأخيرة هي الأكثر شهرة و احترافية و قدرة على الوصول للعالمية حاليا، حيث تمكنت قليلا من تحقيق معادلة (التجارة + الترفيه + عمق الفكرة + احترافية الإنجاز).

السينمات الأخرى في الهند و المجهولة لدى الكثيرين هي:

-         سينما التاميل (Kollywood)

-         سنيما التولوغو (Tollywood)

-         سنيما المالايام (Mollywood)

-         سينما الكانادا (Sandalwood)

-         سينما التـولـو (Coastalwood)

المتداول لدى بعض الناس من أفكار حول هذه السينمات أن الأفلام الهندية هي مرادف للمبالغة الشديدة و أفلام الأكشن الرديئة و الرومانسية الخيالية و الاستعراضات و الغناء و الرقص، هو رأي لا يخلو من بعض الحقيقة، لكن واقع السينما الهندية الحالية هو أكبر من أن يحصر في جانب أفلام الإثارة و الحركة أو الغناء و الاستعراض.

اليوم بوليود، تنافس الأفلام الأجنبية أحيانا على أوسكار أحسن فيلم أجنبي، أفلام عالمية كبيرة أنجزت باحترافية كبيرة محافظة على بعض توابل الهند العريقة في السينما و مجددة نفسها بعوامل كثيرة، ترشح كل عام لنيل جوائز الأكاديمية لأحسن فيلم أجنبي، بعضها يقبل في القائمة النهائية للترشيحات، مثل أفلام:

-         Mother India المنتج 1957 (القائمة النهائية لسنة 1957)

-         Salaam Bombay المنتج سنة 1988 هو إنتاج مشترك بريطاني فرنسي هندي لكنه يعتبر فيلما هنديا (القائمة النهائية لسنة 1988)

-         Jeans المنتج سنة 1998 (القائمة المقترحة لسنة 1998)

-         1947 Earth المنتج سنة 1998 (القائمة المقترحة لسنة 1999)

 

-         Lagaan  المنتج سنة 2001 (القائمة النهائية لسنة 2001)

-         Devdas المنتج سنة 2002 (القائمة المقترحة لسنة 2002) : ديفداس، الرواية التي تمثل بالنسبة للهنود ما يمثله قيس و ليلى عند العرب، أو روميو و جوليات عند الغرب.

         ديفداس أنتجته الهند عدة مرات، كلها كانت علامات فارقة في السينما الهندية، و آخرها ديفداس

2002 الفيلم الذي فتح الباب واسعا للسينما الهندية نحو العالمية.

-         Gully Boy المنتج سنة 2019 (القائمة المقترحة لسنة 2019)

و بعض الأفلام الهندية وصل لشباك التذاكر الأمريكي و نافس قليلا على قائمة البوكس أوفيس هناك مثل: - Kabhi Khushi Kabhie Gham  المنتج سنة 2001: هو فيلم شهير جدا و يعد الآن من كلاسيكيات بوليود خلال ما عرف بالموجة الجديدة في السينما الهندية، و التي بدأت مع بداية  تسعينات القرن الماضي و استمرت حتى لبداية الألفية الجديدة، و تميزت بتجديد ثوب السينما الهندية و تعدد مواضيعها و جرأة المواضيع المطروحة و العمل أكثر على محاكاة هوليود شكلا مع المحافظة على بهارات الهند و خصوصية الصناعة السينمائية الهندية.

- My Name Is Khan المنتج سنة 2010: و الذي يتحدث عن قصة هندي مسلم مغترب بأمريكا مصاب بالتوحد، و لفت الفيلم أنظار الكثير من المشاهدين غير المتابعين لبوليود، و يعد من أهم أفلام المخرج و المنتج Karan Johar .

- Dhoom 3 المنتج سنة 2013: و هو الجزء الثالث من الفيلم الهندي المعروف، فيه الكثير من الحركة و الإثارة و الاستعراضات الكبيرة.

خلال فترة الموجة الجديدة استمرت الهند في إنتاج الأفلام الدرامية و الرومانسية و الغنائية الاستعراضية لكن بإنتاجات ضخمة و مبهرة جعلتها الرائدة في تصميم و تصوير الاستعراضات الغنائية في العالم.

كما طرحت السينما الهندية خلال الموجة الجديدة مواضيع جريئة لم تكن تتوقف عندها كثيرا سابقا، مثل المثلية الجنسية (Dostana)، و الخيانة الزوجية بمنظور مغاير للضحية و للخائن (Kabhi Alvida Naa Kehna)، الأمهات البديلات و تأجير الأرحام (Filhaal )، حقوق الأطفال و حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (Taare Zameen Par) (Hichki)، الموت الرحيم (Guzaarish).................

و  بدأت حاليا السينما الهندية في الابتعاد عن توظيف الصراع الهندي الباكستاني بطريقة ساذجة و مباشرة مثلما كانت تفعل طيلة مائة عام و أكثر من مسيرتها.

للسينما الهندية مثل العربية، فترة يمكن أن نسميها الزمن الجميل لبوليود، زمن الأبيض و الأسود في الهند، مرورا بالفترات اللاحقة بعدها، و التي أنتجت عمالقة الفن الهندي السينمائي.

أفلام الأبيض و الأسود الهندية (بوليود خاصة) كانت حالمة، رقيقة، عائلية، مليئة بالمشاعر البريئة و العميقة، تقديس الأم و الأرض، تعظيم رابطة الزواج، و هي بعض من التوابل الهندية السينمائية الثابتة و الراسخة التي استمرت لليوم في أغلب الأفلام، و في مرات نادرة فقط تغيرت و تم التعدي عليها (حسب الرأي العام) من طرف بعض المبدعين المغامرين مثل المخرج Sanjay Leela Bhansali و السينمائي المعروف و الحاضر بقوة Karan Johar.

و لا يمكن الحديث عن السينما الهندية القديمة دون التطرق إلى Raj Kapoor، الرائد الأشهر في صناعة الأفلام بالهند، و الذي أكمل مسيرة والده Prithviraj Kapoor لإنشاء عائلة فنية كبيرة و مسيطرة على بوليود لغاية يومنا هذا.

و موضوع العائلات المسيطرة على السينما بالهند عاد ليطرح بقوة مؤخرا بعد انتحار الممثل Sushant Singh Rajput، و هي مأساة أخرى تضاف لقائمة الجوانب الخفية في السينما الهندية.

لذلك قد يتغير المشهد السينمائي الهندي في بعض تفاصيله في الفترة القادمة، خاصة و أن بوليود حاليا تعرف ما يمكن ان نعتبره ازمة في النجمات الجديدات، و اللواتي أغلبهن أنصاف مواهب من أبناء العائلات الفنية، مع عدم مقدرة الجيل الذي قبلهن من تحقيق النجاح المنتظر مثل Sonam Kapoor، و مع التقاعد المتقطع لنجمات التسعينات و العشرية الأولى من الألفية الثالثة، مثل: Kajol، Aishwarya Rai  ، Rani Mukherjee ، Kareena Kapoor، و انشغال Priyanka Chopra بالتواجد الهوليودي، و انشغال زميلتها Deepika Padukone بحملها، و بالمقابل تعرف الساحة الهندية مواهبة جديرة بالنجاح من النجوم الشباب، سوءا الجيل الجديد:  Varun Dhawan، Sidharth Malhotra،  أو الذي قبله: Ranbir Kapoor، Ranveer Singh ........

الترفيه الذي يعاير الكثيرون به السينما الهندية هو في الواقع صفة تميزت بها الأفلام الهندية و أتقنتها منذ البداية و طورتها مع مرور الوقت، و ما نراه اليوم من تنوع في الأفلام الهندية هو نتيجة لمسيرة طويلة عمرها كما ذكرت سابقا، هو من عمر اكتشاف السينما تقريبا.

لم تتخلى السينما الهندية عن الطابع الغنائي و الاستعراضي لأغلب أفلامها منذ ظهور السينما الناطقة لغاية يومنا هذا، و أصبحت بوليود رائدة في مجال تصوير الاستعراضات الغنائية و الرقصات، و هي الآن مثال يحتذى به من طرف باقي السينمات في هذا المجال، و وراء هذا النجاح أيضا في الأفلام الغنائية الاستعراضية عدد من الثنائيات الموسيقية التي لحنت كل تلك الموسيقى الجميلة التي نسمعها في الأفلام الهندية، و الثنائيات الموسيقية هي ظاهرة قلما نجدها في مكان آخر، و مثلها أيضا ظاهرة مطربو البلاي باك (Playback singers)، و هي من أساسيات نجاح الفيلم الهندي القديم و الحالي أيضا، حيث تستخدم الأغاني للترويج للفيلم و قد نجد بعض الأغاني و الاستعراضات أنجح من الفيلم بحد ذاته و أكثر منه تأثيرا.

و الذي يتساءل عن تشابه أصوات المطربين و المطربات في الأفلام الهندية، لا يعلم أنه للسينما الهندية أسماء معينة تتكرر في أغلب الأفلام و تقريبا كل مطرب خاص بعدد من الممثلين و لا يغيره إلا أحيانا، مثل Mukesh الذي يغني في أفلام Raj Kapoor و Udit Narayan في أفلام Shahrusk Khan.

أما الصوت النسائي الأشهر و المعروف و المألوف لدى الجمهور هو صوت الظاهرة Lata Mangeshkar و التي تقارب مسيرتها الفنية الـ 70 عاما، حيث عاصرت نجمات الأربعينات و الخمسينات و غنت في أدوارهن مثل Nargis و مرورا بـ Aishwarya Rai  و وصولا إلى Soha Ali Khan.

تاريخ أول نشر/ 24 جوان 2021

جريدة الدستور العراقية - العدد: 4998

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire