samedi 28 novembre 2020

Bajirao Mastani Vs Kalank الطرح المغاير ضد النمطية المعتادة

 





تابعت فيلم Kalank منذ أسابيع مضت، فوجدته فيلما جيدا، لكنه ربما جاء في التوقيت الخاطئ لذلك لم ينجح في شباك الإيرادات بعد صدوره في أفريــل 2019، تابعته و أنا أحاول أن أبحث عن سبب عدم نجاحه جماهيريا، و سبب تغير حماس الصحافة و النقاد نحوه بعد اهتمامه به قبل صدوره.

ما أعتب عليه في الفيلم موجود في كثير من الأفلام الهندية و هو ليس سبب عدم نجاح هذا الفيلم المنجز بإتقان، لكنه عتب متكرر نحو كثير من الأفلام الهندية التي تتعرض لفترة انقسام الهند و باكستان سنة 1947 و ما سبقها و ما تلاها من عمليات تطهير عرقية عنصرية ضد المسلمين الباقين في الهند و ضد الهندوس الباقين في باكستان.

في كثير من الأفلام الهندية (بوليود) التي اطعلت عليها و تابعتها تكون طريقة الطرح متشابهة من حيث المضمون و مختلفة في بعض تفاصيل القصة، المهم النتيجة أنه في الفيلم نرى مصدر العنف في تلك الفترة هم الأغلبية المسلمة التي لم تتقبل الأقلية الهندوسية، و تختفي بقية القصية التي تقول أن الأغلبية الهندوسية أيضا لم تتقبل الأقلية المسلمة التي بقيت في الإقليم الهندي بعد التقسيم.

و هو ما نراه في فيلم Kalank.

و على العكس تماما، و قبله بـ 4 سنوات، طرح الفيلم الناجح جدا Bajirao Mastani سنة 2015 رؤية مغايرة تماما لما اعتادت بوليود طرحه في الغالب، ربما هو طرح يشبه ما تضمنه الفيلم الملحمي الشهير Jodha Akbar سنة 2008.

لم نتعود على رؤية بوليود تتحدث عن التعصب الهندوسي ضد ديانة أخرى أو عرق آخر بهذه الطريقة، المعروف أن أفلام بوليود منذ التسعينات من القرن الماضي و لغاية يومنا هذا تناولت الكثير من القصص و السيناريوهات التي تتحدث عن عدم توافق الديانة بين البطلين و وقوف الأهل عائقا ضد زواجهما و انتصار الحب كنهاية بوليودية خيالية معتادة.

أما ما نراه في فيلم Bajirao Mastani فهو عرض لقصة مقتبسة من التاريخ الهندي، و لا يزال الجدل حول صحة تفاصيلها لم يحسم بعد، و قد أثارت الكثير من الاحتجاجات بسبب الصورة غير النمطية التي ظهرت بها الطائفة الهندوسية، التي و حسب أحداث الفيلم رفضت زواج الأمير الهندوسي Bajirao  بالأميرة المسلمة Mastani و يعترض المحتجون على اتهام الفيلم للهندوس بالعنصرية التي كانت السبب في تعذيب الأميرة المسلمة Mastani حتى موتها و انتزاع ابنها منها.

هذا الفيلم الذي يعتبر تحفة فنية أخرى من إخراج Sanjay Leela Bhansali تلاه فيلم تاريخي ملحمي ناجح هو أيضا سنة 2018 عنوانه Padmaavat بنفس فريق العمل تقريبا و لنفس المخرج المبدع، لكن الفيلم كان أكثر إثارة للجدل حينها و تسبب حتى في ظهور أعمال شغب في بعض المدن الهندية، بسبب تعرضه لقصة تاريخية حول الصراع الهندي (الهندوسي) المغولي (المسلم)، و تفاصيله المتعلقة بالأميرة الهندوسية Padmaavati لم تعجب الجمهور الهندوسي الذي تحرك مع زيادة اعتراض الأحزاب الهندوسية المتطرفة بالهند.

ما أود قوله، أن النظرة النمطية موجودة في السينما الهندية في الغالب، و هي موجودة أكيد في السينما الباكستانية بالمقابل، و موجودة طبعا في هوليود، لكن من حين لآخر نجد جرأة من طرف بعض المخرجين الذين يخرجون قصصا مخالفة للنظرة النمطية التي ترضي الجمهور، و في حين فشل Kalank رغم مطابقته للنموذج السائد في الطرح، نجد أن Padmaavat و Bajirao Mastani نجحا رغم عدم إرضائهما للأغلبية الشعبية و للأغلبية الحاكمة.

**جمال الدين بوزيان

تاريخ النشر الأول: 16/08/2020

 https://www.z-dz.com/bajirao-mastani-vs-kalank-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%A7/

ثوابت بوليود الخطوط الحمراء في السينما الهندية




 

 

للسينما الهندية (بوليود) بديهيات لا يمكن المساس بها و تغييرها إلا نادرا، و من يتعدى هذه الخطوط الحمراء عليه أن يكون مستعدا لتبعات عمله مهما كان مخرجا كبيرا أو نجما مشهورا، حيث يمكن أن تصل ردود الفعل الرافضة لهذا التعدي لحد التهديد بالقتل مثلما حدث مع الممثلة ديبيكا باديكون و المخرج سانجاي ليلا بهناسلي في فيلم Padmaavat سنة 2018 ، و سابقا مع الممثلة سونالي بندري في بداية الألفية بسبب لباس هندوسي غيرت شكله و جعلته فاضحا في أحد أفلامها.

الدين حاضر بقوة في السنيما الهندية و كثير من أفلام بوليود هي دروس خفيفة في الهندوسية، تعطيك لمحة سريعة عن الآلهة المهمة عندهم.

رغم احتوائها أحيانا على كثير من التحرر في الأفكار و الطرح، و العري في اللباس و العلاقات، إلا أنه توجد مبادىء أو ممنوعات لا يمكن الاقتراب منها في الأفلام الهندية او المساس بها، مثل الهندوسية، الوطن، الأم، الزوجة، حيث لا يمكن للزوجة أن تكون خائنة، ربما عدد الأفلام التي تكون بطلتها زوجة خائنة في بوليود يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، مثل الفيلم المثير للجدل

Kabhi Alvida Na Kehna المنتج سنة 2016، و هو من إخراج و إنتاج كاران جوهر، الذي تعرض لانتقادات كثيرة حينها، حيث تمرد على الصورة النمطية للزوجة في أفلام بوليود، خاصة و أن قصة الفيلم تسير نحو إعطاء مبرر للخيانة و البحث عن الحب الضائع.

كذلك هناك فيلم من بطولة الممثلة النيبالية و الناشطة الاجتماعية مانيشا كويرالا عنوانه: Tum تكون البطلة فيه زوجة خائنة، لكنها تتراجع فيما بعد عن خيانتها و تتعرض لمتابعة قاتلة من طرف عشيقها المهووس و المضطرب نفسيا، الفيلم من إنتاج سنة 2004 و من إخراج Aruna Raje.

فيلم آخر أثار غضب الرأي العام الهندي و تسبب في انتشار مظاهرات ضده و أعمال شغب في الشارع، فيلم PK المنتج سنة 2014 من بطولة عامر خان و إخراج راج كومار هيراني، و الذي اتهمه المعارضون الهندوس بالتعرض لمسائل دينية و سياسية ممنوع الاقتراب منها.

الشارع الهندي قاس جدا في ردة فعله اتجاه ما لا يعجبه في الأفلام خاصة تلك المتعلقة بالدين، و تاريخ السينما الهندية شهد الكثير من أعمال الشغب و حرق دور السينما بسبب أفلام لا تتناسب مع معتقدات و آراء الشارع الهندي بمختلف أطيافه و دياناته خاصة الأغلبية الهندوسية.

رغم أن رواد السينما الهندية الأوائل كانوا مزيجا من مختلف الديانات، إلا أن الأفلام الهندية على مدى سنواتها الطويلة التي تفوق المئة سنة سارت في الغالب بما يرضي الأغلبية الهندوسية شارعا و حكاما.

الجنس في بوليود كان من الأول تابو و من أهم الممنوعات، لكن للسينما الهندية إغراؤها الخاص بها، كان إغراء محتشما جدا في سينما الأبيض و الأسود، و كانت أغلب أفلامهم عائلية و ملتزمة بالمعنى العامي للكلمة، لكن مع الثورة الجنسية العالمية في الستينات و السبعينات من القرن الماضي عرفت بوليود نوعا من التحرر و الزيادة في العري تماشيا مع الوضع السائد، و لعل الجميع يعرف في تلك الفترة رمز الإغراء زينات أمان، التي كانت تبدو حينها قنبلة جنسية بالنسبة للهند التي كانت تمنع القبلة الفرنسية في كل أفلامها، و لا تزال ترفضها بعض ممثلات النخبة لحد الآن.

في فترة الثمانينات استمر الوضع نفسه مع الإغراء الهندي لكن لم يكن صارخا، لغاية بداية الألفية، حيث تغيرت تماما معالم الإغراء في بوليود و أصبح مبتذلا جدا يحوي الكثير من العري و اللقطات الدخيلة على قصة الفيلم، و الرقصات الغريبة التي تشوه الاستعراض الهندي التقليدي الذي شارك في التأسيس لصناعة سينمائية ناجحة.

تعتبر الممثلة المعتزلة و المنتجة الحالية Pooja  Bhatt هي التي فتحت صمام الأمان و تركت الباب مفتوحا على مصراعيه لتغير مسار الإغراء في بوليود، و ذلك بإنتاجها لفيلم Jism  في جزئه الأول و إخراجها الجزئين الآخرين، لتتوالى بعدها موجة من الأفلام التي اتخذت العري الفاضح سبيلا للنجاح و لم تتوقف هذه الموجة لحد الآن، رغم أن النجمات المعروفات لم يتخصصن في هذا النوع من الأدوار و إنما كانت الريادة للممثلات: بيباشا باسو، مليكة شيراوات، نيها دوبتيا.........

و مع ذلك، يعتبر الإغراء معادلة فاشلة في بوليود إذا اعتمدت عليه الممثلة لوحده، و هو ليس من التابوهات المحرمة حاليا، و لا يثير غضب الشارع بقدر ما تثيره المواضيع الدينية و السياسية.

 

**جمال الدين بوزيان

تاريخ النشر الأول: 25/10/2020

 https://www.z-dz.com/%D8%AB%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%AA-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86/

استعراضات برتبة فيلم قصير

 

استعراضات برتبة فيلم قصير




المتابع للسينما الهندية القديمة و الحالية خاصة، يلاحظ أن بعض الاستعراضات الغنائية الراقصة التي تتضمنها أفلام بوليود، ليست مجرد مادة ترفيهية لا علاقة لها بمضمون الفيلم أو مجرد لقطات دخيلة لا تأثير لها في سير الأحداث و تغيرها.

المنتقدون و الساخرون من بوليود دائما ما نسمعهم يعبرون عن انزعاجهم من عدم ارتباط أغاني و رقصات الفيلم مع مضمونه، حيث تكون الأحداث في مكان و زمن معينين، ثم فجأة نجد البطل و البطلة في بيئة سويسرية فاتنة أو حديقة فنلندية ساحرة يرقصان و يتبادلان المداعبة الرقيقة كأنهما سافرا في آلة الزمن.

لكن، بعض الأفلام الهندية المنتجة في السنوات التي بدأت  فيها موجة التطور و الانتشار العالمي مع بداية التسعينات أو منتصف التسعينات لغاية اليوم، فيها كثير من التغيير في دمج الاستعراض الجميل و المبهر مع سياق القصة و الحبكة الفنية و الدرامية للفيلم، لتتماشى مع طبيعة الشخصيات و تغيرها، حيث يمكن لاستعراض واحد أن نفهم منه نصف الفيلم أو نجده يجيب عن تساؤلات كثيرة يمكن أن نطرحها لو لم نتابع الاستعراض، فمن المستحيل فهم الفيلم إذا قمنا بضغط زر الريموت كنترول لتجاوز اللقطات و تسريعها.

أحسن مثال عن هذا هو الاستعراض الأول في فيلم "Aaja Nachle" المنتج سنة 2006 و الذي عادت به الممثلة المخضرمة مادهوري ديكسيت للأضواء بعد غياب فترة بسبب الزواج و الانتقال للعيش بالولايات المتحدة الأمريكية مع زوجها الطبيب الهندي شريرام مادهاف نيني.

الفيلم من عنوانه هو فيلم استعراضي، يحكي قصة عشق للرقص، اختيار مادهوري لم يكن صدفة، فالراسخ لدى الجمهور و الصحافة الفنية الهندية أن مادهوري هي أحسن ممثلة تجيد الرقص الهندي التقليدي دون منازع، لذلك عودتها للجمهور كانت بفيلم محتواه عن الرقص.

للأسف الفيلم لم ينجح جماهيريا و ماديا، لكنه كقيمة فنية بالنسبة لعشاق الرقص و المبتدئين أصبح بمثابة ملهم لكثير من الراقصات الهنديات اللواتي يرين في مادهوري صورة النموذج التي يحلمون بالاقتداء بها.

في استعراض O Re Piya مادهوري ترقص بجسمها و تعابير وجهها تحكي لنا بعض تفاصيل الفيلم، حيث نتابع في أول الفيلم استعراضها الأول الذي تتخلله بعض اللقطات التمثيلية من حين لآخر، و خلال هذا الاستعراض نفهم قصة الفيلم من البداية و لماذا هاجرت مع حبيبها الأجنبي هربا من قريتها، تاركة عائلتها و كل حياتها البسيطة هناك.

هذا الفيلم بالخصوص، لا يمكن للمشاهد فيه تجاوز استعراضه الأول، لأنه لن يفهم بقية الفيلم و لن يفهم لماذا قريتها ترفض عودتها و لماذا تعامل البطلة كأنها مجرمة متمردة على تقاليد مجتمعها.

الفيلم الثاني هو Kalank، هو لنفس الممثلة التي أصبحت مقلة جدا في أعمالها، و كانت بطلة مساعدة في هذا الفيلم الجديد المنتج سنة 2019 تاركة دور البطولة الأولى فيه للممثلة الشابة المحظوظة جدا عالية بهات و شريكها المتكرر في الأفلام فيرون دهاوان، و قد لقي الفيلم استحسانا كبيرا و اهتماما ملفتا من الجمهور و الصحافة في أول صدوره، و بعدها تضاربت حوله الآراء.

الفيلم يتضمن استعراضا تقليديا جميلا بعنوان Tabaah Ho Gaye من تصميم ساروج خان و هي من أهم مصممي الرقصات في الهند، التصوير كان موفقا جدا كأغلب أفلام بوليود الكبيرة التي أصبحت رائدة في مجال تصوير الاستعراضات الفخمة في البلاتوهات الواسعة، حيث تنتقل الكاميرا بسلاسة كأنها ترقص مع مادهوري و تتفاعل مع نغمات الأغنية التي أدتها شريا غوشال، و هي أيضا واحدة من أكثر المغنيات طلبا في الأفلام الهندية حاليا، ربما ستكون هي لاتا مانغيشار القادمة لو كتب لها العمر الطويل.

خلال الاستعراض الذي ترقص فيه مادهوري مع مجموعة من الراقصات في بهو الماخور الذي تعمل به، تستمر أحداث الفيلم مع استمرار الاستعراض حيث نرى البطلة (عالية بهات) مع زوجها في علاقة حميمية لأول مرة بعد فترة زواج أفلاطوني شكلي،  ليدخل بعدها البطل لبيت الدعارة لفض الاستعراض الراقص و هو في ذروته ليلوم والدته (مادهوري) على تسببها في كل ما حدث، يحاول خنقها بعنف قبل أن يضعف و يرتمي في أحضانها باكيا على حبيبته التي ضاعت منه و تزوجت من أخيه، لتحتوي (مادهوري) ابنها غير الشرعي (فيرون) مواسية له على مصابه.

فيلم آخر تحكي رقصته بعض التفاصيل، هو فيلم Players المنتج سنة 2012، و كانت البطولة فيه جماعية لعدد من نجوم الهند (بوبي ديول، بيباشا باسو، أبهيشيك باتشان، سونام كابور، نيل نيتين موكيش...).

في أغنية Ho Gayi Tun تظهر نجمة الإغراء الهندي و عارضة الأزياء السابقة بيباشا باسو في ملهى ليلي ترقص مع مجموعة راقصات على منصة الملهى، لجلب انتباه رجل أعمال أجنبي و تخذيره و سرقته مع زملائها في الجريمة.

الاستعراض ليس تقليديا أبدا، بل الرقص فيه هو رقص ملاهي، حيث العري و الحركات الإيحائية تكون متوفرة جدا، و هو ما يليق بالممثلة بيباشا باسو التي تجيد الكثير من الإغراء و القليل من التمثيل، بينما شركائها في التمثيل داخل بلاتو هذا الاستعراض (الملهى الليلي) يتحاورون فيما بينهم بلغة العيون و الإشارات في انتظارهم لإتمام مهمة السرقة المخطط لها.

خلال الاستعراض تنتقل الراقصة (بيباشا) بين شخصيات الفيلم و تتظاهر بإغوائها لهم و رقصها معهم إلى أن تصل لضحيتها (رجل الأعمال الأجنبي)، و تبادله الرقص قبل أن يحملها بين يديه و يصعد بها لإحدى غرف الملهى و ينتهي هنا الاستعراض.

الفيلم الأخير الذي أود التطرق له هو فيلم ناجح جدا، ملحمي تاريخي أثار الكثير من الجدل  بعد صدوره بسبب عدم الاتفاق على الحقائق التاريخية الواردة في القصة، لكنه من الناحية الفنية و الجماهيرية و حتى المادية كان له الحظ الكبير.

فيلم Jodhaa Akbar المنتج سنة 2008، بطولة هيريتيك روشان و أيشواريا راي في ثاني لقاء بين اثنين من أجمل ممثلي بوليود، ليتكرر بعدها اللقاء بينهما في فيلم Guzaarish سنة 2010، و اللقاء الأول كان في فيلم Dhoom 2 سنة 2006.

بفيلم جودا أكبر، و في أغنية Azeem O Shaan Shahenshah يظهر مئات الراقصين في فناء القصر الكبير و هم يؤدون رقصات هندية متناسقة جدا و كأننا نتابع افتتاحا لكأس العالم أو احتفالات بالأعياد الوطنية، رقصات بها الكثير من الألوان و الفرح كأغلب احتفالات الأفلام الهندية، الاستعراض كان بمثابة احتفال بعودة الأميرة الهندوسية "جودا" لزوجها الملك المغولي المسلم "أكبر" بعد خلاف بينهما بسبب مكيدة تسببت في عودتها لمنزل أهلها، و الزواج الذي كان بينهما في أول الفيلم تم التخطيط له لتوحيد الأقاليم الهندية التابعة في ذلك الوقت  للحكم المغولي.

خلال الاستعراض المبهر تمر أمام المشاهد الكثير من الطقوس الاحتفالية المغولية أو الهندية، و العديد من رقصات الأقاليم و العرقيات التابعة للحكم المغولي، تتخل هذا الاستعراض بعض الحوارات القصيرة جدا، لينتهي الاستعراض بإصابة الملك بسهم غادر من أحد الخونة الذي كان يتربص به طيلة الاحتفال.

هذا، و تعتبر أغاني و استعراضات الأعراس في الأفلام الهندية أيضا بمثابة أفلام قصيرة، قد تحكي في أغلبها مأساة العريس و العروس أو فرحتهما و قصة حبهما، و قد تتأزم المشاكل و العلاقات خلال استعراض العرس و نرى الكثير من الأحداث خلال متابعة الأغنية، و منذ ظهور السينما الهندية تعتبر أغاني الأعراس هي أولى الاستعراضات التي لها ضرورة درامية و علاقة مباشرة بأحداث الفيلم، و لا يمكن القول عنها بأنها لقطات تم إقحامها بالفيلم.

حاليا أصبحت بعض أفلام بوليود لا تلجأ للاستعراض، بل يتم دمج الأغاني مع سير أحداث الفيلم تماما مثلما تدمج الموسيقى التصويرية، و بعض الأفلام لها خصوصية تجعل من المخرج الذكي يلجأ لمثل هذا الدمج للأغاني بدلا من إقحام رقصات و استعراضات لا علاقة لها بالسياق الدرامي للفيلم و قد تشوهه و تسيء إليه.

**جمال الدين بوزيان

مجلة شورت/كراسات الفيلم القصير (العدد التاسع- يوليو 2020)