jeudi 21 décembre 2023

البوكس أوفيس البوليوودي.. أرقام مخيبة لسلمان خان وترقب لجديد شاروخان

 










لم يتمكن فيلم "تايغر 3" من تحقيق المنتظر منه في شباك التذاكر الهندي والعالمي، وكانت الأرقام بمثابة خيبة أمل لجمهور النجم سلمان خان، حيث كان الكثيرون منهم ومعهم الصحافة الهندية، يتوقعون أن يكون للجزء الثالث من فيلم "تايغر" نفس صدى فيلم "جوان" لشاروخان، الذي حطم الأرقام القياسية السينمائية في بوليوود، وسجل ثاني نجاح للنجم شاروخان هذا العام، في حين ينتظر محبو الكينغ صدور فيلمه الثالث لهذه السنة، "دانكي" المقرر بداية عرضه الخميس 21 ديسمبر الحالي.

سجل فيلم "تايغر3" منذ بداية عرضه في  11 نوفمبر 2023، ولحد الآن أكثر من 465 كرور، بينما كانت ميزانيته حوالي 300كرور، مما يجعله فيلماً مخيباً للأمال فعلاً، لو كان لممثل جديد أو نجم هندي غير لافت، كان يمكن القول أن الفيلم سجل نجاحاً بسيطاً، لكن ولأنه فيلم لسلمان خان، وبالنظر للحمى التي أصابت جمهوره على السوشيل ميديا قبل عرضه بأشهر، يمكن اعتبار الفيلم فاشلاً، لأننا كمتابعين وجدنا أنفسنا، كأننا أمام داربي سينمائي، بين سلمان خان وشاروخان، وفعلاً هما النجمان البوليووديان الوحيدان حالياً، اللذان يمكنهما التنافس بشدة على شباك التذاكر في مومباي، وهما القادران على تسجيل أرقام ضخمة في البوكس أوفيس البوليوودي.

فيلم تايغر 3، كان له كل مقومات النجاح، المحلي خاصة، بطله سلمان خان، الملقب بالسلطان، منتجه هو أديتيا شوبرا، أحد أكبر سينمائيي الهند ومنتجيها، وابن ياش شوبرا، المخرج مانيش شارما، أبطال الفيلم عمران هاشمي، وكاترينا كيف، باربي بوليوود الحسناء، موضوع الفيلم ونوعه، جوسسة وأكشن، مع الكثير من توابل بوليوود النمطية التي يعشقها الجمهور المحلي، قصة حب مع غناء واستعراضات وسط جرعة كبيرة من الأكشن المحترف، على طريقة أفلام ستاتام و فاست فايروس، ومع ذلك، الفيلم تعثر منذ أيامه الأولى، ومن المستحيل حالياً أن يسجل المزيد من الإيرادات، خاصة أنه تمت قرصنته على مواقع النت الهندية والعالمية بما فيها العربية طبعاً، كما أن صدور فيلم "دانكي" لشاروخان سيكون بمثابة غلق الباب نهائيا أمام إيرادات "تايغر 3".

بالمقابل، فيلم "Animal" للنجم رانبير كابور، ومنذ بداية عرضه في الفاتح من شهر ديسمبر الحالي، حقق ما كان يحلم به محبو سلمان خان، وسجل أرقاماً كبيرةً في شباك التذاكر الهندي والعالمي، وكان بمثابة نهاية موسم سينمائي ناجح جداً لرانبير كابور، بإيرادات تقدر بـ 800 كرور وميزانية لا تتعدى 100 كرور، مع فريق ممثلين يضم: أنيل كابور، راشميكا ماندانا، تريبتي ديمري، و بوبي ديول في عودة موقفة جداً مع هذا الفيلم، أما الإخراج فهو لـ "سانديب ريدي فانغا"، المقل جداً في أعماله، وصاحب الفيلم الناجح "كبير سينغ".

كان لرانبير كابور في مارس الماضي فيلم رومانسي لم يكن له الحظ في النجاح المادي، رغم لفته للأنظار والاهتمام، عنوانه Tu Jhoothi Main Makkaar، أما العام الماضي فكان له فيلمان مهمان شغلا الصحافة والمعجبين، رغم فشل أحدهما ماديا ( فيلم Shamshera)، وتسجيل الثاني لأرباح متواضعة مع جوائز لافتة في المهرجانات السينمائية (فيلم Brahmāstra: Part One – Shiva).

لذلك، رانبير يسير بخطى موقفة رغم تباين المداخيل المادية لأفلامه، إلا أن وضعه في بوليوود ينبئ باستمرار مشواره السينمائي طويلاً.

في الفترة الحالية، ربما الفيلم البوليوودي الوحيد الذي كان يمكنه منافسة "Animal"، هو فيلم "سام بهادور"، لمخرجة فيلم "شاباك" ميغنا غولزار، بدأ عرضه في الفاتح من ديسمبر الحالي، بطولة: فيكي كوشال، فاطمة سناء شيخ، سانيا ملهوترا، وهو سيرة ذاتية حربية، عن الماريشال الهندي "سام مانيكشاو"، المعروف خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، أثناء الحرب الهندية الباكستانية، لكن الفيلم لم يحقق الكثير من الإيرادات، لأنه يركز على تفاصيل تاريخية ودرامية في الصراع بين البلدين، وحول ما يتعلق بهذا القائد الهندي، بعيداً عن أكشن أفلام الجوسسة الخيالية مثل: تايغر، باتان، War وغيرها.

فيلم "جورام" بطولة مانوج باجباي، الصادر في 08 ديسمبر الحالي، أشاد به النقاد الهنود، لكنه لم يحقق شيئا لافتاً أبداً في البوكس أوفيس، وكذلك مثله أفلام أخرى، تبدو في مضمونها جيدة، لكنها لم تصمد في شباك التذاكر ولم تحقق شيئاً، وبعضها تم بثه مباشرة على منصات العرض الإلكتروني، تفاديا لسباق البوكس أوفيس غير مضمون العواقب، وهو ما اختاره بانكاج تريباتهي في فيلمه "كاداك سينغ"، واختاره جاكي شروف و نينا غوبتا في فيلمهما Mast Mein Rehne Ka.

في الجنوب الهندي أيضاً، لا يوجد حاليا فيلم ضارب أو ناجح في شباك التذاكر، لغياب أفلام نجوم الصف الأول، ربما فيلم نجم التيلوغو "ناني" Hi Nanna الصادر في 07 ديسمبر الحالي، كان يمكنه النجاح لو كان أكشن وليس دراما رومانسية.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 21 ديسمبر 2023/ العدد: 5758

الرابط:

https://www.addustor.com/content.php?id=35859


jeudi 14 décembre 2023

السيدة فالاني.. جديد الممثلة الهندية سوارا بهاسكار

 















لا يزال موعد صدور فيلم "السيدة فالاني" غير محدد، رغم الانتهاء من تصويره، وبعد أن كان مقرراً عرضه في أواخر سنة 2023، تتحدث حاليا بعض المواقع الفنية الهندية عن شهر ديسمبر 2024، مع أنه ليس خبراً دقيقاً، وغير صادر من صناع الفيلم.

"السيدة فالاني" بطولة النجمة الهندية "سوارا بهاسكار"، بمشاركة "بريجيندرا كالا"، أتول سريفاستافا، أنتيكا راجبوت، أما الإخراج فهو للسينمائي "مانيش كيشور"، في أول عمل له كمخرج، حيث خاض سابقاً مجال الإنتاج وكتابة الأفلام والمسلسلات في عدد قليل جداً من الأعمال البوليوودية.

تلعب سوارا في هذا العمل تسع شخصيات مختلفة، عبر ثمان قصص قصيرة منفصلة في تفاصيلها، ومتصلة في الفكرة العامة، التي تدور حول المرأة الهندية وأحلامها المكتوبة، على اختلاف طبقاتها الاجتماعية والعلمية والعمرية.

آخر أعمال سوارا كانت سنة 2022، فيلم Jahaan Chaar Yaar قصة وإخراج كمال باندي، إنتاج فينود باتشان، شاركتها البطولة في هذا الفيلم النسائي: بوجا شوبرا، ميهير فيج، و شيخة تالسانيا، مع مشاركة رجالية للممثل المعروف مانيش تشودري.

فيلم Jahaan Chaar Yaar وإن اختلفت تفاصيله، إلا أنه يسير على نفس نهج فيلمها الناجح مع كارينا كابور وسونام كابور Veere Di Wedding سنة 2018، وكذلك فيلمها الجديد المنتظر "السيدة فالاني"، هي كلها أفلام نسائية بإمتياز، وهي في الغالب اختيارات سوارا بهاسكار المتكررة، لما تكون في دور بطولي رئيسي، تميل لاختيار قصص عن قضايا المرأة الهندية وحقوقها، وحقوق الإنسان بصفة عامة، كما أن سوارا انتقائية في اختيار نوعية أفلام بعيدة عن النمطية البوليوودية، بغض النظر عن كون أغلب هذه الأفلام لا تنجح في البوكس أوفيس، ولم تضعها مع نجوم الصف الأول من بنات جيلها، مثل سونام كابور، كريتي سانون، عالية بهات، كيارا أدفاني، أو حتى الممثلة الجنوبية تامـنـا بهاتيا التي أصبحت حاضرة بقوة في بوليوود.

سنة 2022، كان لسوارا بهاسكار أيضاً فيلم آخر مميز، لكنه للأسف لم يلفت له الانتباه، عنوانه Mimamsa، إخراج غاغان بوري، وشاركها البطولة كاتب القصة أربان ديف، و بريجيندرا كالا.

ميمامسا هو دراما بوليسية غرائبية، عنوانها هو كلمة معروفة في الفلسفة الهندوسية القديمة، له علاقة بالتأمل والمعرفة والإدراك، وتفاصيل هذه الفلسفة لها علاقة بعمليات وطرق التحقيقات في الجرائم.

سنة 2021، شاركت سوارا في فيلم قصير، يطرح بشكل صريح قصة علاقة مثلية بين فتاتين مسلمتين، الإخراج لـ فاريز عارف أنصاري، الذي يملك في رصيده فيلماً آخر عن نفس القضية، يشارك في البطولة: ديفيا دوتا، وشابانة عزمي، الشهيرة في فيلم "Fire" الصادم، الذي اشتهر سنة 1996 بطرحه غير المسبوق لموضوع المثلية النسائية.

لدى سوارا بهاسكار أيضاً حوالي ست مسلسلات ويب، تختلف مواضيعها ما بين الدراما الإجتماعية الرومانسية، البوليسية، الرعب والغرائبية، وهو ما منح لها قاعدة جماهيرية لا بأس بها، جعلتها متواجدةً على الساحة الفنية بشكل شبه مستمر، بالنظر لأعمالها السينمائية الـ 20 التي لم تكن كلها بطولة رئيسية، وكثير منها لم يكن لافتا للانتباه أو ناجحاً مادياً.

وبعيداً عن الفن، سوارا متزوجة منذ بداية 2023 من فهد أحمد، عضو الحزب الإسلامي الهندي، وهي معروفة منذ 2010 بموقفها الصريح والمتضامن مع القضية الفلسطينية، هي ابنة العميد الهندي المتقاعد والمحلل العسكري "عدي بهاسكار"، الذي يشترك مع ابنته في موقفه اتجاه فلسطين، مع أن مواقف ومنشورات سوارا على السوشيل ميديا أكثر وضوحاً اتجاه المقاومة وأقل ديبلوماسية من منشورات والدها.

من المفارقات، أن شهرة سوارا في بداياتها السينمائية، كانت مع كانغانا رانوت في الفيلم الشهير Tanu Weds Manu بجزئيه الأول والثاني، وحالياً في الوسط الفني الهندي، من المعروف أن الداعمة الوحيدة للاحتلال الإسرائيلي هي كانغانا، بالمقابل، الوحيدة التي تصرح بدعمها لحق مقاومة الاحتلال هي سوارا بهاسكار.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية: الخميس 14 ديسمبر 2023/ العدد: 5752

الرابط:

https://www.addustor.com/content.php?id=35348


jeudi 7 décembre 2023

بعض أشهر أفلام المقاومة في بوليوود

 



















الحديث عن أفلام المقاومة في سينما مومباي، يتطلب أكثر من مقال، بل ربما يلزمه مؤلف أو بحث أكاديمي أيضاً، أو مجموعة مقالات على الأقل، حيث لا يمكن حصرها جميعاً في مقال واحد، وإن كانت بوليوود ربما أنتجت أكثر الأفلام الموظفة في صراعها مع باكستان، أكثر مما كان تركيزها على الأفلام التي تحكي تاريخ نضالها ضد الاستعمار البريطاني، كما أن كثير من أفلام الحروب والمقاومة في بوليوود كانت عن الملاحم الهندوسية الأسطورية، أو عن تاريخ الصراع الهندي المغولي الإسلامي.

يمكن الإشارة إلى بعض أشهر أفلام النضال والمقاومة ضد الإستعمار البريطاني في بوليوود، مع أن أشهرها في الثلاث سنوات الأخيرة، كان فيلما جنوبيا من التيلوغو، هو RRR للمخرج راجامولي، وهو الفيلم الذي فاز بجائزة أحسن أغنية في الغولدن غلوب والأوسكار سنة 2023، عن أغنية "ناتو ناتو".

فيلم التيلوغو الشهير، كان من بطولة نجمي الجنوب: جونيور أن تي أر، ورام شاران، مع مشاركة شرفية لنجمي بوليوود: عالية بهات و أجاي ديفغان، وكذلك كان لـ شريا ساران مشاركةً شرفيةً لافتة.

فيلم RRR وبميزانية ضخمة، حقق نجاحاً كبيراً جداً من حيث الإيرادات أوالإنتشار الجماهيري، وبأسلوب هندي نمطي متجدد، حاول الحفاظ على التوابل المحلية للفيلم الهندي، وتمكن فعلاً من تحقيق المعادلة ونجح فيها.

بالعودة لأفلام بوليوود في الألفية الجديدة، يمكن الإشارة لبعض أفلام كبار النجوم، التي كان مضمونها الرئيسي هو مقاومة الاستعمار البريطاني، وحسب رأيي، الجمهور المتابع لبوليوود عبر قنوات التلفزيون العربية، يعرف جيداً فيلمي : Thugs of Hindostan و Rangoon.

فيلم Thugs of Hindostan المنتج سنة 2018، للمخرج فيجاي كريشنا أشاريا، بطولة: عامر خان، أميتاب باتشان، كاترينا كييف، وفاطمة سناء شيخ، أما الإنتاج فكان للسينمائي الشهير أيدتيا شوبرا وشركته ياش راج.

الفيلم كان بميزانية ضخمة، وللأسف لم يحقق المنتظر منه في شباك التذاكر.

فيلم Rangoon  المنتج سنة 2017، للمخرج: فيشال بهاردواج، والذي شارك في الإنتاج أيضا، بطولة: سيف علي خان، شاهد كابور، وكانغانا رانوت.

هذا الفيلم أيضاً، فشل في البوكس أوفيس، رغم جرعة الوطنية والمقاومة والثورة من أجل التحرر التي تضمنها.

فيلم Lagaan المنتج سنة 2001، للمخرج أشوتوش غواريكار، البطولة والإنتاج لـ : عامر خان،  وشاركته في الفيلم غرايسي سينغ، وقد تم ترشيح الفيلم للقائمة الطويلة لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي، وحتى من حيث الإيرادات نجح كثيراً، ولفت له الانتباه لسنوات كثيرة.

المقاومة في الفيلم، لم تكن بالسلاح، بل كان تحدياً عبر مباراة في الكريكيت، بين مزارعين هنود وجنود الاحتلال البريطاني، لإعفائهم من ضرائب الأرض، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة.

فيلم Mangal Pandey: The Rising للمخرج كيتان ميهتا، الذي شارك في الإنتاج أيضاً سنة 2006، البطولة لعامر خان، والذي يبدو أنه أكثر ممثل بوليوودي حالياً لديه رصيد من أفلام المقاومة، شاركته البطولة راني موخرجي وأميشا باتل، الفيلم حقق نجاحاً لافتاً جداً، جماهيرياً ومادياً.

فيلم Kesari المنتج سنة 2019، للمخرج: أنوراج سينغ، الإنتاج للسينمائي المعروف كاران جوهر عبر شركته دهارما، رفقة 3 شركات أخرى، البطولة كانت لـ: أكشاي كومار وبارينيتي شوبرا، وقد حقق الفيلم المنتظر منه من الإيرادات، وقصته عن فترة الاحتلال البريطاني للهند، لكنها ليس مقاومة الاحتلال، بل عن فرقة الجنود السيخ في الجيش البريطاني، التي كانت تواجه المقاتلين الأفغان على الحدود، لذلك، لا أدري هل يمكن اعتبار الممثل الرئيسي في الفيلم بطلاً وطنياً، لأنه دافع عن بلده مع جيش الاحتلال ضد احتلال آخر؟

فيلم Manikarnika: The Queen of Jhansi المنتج سنة 2019، إخراج: كريش جاغارلامودي بمشاركة بطلة الفيلم كانغانا رانوت في الإخراج أيضاً، الفيلم سيرة ذاتية للملكة لاكشمي وثورتها ضد البريطانيين، ومثل أغلب أفلام كانغانا رانوت، الفيلم مميز وتم إنجازه باحترافية، لكن حظها مع البوكس أوفيس دائما سيء جداً، وتجدر الإشارة أن مشاهد الأكشن التي ظهرت فيها كانغانا، تجعلها من أفضل ممثلات بوليوود إجادة لهذه المشاهد.

هذه بعض أكثر الأفلام البوليوودية المعروفة في الألفية الثالثة، التي طرحت قضية مقاومة الاحتلال، لاتزال أفلام أخرى كثيرة قد تكون جديرة بالكتابة عنها، سواءا القديمة منها خلال فترة بدايات السينما الهندية، أو الحالية،  لكني تفاديت الأفلام التي تتحدث عن فترة استقلال الهند في 1947، لأنها في الغالب تجمع بين فكرة مقاومة المستعمر البريطاني وبين فكرة الإنقسام مع باكستان، وما حدث من فتنة وإبادة خلالها، لكن من زواية نظر هندية بإمتياز.

تاريخ النشر أول مرة: جريدة الدستور العراقية/ الخميس 07 ديمسبر 2023 / العدد: 5746
الرابط

samedi 18 novembre 2023

تفاعل الوسط الفني الهندي مع الحرب على غزة

 




















بصفة عامة، غالباً ما يكون موقف الوسط الفني الهندي وبوليود خاصة، اتجاه الوضع في الشرق الأوسط، وفي فلسطين وإسرائيل، هو الصمت والحياد، ونادراً ما نرى مواقف وتصريحات من فنانين ونجوم بوليوود نحو ما يحدث.

في السنوات الماضية ومع تكرار كل عدوان، قليل جداً من الفنانين وصناع السينما من صرحوا بمواقف واضحة، في عدوان سنة 2014، كان أميتاب باتشان، سوناكشي سينها، من بين أهم نجوم الهند الذين كتبوا منشورات تدعوا لوقف العدوان وحماية الأطفال والأبرياء.

وكما ذكرت في مقال سابق، القضية الفلسطينية غائبة في أفلامهم، وفي حواراتهم وتصريحاتهم، في أوقات السلم المؤقتة وخلال أيام العدوان والحروب أيضاً.

ومع ذلك، المعروف والمؤكد حاليا، أن الوحيدة التي صرحت بدعمها للجانب الإسرائيلي منذ هجمات الـ07 أكتوبر، هي الممثلة المتمردة كانغانا رانوت، المعروفة بتصريحات الغريبة وخلافاتها المتعددة مع الوسط الفني الهندي ومع العائلات الفنية المسيطرة خاصة.

كانغانا أيضا معروفة بعدائها لمسلمي الهند، ولديها عدة مواقف وتصريحات ضدهم، قبل سنتين تقريبا، دار جدال حاد بينها وبين الممثلة الكبيرة شابانة عزمي، حول منع الطالبات المسلمات في إحدى الولايات الهندية من لبس الحجاب في المدارس.

الجدير بالذكر أن الولاء لإسرائيل في الوسط الفني الهندي لا يفيد الفنانين كثيراً، لأن السيطرة في الهند عموما كمجتمع ودولة، هي للجماعات الهندوسية المتشددة، يجب عدم إزعاجهم والاقتراب من مقدساتهم، سواءً في مواضيع الأفلام أو في الحوارات والتصريحات، أما الولاء لإسرائيل أو مناصرة فلسطين، فلا تؤثر كثيراً على نجومية الممثل في بوليوود، الأهم هو علاقاتك مع العائلات الفنية المسيطرة على الإنتاج وتفادي المواجهة والتصادم مع الديانة الهندوسية.

على النقيض تماما من كانغانا رانوت، الممثلة سوارا بهاسكار، وقفت من أول يوم لهجمات حماس مع الجانب الفلسطيني شعبا ومقاومة، ولازالت لحد يومنا هذا مستمرة في النشر حول غزة والقضية الفلسطينية عموما، وأحياناً تنشر ما يشبه دروسا مختصرة في التاريخ، حول من هو المحتل ومن هم أصحاب الأرض، واتهمت العالم بعد الـ07أكتوبر بالنفاق، لما تعاطف العالم مع الإحتلال، ونسي أن غزة هي سجن مفتوح منذ سنوات طويلة.

صفحة سوارا بهسكار الرسمية على التويتر منذ 07أكتوبر، مخصصة تقريباً كلها لنشر وإعادة نشر كل ما يتعلق بالعدوان على غزة وبالقضية الفلسطينية عامةً، مثلا نشرت قبل أيام، صورة لخريطة فلسطين سنة 1947، أي قبل النكبة بعام واحد، ولحد كتابة هذا المقال، لا تزال صفحتها مسخرة لنشر كل ما يتعلق بالأحداث المستجدة في هذه الحرب.

موقف سوارا سهاسكار ليس بالجديد، ففي سنة 2010 رصدتها الكاميرات في سوريا، في مدينة اللاذقية بسوريا، في مسيرة تضامن مع فلسطين، وهي تحمل العلم الفلسطيني، وصورها موجودة على النت.

كما أنها صرحت سنة 2021 بأن القضية الفلسطينية والعدالة للشعب الفلسطيني، هي ليست قضية العرب والمسلمين فقط، بل هي قضية كل الإنسانية، لأنها قضية ضد الإستعمار والتمييز العنصري والإمبريالية.

سوارا بهاسكار متزوجة منذ فبراير 2023 من فهد أحمد، عضو الحزب الإسلامي الهندي المعروف بإسم "ساماج وادي"، وفي سبتمبر 2023 رزقت بطفلة أسمتها رابعة، وقد نشرت صورتها مؤخراً مع ابنتها الرضيعة وتحدثت عن الأمهات الفلسطينيات وأطفالهن، وتساءلت: كيف يمكن للأم الفلسطينية أن تحمي أولادها؟

الممثل الشهير أكشاي كومار، كان من أوائل المصرحين بعد هجمات الـ07 أكتوبر، ربما بعد يومين من الهجمات، قال بأنه ضد أي شكل من أشكال الإرهاب، وأن أي خلاف يجب أن يحل بطريقة ودية، ويجب الحفاظ على النساء والأطفال، وهو تصريح مميع ويرى ما يحدث من زاوية واحدة، والدليل أنه بعد 40 يوما من الحرب ومع الوضع الكارثي الذي وصلت له غزة وسكانها، لم يصرح بأي شيء.

 

بقية مواقف الفنانين الهنود، كانت متقاربة ومتشابهة، حيث وعلى قلتها، تدور أغلبها حول المطالبة بوقف الحرب وحماية الأطفال والأبرياء من كلا الجانبين، أشهرهن سونام  كابور، ابنة الممثل الشهير أنيل كابور وعمها المنتج المعروف بوني كابور، حيث انتقدت سونام الصمت العالمي اتجاه ما يحصل في غزة، وكتبت بأن "نصف سكان غزة هم أطفال". مع العلم أن سونام لا تزال سفيرة لماركة لوريال العالمية للتجميل، وربما لو كان موقفها يميل للمقاومة الفلسطينية كانت سوف تخاطر بفقدان عقدها مع لوريال.

رمز الإغراء في العشرية الأولى من الألفية الثالثة، بيباشا باسو أيضاً نشرت على ستوري الأنستغرام الرسمي لها، صورة لأم فلسطينية ملقاة على الأنقاض بعد القصف ويقف عنده جثتها طفلان، وكتبت بيباشا كلاما فيه إدانة للاحتلال على ما يحدث دون الإشارة إلى المقاومة الفلسطينية، حيث قالت حرفيا: "لا يمكن لأي حرب أو دين أن يكون أكبر من هذه الأرواح البريئة التي لا تعد ولا تحصى. هؤلاء أطفال صغار، بغض النظر عن أي دين، لا بد أن يرحمون".

 الصورة والمنشور كانا على الستوري، يعني حالياً هو غير موجود على صفحة بيباشا، لكن الكثير من المواقع وصفحات السوشيل ميديا قامت بحفظ المنشور وإعادة نشره.

زينات أمان، نجمة الإغراء الهندي في السبعينات، أيضاً تحدثت عن ضرورة حماية حقوق الإنسان ووقف الحرب في غزة، واعترفت بالتحديات التي تواجه مناقشة مثل هذا الموضوع الحساس كشخصية عامة، وأعربت عن دعمها لوقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية، وإغاثة الفلسطينيين، كما شددت على أهمية محاسبة المسؤولين عن العنف ضد المدنيين بغض النظر عن العرق أو الدين، وسلطت رسالتها الضوء على أهمية التحدث علناً ضد الظلم وتوسيع نطاق التضامن مع أولئك الذين يواجهون الصعوبات.

الممثلة التلفزيونية هينا خان، صرحت مرتين، المرة الثانية كانت لتصحيح وتوضيح أو تدارك ما قالته في التصريح الأول، لأنها في الأول قالت بأنه لا يجب التضحية بالأبرياء، وهو ما فسره البعض بأنه لوم للمقاومة، وازدواجية في المعايير بين ما يحدث في أوكرانيا وفي فلسطين، لذلك قالت في تصريحها الثاني أنها مع الأبرياء من كلا الطرفين، وأنها تعرف تاريخ فلسطين جيداً.

ربما الموقف الأقرب لموقف سوارا بهاسكار، هو ما صرحت به الممثلة وعارضة الأزياء الهندية غواهــر خان، التي كتبت: "متى كان الظالم مظلوما؟" وأكملت منشورها بفقرة أخرى: "دوامة العنف التي نراها اليوم، ترجع بنا لتاريخ احتلال إسرائيل لفلسطين، وما ارتكبته من تدمير للقرى وقتل مستمر للفلسطينيين، وقمع حركات التحرر السلمية، واستمرار ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، حتى وصلنا إلى حماس الهمجية" لكن العبارة التي تجعلها ليس مثل سوارا، هي أنها قالت في آخر كلامها: حماس الهمجية، قد يكون كلامها لوما لهمجية الإحتلال مع الفلسطينيين التي عادت عليها حالياً بنفس الطريقة، لكن التوصيف يراه البعض غير مناسب أبداً للمقاومة، لذلك يبقى موقف سوارا هو الصريح جداً والداعم مع المقاومة بدون كلمة "لكن".

المغني فيشال دادلاني أيضاً تفاعل وقال بأنه سيهدي أغنية لأطفال فلسطين ودولة الاحتلال على حد سواء.

بريانكا شوبرا، الممثلة الهندية العالمية، وقعت منذ أيام قليلة مع مجموعة من نجوم هوليود على رسالة مفتوحة للكونغرس والرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار، وبريانكا المقيمة حالياً في لوس انجلس مع زوجها المغني والممثل نيك جوناس، لم تكن لتقدم على موقف كهذا بمفردها، لولا التفاعل الشعبي الأمريكي الكبير والتظاهرات المختلفة في المدن الأمريكية المطالبة بوقف الحرب على غزة، حيث من المستحيل أن تقوم ممثلة في مثل وضعها باتخاذ موقف ضد التيار ومخالف لموقف نجوم هوليود والرأي العام الأمريكي، خاصة وأنها قاطعت بوليوود بصفة غير رسمية وتفرغت لهوليوود حالياً.

 

الشاعرة والكاتبة المعروفة، الهندية الأصل، كندية الجنسية روبي كور، رفضت مؤخرا الدعوة المرسلة لها من البيت الأبيض للاحتفال بمناسبة عيد الديوالي الهندي، بسبب موقف الولايات المتحدة الأمريكية من العدوان على غزة، وصرحت على السوشيل ميديا فيما يشبه شرحا مختصرا لسبب رفضها الدعوة والحضور: "أوقفوا الإبادة الجماعية".

أما الغائب الأكبر عن إبداء أي موقف أو رأي اتجاه ما يحدث حالياً في فلسطين، هو أشهر شخصية هندية في العالم، الممثل الكبير شاروخان، ومعه زميله الشهير جداً سلمان خان، حيث اختارا الصمت الشديد أمام كل ما يحصل، رغم أن نجاح أفلامهما لا يرتبط بمواقفهما هذه، مادامت ستكون تصريحات إنسانية بعيدة عن كل ما يمس الديانة الهندوسية أو النظام السياسي الهندي مباشرة، ومع ذلك لم نسمع ولم نقرأ لهما أي تصريح.

شاروخان، وبعد النجاح غير المسبوق بوليووديا لفيلمه الأخير "جوان"، يعيش حالياً نشوة نجاح الفيلم على منصة نتفليكس، ويعش معها حمى فيلمه القادم "دانكي"، التي بدأت مبكرا جدان ومن المقرر عرضه في 22 ديسمبر 2023، أما سلمان خان، فقد بدأت أرقام البوكس أوفيس الخاصة بفيلمه الجديد "تايغر 3" في الإرتفاع المستمر يومياً، منذ بداية عرضه في 12 نوفمبر 2023.

مواقف المشاهير اتجاه الحروب والقضايا الإنسانية والسياسية، لن تغير المعطيات على أرض الواقع، خاصةً إذا كان هذا الواقع يتعلق بيوميات حرب مستمرة ومفتوحة، تصريحات مشاهير العالم لن تغير كفة الرابح والخاسر في المعارك، لكنها مواقف قد تؤثر على الرأي العام، أو تشارك ولو قليلاً في تشكيل وتوجيه الرأي العام العالمي، ولكنها قبل كل هذا، هي مواقف تكشف عن ولاءات بعض هؤلاء المشاهير، اتجاه الأنظمة والإيديولوجيات، كما قد تعبر عن مواجهة الشخصية المشهورة لاختيارين: اتخاذ موقف ولو افتراضيا على السوشيل ميديا يرضي الضمير الإنساني، والذي قد تكون تبعاته غير مضمونة، وبين اختيار الصمت، لعدم المخاطرة بالوقوع في متاهات السياسية والإيديولوجيات.

تاريخ النشر أول مرة: موقع المتحف السينمائي/ الجمعة 17 نوفمبر 2023

الرابط:

https://www.film-museum.com/cinemaandfilmmaker/the-indian-artisti-ccommunity-reacted-to-the-war-on-gaza