samedi 26 décembre 2020

عارضات أزياء و رياضيون في التمثيل، من نجح و من فشل؟

 


أصبحنا مؤخرا، نسمع من حين لآخر بمشاركة بعض اليوتوبرز في التمثيل، لا أدري هل بسبب موهبتهم أم ربما لكي يستفيد العمل من الشهرة التي اكتسبوها على اليوتوب و في النت.
لست ضد أو مع انتقال أي شخص للتمثيل قادما من مجال آخر، سواء مجال رياضي أو من الإعلام او من عرض الأزياء، و أو فاشينيستا حتى.......
المشكل في وجود الموهبة من عدمها.
مثلا، بالنسبة للمممثلين القادمين من مجال الرياضة، مثل دواين جونسون (المصارعة الترفيهية)، و جيسون ستاتام (السباحة) حققا نجاحا كبيرا في السينما و أجدهما موهوبين في التمثيل، و بالنسبة لكريس همسوورت، تابعت أحد برنامج ريا أبي راشد خلال العام الذي صدر فيه فيلمه ثور الجزء الأول، و قالت بانه قادم من مجال الرياضة، لكني لم أجد أثرا لهذه المعلومة أبدا على النت.
في كرة القدم، أظن أهم من اتجهوا للتمثيل هما الفرنسي إيريك كونتونا الذي بدأ بمشاركات ثانوية و بطولات مساعدة لكنه أثبت نفسه بعدها محليا، و دافيد بيكهام الذي كانت له مشاركات عابرة، و لو كان موهوبا في التمثيل كان سيحقق الكثير.
أما بالنسبة لميدان عرض الازياء، فالواقع أثبت أن أنجح العارضات لا يمكن لهن النجاح في التمثيل، و هذا ما حدث مع ثلاث عارضات شهيرات من البيغ فايف في التسعينات، ناعومي كامبل، كلوديا شيفر، سيندي كروفورد، حيث كانت لهن مشاركات قليلة في الأفلام و لم تنجح أي واحدة منهن، لتستمر ناعومي في عرض الأزياء لغاية يومنا هذا و تتجه زميلتيها نحو الاستثمار.
و في نفس الوقت نحجت زمليتهن المغمورة آنذاك ميلا جوفوفيتش في التمثيل و وصلت بعيدا في نجاحها، و هي القادمة من ميدان عرض الأزياء و هي من جيل التسعينات، لكنها لم تكن شهيرة جدا مثل البيغ فايف، و أفلامها كلها تعتمد على الحركة و الخيال، و لا تتطلب قدرات تمثيلية كبيرة.
كثيرات هن الممثلات الللواتي بدأن مشوارهن في عرض الأزياء، لكن و لا واحدة من بينهن جمعت بين النجاح الكبير في عرض الأزياء و النجاح في التمثيل.
و حسب رأيي، لا توجد عارضة أزياء شهيرة أثبتت أنها موهوبة في التمثيل، إلا كارا ديلفين، و التي أثبتت هذا في الأفلام التي شاركت فيها، كانت على رأس أهم العارضات في العام و مع ذلك كان تقاعدها بداية لنجاح آخر في السينما و التلفزيون.
في تاريخ السينما مشاركات ناجحة لعارضات أزياء عالمية لكن النجاح اقتصر على دور بعينه، مثل ريبيكا رومنجي في دور ميستيك في سلسلة الأفلام الشهير إكس مان، و كذلك غريس جونس، عارضة الأزياء و المغنية المهشورة في السبيعنات و الثمانينات، كانت لها مشاركة ناجحة في فيلم كونان مع أرنولد شوارزينيغر و في إحدى أفلام جيمس بوند أيضا لها دور معروف جدا.

ملكات الجمال في بوليود ورقة اليانصيب الرابحة أحيانا






الموضوع مستهلك، و كثير من المواقع الهندية تتحدث عنه و مواقع أخرى أيضا بما فيها العربية.

أكثر سينما تستقطب ملكات الجمال و عارضات الأزياء هي بوليود، تقريبا لا توجد ملكة جمال هندية لم تتجه نحو التمثيل في السينما الهندية، و إن كانت أغلب مواقع النت تحصي 13 او 14 ملكة جمال توجهت نحو التمثيل في بوليود، إلا أن الواقع يقول بأن عدد ملكات الجمال اللواتي مثلن في بوليود هو تقريبا بعدد سنوات إجراء هذه المسابقة تقريبا منذ ظهورها في الهند.

لأنه كل عام، و بعد انتخاب مكلة جمال الهند، يتم  تقديم عروض كبيرة أو صغيرة للملكة المتوجة، و لو يتسع المجال هنا، أستطيع ان أعرض اسم كل واحدة منهن و التحدث عن مسيرتها التمثيلية الناجحة او الفاشلة، حيث أن الكثيرات منهن لا يستطعن البقاء طويلا أو إقناع المخرجين بقدرتهن على الاحتراف في التمثيل بعيدا عن الجمال الطاغي و الجسد الفاتن.

لكن، في عالم بوليود، بعض من ملكات الجمال أثبتن أنه يمكن لملكة الجمال أن تصبح ممثلة محترفة ، هي معادلة صعبة، لكن حققتها أيشواريا راي  و بريانكا تشوبرا، هما أكثر  الممثلات القادمات من عالم الجمال اللواتي أثبتن قدرتهن على التمثيل، حيث سيطرت الأولى على عرش التمثيل في العشرية الأولى من الألفية الثالثة، بينما سيطرت الثانية على العشرية الثانية.

أيشواريا راي هي أيقونة الجمال في العالم كله، لكن المتتبع لمسيرتها الفنية يرى بأن نجاحها لم يكن فقط بسبب العيون المميزة جدا و الجسم الرشيق و اللباس الأنيق الفاخر، لأن ملكة الجمال في السينما الهندية يجب عليها تعلم التمثيل و الرقص و أداء الأغاني بطريقة البلاي باك، مثلا يمكن للاستعراض الواحد أن يتضمن تمثيلا و رقصا و أداءا غنائيا أو تظاهرا بالغناء و كل هذا يتطلب مهارة و احترافا و إتقانا للتحكم في تعابير الوجه حسب مضمون الأغنية و سيناريو الاستعراض و السياق الذي جاء فيه ضمن القصة ككل.

و هذا ما أتقنته أيشواريا راي (ملكة جمال العالم لسنة 1994)، و بريانكا تشوبرا (ملكة جمال العالم لسنة 2000)، جوهي تشاولا (ملكة جمال الهند لسنة 1984)، سوشميتا سن ( ملكة جمال الكون لسنة 1994): ممثلة جيدة لكنها قليلة الحظ مقارنة مع أيشواريا خاصة، لارا دوتا (ملكة جمال الكون لسنة 2000)، ضياء ميرزا (ملكة جمال آسيا لسنة 2000).

القائمة طويلة جدا جدا لملكات الجمال الهنديات اللواتي توجهن نحو التمثيل في بوليود خاصة، لكن حسب رأيي الشخصي، اللواتي ذكرتهن هن الأكثر نجاحا و استمرارا و لفتا للانتباه، خاصة أيشواريا و بريانكا، مع أن هذه الأخيرة استعملت الإغراء و الجسد كجسر لعبور العالمية و حتى في بعض أعمالها الهندية، عكس أيشواريا التي وضعت شروطا لتواجدها الأوروبي و الهوليودي، فخسرت بعض العروض التي كان من المفروض أن تشارك فيها، و اقتصر وجودها حاليا في الغرب على مشاركة  سنوية دائمة في العبور على البساط الأحمر لمهرجان كان السينمائي، حيث أصبح مرورها السنوي هذا تقليدا شبه مقدس ينتظره المعجبون و الصحافة الفنية و المهتمون بالموضة كل عام.

المتتبع لمسيرة الممثلات الناجحات في بوليود و القادمات من عالم الجمال و عرض الأزياء، يلاحظ مدى التطور و التجدد الذي يظهر في تمثيلهن و أدائهن في الأفلام، حيث أن أيشواريا التي رأيناها في أوائل أفلامها الناجحة في فيلم Hum Dil De Chuke Sanam سنة 1999، ليست هي نفسها التي تابعناها في فيلم Guzaarish  مثلا، و المنتج سنة 2010، أو في فيلم  Ae Dil Hai Mushkil المنتج سنة 2016، أو في الفيلم البريطاني Provoced المنتج سنة 2006، و الذي يحكي قصة حقيقية لسيدة هندية تقتل زوجها بسبب تعرضها الدائم للتعنيف و الضرب و الإهانة، و تدخل بعدها في دوامة من المحاكمات و الجلسات و تضارب الآراء بين كونها مجرمة أم ضحية.

بريانكا تشوبرا أثبت نجاحها في التمثيل بدون غناء و بدون عري أو رقص أو أي شيء أثنوي حتى، من خلال فيلم "ماري كوم" سنة 2014، و الذي يروي القصة الحقيقية لبطلة الملاكمة الهندية الأولمبية ماري كوم، و تفوقت فيه بريانكا على جسدها و أقنعت المشاهد بأنها ماري الملاكمة، و نجح الفيلم حينذاك جماهيريا و فنيا.

كما أثبتت قدرتها على التمثيل من خلال دور المعاقة ذهنيا و الذي مثلته مرتين، مرة في فيلم What's Your Raashee سنة 2009 و مرة أخرى في فيلم Barfi  سنة 2012 .

لارا دوتا، ملكة جمال الكون لسنة 2000، أيضا كان أقل حظا من زميلتها في نفس السنة، بريانكا تشوبرا، لا را موهوبة في الأدوار الدرامية و التي تتطلب تمثيلا حقيقيا بعيدا عن الجسد و العري، أبدعت في دور القروية الفقيرة مع الراحل عرفان خان في الفيلم الناجح "بيلو" سنة 2009، و في فيلم Chalo Dilli سنة 2011، و الذي أعتبره من أحسن أدوارها، حيث كانت بطولة مطلقة لها مع الممثل Vinay Pathak، الفيلم يحكي قصة سيدة أعمال ناجحة و بسبب تعطل سيارتها، تجد نفسها عالقة في الريف الهندي و تضيع وسط المواصلات للانتقال من منطقة نائية إلى منزلها بوسط المدينة، و تتعرف على مواطن بسيط يبدو لها في الأول إنسانا محتالا و استغلاليا من الطبقة الفقيرة في الهند، لكن مع سير أحداث القصة تصل في الأخير للوقوف على حقيقة شخصيته و على ظروف معيشته و كيفية تكفله بزوجته المقعدة في منزله بإحدى العشوائيات الهندية.

الفيلم يحتوي على بعض الأغاني لكن في السياق الدرامي لسير الأحداث، و لم يكن للبطلة أي استعراض أو تغيير للملابس أو تركيز على جسدها و جمالها.

ممثلة أخرى من الجيل الذي قبل أيشواريا، نجحت و كانت من نجمات بوليود خلال النصف الثاني من الثمانينات و طيلة التسعينات من القرن الماضي، و بدأت مشوارها كملكة جمال الهند لسنة 1984، جوهي تشاولا، أثبتت جدارتها و قدرتها على التمثيل، و كثير من المتابعين الجدد للسينما الهندية لا يعرفون بأنها ملكة جمال، برزت في عدة أفلام، مع شاروخان و مع غيره من الممثلين، في بداية الألفية الثالثة، أتذكر لها دورين مهمين رغم أنها كانت ممثلة مساعدة فيهما، دور الطبيبة في فيلم Dosti المنتج سنة 2005، و دور الزوجة التي تحاول إنقاذ زوجها من عشيقته، في فيلم Salaam-E-Ishq المنتج سنة 2007، حيث أتقنت الدور جيدا بجانب الممثل أنيل كابور، و كان بينهما انسجام كبير كزوجين في منتصف حياتهما الزوجية وفي مفترق طرق خطير، ملامح وجهها البريء و ابتسامتها الشهيرة لا تمنعانها من إتقان الأدوار الحزينة أو الدرامية، و في هذا الدور بالذات كنت أتمنى أن يكون لـ جوهي تشاولا فيلما منفردا، لأن فيلم Salaam-E-Ishq كان بطولة مشتركة بين أكثر من عشرة نجوم معروفين في الهند، و كان تجربة جميلة لا تتكرر كثيرا في السينما الهندية، حكايات و قصص منفصلة و مرتبطة ببعضها البعض، مثل فيلم Life in a... Metro المنتج سنة 2007 أيضا.

و رغم قوة المنافسة و صعوبة ولوج الوسط الفني في بوليود خاصة، تبقى السينما الهندية هي قبلة ملكات الجمال و العارضات الهندية، و هي أكبر مستقطب لهن، سواء حققن نجاحا عالميا مثل أيشواريا راي و بريانكا تشوبرا، أو فشلن مثل سيالي بهاغات التي بدأت مشوارها التمثيلي بفيديو كليب هشام عباس "قول عليا مجنون" و بعدها شاركت في تمثيل بعض الأفلام لكنها بطولات ثانوية، و أخريات كثيرات فشلن و لا يتذكرهن أحد، و لعل أكبر مأساة حصلت لملكة جمال في الوسط الفني الهندي هي انتحار نفيسة جوزيف سنة 2004، و التي كانت ملكة جمال الهند لسنة 1997، و كانت لديها مشاركات قليلة في السينما و الدراما و التقديم التلفزيوني، لم تحقق خلالها شيئا يذكر، و للأسف كان انتحارها هو أكبر إنجاز لها تتحدث عنه الصحافة الفنية.

تاريخ النشر أول مرة: 21 ديسمبر 2020

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703040

https://www.ajeal.net/culture/4178/%d9%85%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88%d8%af-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%b5%d9%8a%d8%a8-%d8%a7/  


 

samedi 28 novembre 2020

فيلم Jazbaa














 

فيلم Jazbaa المنتج سنة 2015 للمخرج Sanjay Gupta، هو الفيلم الذي عادت به أيشواريا راي إلى التمثيل بعد عطلة أمومة دامت أربع سنوات، حيث بعد ولادة ابنتها Aaradhya سنة 2011 توقفت عن التمثيل مثل أغلب الممثلات الهنديات اللواتي تطول عطل أمومتهن لسنوات و سنوات.

أتذكر أيضا أن كــاجــول أيضا كانت عطلة أمومتها حوالي أربع سنوات لرعاية ولديها من زوجها الممثل أجاي ديفغان.

آخر فيلم مثلته أيشواريا قبل ازدياد ابنتها كان الفيلم الناجح جدا Guzaarish سنة 2010 للمخرج المتميز Sanjay Leela Bhansali، و دون قصد مني أجد أن أغلب الأفلام التي تعجبني و اود الكتابة عنها هي لهذا المخرج المبدع.

بالنسبة لفيلم Jazbaa، لم يكن بنفس نجاح و تفوق Guzaarish، لكنه كان عودة موفقة بعد غياب 4 سنوات لممثلة كانت في العشرية الأولى للألفية الثالثة هي المصنفة رقم واحد في كل شيء تقريبا.

عادت أيشواريا بوزن زائد و بعمر الـ 42 لوسط فني سينمائي تسيطر عليه نجومية بريانكا شوبرا و ديبيكا بادكون و سونام كابور و غيرهن، و كان اختيارها لفيلم العودة موفقا نوعا ما، لتمثل بعده في 3 ثلاث أفلام أخرى، اثنان سنة 2016  و واحد سنة 2018، و لعل أهمها Ae Dil Hai Mushkil سنة 2016 للمخرج و المنتج المثير للجدل كاران جوهر.

قصة فيلم Jazbaa عادية و مستهلكة لدى أغلب سينمات العالم، لكن طريقة الإنجاز جميلة خاصة بمشاركة نجم بحجم الراحل عرفــان خــان و الممثلة الهندية القديرة شعبانــة عــزمي.

بداية الفيلم تبدأ مع مشهد ممارسة أيشواريا لرياضة الركض في الشارع، و كأنها فعلا تريد إنقاص وزنها بعد الحمل و الأمومة، و كأنها تريد أن تثبت للجمهور بأن تاج الجمال و الأناقة لا يزال بحوزتها.

يذكرني فيلم Jazbaa ببعض الأفلام العربية التي كان يقال بأنها تصنع خصيصا لنجمات معينات، على مقاسهن كما كانت تتداوله الصحافة الفنية.

و كأن هذا الفيلم صنع لأجل عيون أيشواريا، حيث كانت البطولة المطلقة لها، بمساعدة عرفان خان طبعا.

و مع ذلك هو ليس فيلما مملا، بل أجده جميلا و فيه من التشويق ما يجعلك تحب متابعته.

تلعب فيه أيشواريا دور محامية ناجحة يتم اختطاف ابنتها لأجل الترافع لصالح قاتل و إثبات براءته، بينما يلعب عرفان خان دور طليقها ( كان زوجها الثاني) و هو في نفس الوقت ضابط شرطة فاسد، يتعاطف فيما بعد مع طليقته ليساعدها على استرجاع ابنتها.

الفيلم يحتوي على 4 أغاني، لا يؤديها أبطال الفيلم، لكنها مدمجة مع السياق الدرامي للفيلم، و أظن هذه الطريقة المتبعة حاليا في الأفلام الهندية لدى المخرجين الأذكياء لما لا يكون الفيلم رومانسيا حالما.

المخرج الهندي الذكي حاليا يجد طريقة منطقية و مقنعة للجمهور لإدخال الأغاني للفيلم دون التأثير على القصة الجدية للفيلم أو على طبيعة الفيلم إذا كان بوليسيا أو فيلم رعب أو غيره.

قد يكون الفيلم ملحميا تاريخيا و لكن و مع ذلك يجد المخرج الذكي بابا معينا ليدخل أغنيته بكل سلاسة وسط أحداث الفيلم دون أن ينزعج المشاهد غير الشغوف بسينما بوليود.

فيلم Jazbaa يمكن اعتباره فيلما عن المرأة، فالبطلة محامية مطلقة تختطف ابنتها، و الضحية المقتولة في الفيلم هي فتاة تعيش لوحدها بعيدا عن والدتها المطلقة بسبب نمط معيشة زوجها، و مع ذلك هي الملامة دائما على الانفصال.

ربما هو فيلم قد يعجب الفيمينيست، و هو ليس الوحيد الذي ينتصر للمرأة في مضمونه، ربما فيلم Lajaa المنتج سنة 2001 هو أكثر فيلم هندي معروف يحتفي بالمرأة و يطرح قضاياها في بوليود، و يدافع عنها ضد التقاليد البالية الظالمة للمرأة في الهند.

**جمال الدين بوزيان

تاريخ النشر الأول: 26/09/2020

https://www.z-dz.com/?s=%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85+Jazbaa

Bajirao Mastani Vs Kalank الطرح المغاير ضد النمطية المعتادة

 





تابعت فيلم Kalank منذ أسابيع مضت، فوجدته فيلما جيدا، لكنه ربما جاء في التوقيت الخاطئ لذلك لم ينجح في شباك الإيرادات بعد صدوره في أفريــل 2019، تابعته و أنا أحاول أن أبحث عن سبب عدم نجاحه جماهيريا، و سبب تغير حماس الصحافة و النقاد نحوه بعد اهتمامه به قبل صدوره.

ما أعتب عليه في الفيلم موجود في كثير من الأفلام الهندية و هو ليس سبب عدم نجاح هذا الفيلم المنجز بإتقان، لكنه عتب متكرر نحو كثير من الأفلام الهندية التي تتعرض لفترة انقسام الهند و باكستان سنة 1947 و ما سبقها و ما تلاها من عمليات تطهير عرقية عنصرية ضد المسلمين الباقين في الهند و ضد الهندوس الباقين في باكستان.

في كثير من الأفلام الهندية (بوليود) التي اطعلت عليها و تابعتها تكون طريقة الطرح متشابهة من حيث المضمون و مختلفة في بعض تفاصيل القصة، المهم النتيجة أنه في الفيلم نرى مصدر العنف في تلك الفترة هم الأغلبية المسلمة التي لم تتقبل الأقلية الهندوسية، و تختفي بقية القصية التي تقول أن الأغلبية الهندوسية أيضا لم تتقبل الأقلية المسلمة التي بقيت في الإقليم الهندي بعد التقسيم.

و هو ما نراه في فيلم Kalank.

و على العكس تماما، و قبله بـ 4 سنوات، طرح الفيلم الناجح جدا Bajirao Mastani سنة 2015 رؤية مغايرة تماما لما اعتادت بوليود طرحه في الغالب، ربما هو طرح يشبه ما تضمنه الفيلم الملحمي الشهير Jodha Akbar سنة 2008.

لم نتعود على رؤية بوليود تتحدث عن التعصب الهندوسي ضد ديانة أخرى أو عرق آخر بهذه الطريقة، المعروف أن أفلام بوليود منذ التسعينات من القرن الماضي و لغاية يومنا هذا تناولت الكثير من القصص و السيناريوهات التي تتحدث عن عدم توافق الديانة بين البطلين و وقوف الأهل عائقا ضد زواجهما و انتصار الحب كنهاية بوليودية خيالية معتادة.

أما ما نراه في فيلم Bajirao Mastani فهو عرض لقصة مقتبسة من التاريخ الهندي، و لا يزال الجدل حول صحة تفاصيلها لم يحسم بعد، و قد أثارت الكثير من الاحتجاجات بسبب الصورة غير النمطية التي ظهرت بها الطائفة الهندوسية، التي و حسب أحداث الفيلم رفضت زواج الأمير الهندوسي Bajirao  بالأميرة المسلمة Mastani و يعترض المحتجون على اتهام الفيلم للهندوس بالعنصرية التي كانت السبب في تعذيب الأميرة المسلمة Mastani حتى موتها و انتزاع ابنها منها.

هذا الفيلم الذي يعتبر تحفة فنية أخرى من إخراج Sanjay Leela Bhansali تلاه فيلم تاريخي ملحمي ناجح هو أيضا سنة 2018 عنوانه Padmaavat بنفس فريق العمل تقريبا و لنفس المخرج المبدع، لكن الفيلم كان أكثر إثارة للجدل حينها و تسبب حتى في ظهور أعمال شغب في بعض المدن الهندية، بسبب تعرضه لقصة تاريخية حول الصراع الهندي (الهندوسي) المغولي (المسلم)، و تفاصيله المتعلقة بالأميرة الهندوسية Padmaavati لم تعجب الجمهور الهندوسي الذي تحرك مع زيادة اعتراض الأحزاب الهندوسية المتطرفة بالهند.

ما أود قوله، أن النظرة النمطية موجودة في السينما الهندية في الغالب، و هي موجودة أكيد في السينما الباكستانية بالمقابل، و موجودة طبعا في هوليود، لكن من حين لآخر نجد جرأة من طرف بعض المخرجين الذين يخرجون قصصا مخالفة للنظرة النمطية التي ترضي الجمهور، و في حين فشل Kalank رغم مطابقته للنموذج السائد في الطرح، نجد أن Padmaavat و Bajirao Mastani نجحا رغم عدم إرضائهما للأغلبية الشعبية و للأغلبية الحاكمة.

**جمال الدين بوزيان

تاريخ النشر الأول: 16/08/2020

 https://www.z-dz.com/bajirao-mastani-vs-kalank-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%A7/